تعرّف على الجزيرة التي لا يرى سكانها سوى اللون الأبيض والأسود!

توجد جزير صغيرة في أرخبيل ميكرونيزيا بالمحيط الهادئ قرب إندونيسيا والفلبين، يعجز بعض السكان بها على تمييز ألوان جزيرتهم الجميلة، فلا يستطيعون التفرقة بين البحر والسماء، وخضرة شجر النخيل، أو حتى ألوان أزهارها، فالعالم كله أبيض وأسود.

تعرّف على الجزيرة التي لا يرى سكانها سوى اللون الأبيض والأسود!

وهذه الجزير الجميلة التي يعيش بها 700 شخص تُسمى “بنجيلاب”، وبها 57 (8.1%) من السكان لا يستطيعون تمييز أي لون ما عدا الأبيض والأسود. لكن ما السر وراء ذلك؟ ولماذا لا يرى هؤلاء الأشخاص سوا اللونين الأبيض والأسود.

حسنًا يرجع سبب ذلك إلى إصابة الأشخاص بحالة من عمى الألوان منذ ولادتهم، ويبدو أن الوراثة هي العامل الرئيسي وراء هذا المرض الغريب، والذي يُسمى achromatopsia أو “عمى الألوان الكلي”.

 

هذا المرض نادر جداً خارج الجزيرة؛ إذ يصيب واحداً من بين كل 30.000 شخص حول العالم. من هنا، سبب اهتمام علماء الوراثة بهذه الجزيرة.

في محاولة لفهم سوء حظ سكان الجزيرة، من الضروري العودة إلى العام 1775 عندما قتل “إعصار لينجكييكي” 90% من سكان جزيرة “بينجيلاب”. أعقبت الكارثة الطبيعية مجاعة ووفيات عالية، ونجا نحو 20 شخصاً فقط، من ضمنهم الملك نانماركي موانينيزد، الذي كان مصاباً بعمى الألوان.

كان عدد الناجين قليلاً بالطبع، لكنه كافٍ كي لا ينقرض شعب هذه الجزيرة. نظراً إلى العزلة والتزويج القسري – حيث كان الزواج بالأجانب مرفوضاً بشدة -، انتشرت هذه الحالة كثيراً بين السكان، بعد بضعة أجيال فقط.

بالإضافة إلى عدم القدرة على التمتع بجمال المناظر الطبيعية، يواجه السكان المحليون صعوبات جمة للتمييز عندما يكون الطعام فاسداً أو متحللاً. ولديهم حساسية قوية ضد أشعة الشمس (رهاب الضوء)، تجعل العمل في الهواء الطلق أمراً صعباً للغاية.

في المقابل، مكنّتهم هذه الأحادية اللونية من الاستمتاع بميزة الرؤية الليلية، إذ يستطيعون رؤية وتمييز سمكة تسبح في منطقة مجاورة بوضوح كامل، وإدراك بعض التفاصيل، التي لا يراها الأشخاص العاديون.

لذا يسخرون هذه القدرة لحاجاتهم اليومية. وعند حلول الليل، يخرجون بقواربهم لاصطياد السمك. فالشمس، بعكس دورها تماماً، تعيق قدرتهم على الإبصار.

 

المصدر

Exit mobile version