منوعات

سوق في الهند.. الباعة فيه من النساء فقط ولا رجل واحد بينهم!

يعتبر سوق “إيما كيثل”، ويعني بالترجمة الحرفية “سوق الأم”، أكبر سوق للنساء فقط في آسيا، حيث تعمل النساء في جميع أكشاك البيع في السوق. ويقع السوق في قلب مدينة أمفال في ولاية مانيبور الهندية. ويحتوي السوق البالغ عمره أكثر من 500 عامًا على أكثر من 4000 كشك بيع. حيث تتعامل النساء البائعات مع الآلاف من العملاء كل يوم، كما أن سوق “إيما كيثل” يعتبر بمثابة ملتقى ثقافي للنقاشات الاجتماعية والسياسية المهمة في الهند.

السوق النسائي بالهند

 

سوق هندي البائعات في من النساء فقط!

ويعود تاريخ بناء السوق إلى عهد الملك “مانيبور”، حيث جرى تقليد خلال ذلك الزمان عُرف باسم تقليد “لالوب Lallup”، ويقضي بتفرغ الذكور لخدمة الملك في مجتمع مايتاي المحلي، ما جعل النساء يتحملن المسؤولية في تلبية احتياجات الأسرة وتحمُّل مسؤوليات الزراعة والتجارة. واستمر التقليد حتى أصبحت النساء هن المسؤولات عن التجارة في ولاية مانيبور، ولم يكن يُسمح للنساء العازبات بالعمل في السوق.

وبعد أن حققت الهند استقلالها من الاستعمار البريطاني عام 1947م، كانت القوى النسائية العاملة في السوق الهندي “إيما كيثل” تحت تهديد التهجير، لكن النساء تمكّن من الصمود في وجه الشدائد. وكان الوقت الوحيد الذي أُغلق فيه السوق خلال الحرب العالمية الثانية عندما أصبحت أمفال ساحة معركة دامية للقوات البريطانية واليابانية.

سوق إيما كيثل

حديثا، وخلال عام 2003م، خططت الحكومة المحلية لاستبدال السوق بسوبر ماركت حديث، لكن احتجاج اتحاد التاجرات وقف في طريق هذا المشروع الاستثماري وانتصر احتجاجهن في نهاية المطاف. اليوم، يقع السوق ضمن أربعة مبانٍ جديدة تم بناؤها مؤخرًا من قبل الحكومة. ويعتبر المكان بوتقة للتنوع، حيث يشمل مختلف الأعراق والأديان ويزوره آلاف السياح من مختلف أنحاء العالم.

السوق النسائي بالهند

في سوق “إيما كيثل”، تبيع النساء مختلف البضائع والسلع. فقد خُصِّص مبنى لبيع الفاكهة والخضروات، ومبنى آخر لبيع الحرف اليدوية والمجوهرات. كما تبيع النساء مستحضرات التجميل، الملابس، سواءً التقليدية كزي المانيبري، أو الملابس العادية، حتى الحلويات المحلية. معظم أكشاك البيع في السوق يتم توارثها بين الأجيال من الأم إلى ابنتها.

السوق النسائي بالهند

وتُشير الدراسات إلى أن معظم تاجرات سوق “إيما كيثل” يكسبن بين 73 ألف إلى 200 ألف روبي هندي سنويًا، أي ما يعادل 3500 إلى 10 آلاف ريال سعودي سنويًا. وعلى الرغم من أن الرقم يبدو كبيرًا، إلا أن ما تكسبه البائعات حقا أقل من ذلك بكثير لأن معظم الدخل يذهب ثمنًا لشراء البضائع والسلع والمواد الخام، إضافة إلى التكلفة المرتفعة لتوصيل البضائع إلى السوق.

سوق “إيما كيثل” أعطى مأوى لمئات النساء للعمل في بيئة تخلو تمامًا من أيدي الذكور العاملة. فهو يعتبر صميم الاقتصاد والثقافة والسياسة في ولاية مانيبور الهندية، وأحد أشكال التقاليد القديمة والأصيلة.

 

المصدر

اقرأ أيضا:

صور: أناقة السوق العائم في بورنيو الإندونيسية

سوق تسوكيجي في طوكيو أكبر سوق للثروة السمكية في العالم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى