تشارلز داروين العالم البريطاني الأكثر إثارة للجدل في نظريته حول نشأة الإنسان وتطوره، بعيدًا عن هذا الجانب فهناك جوانب أخرى مثيرة في حياة عالم التاريخ الطبيعي والجيولوجي، فقد كان يأكل الحيوانات التي يكتشفها أو يُجري دراسة عليها.
بدأت عادة تناول الكائنات الحية لدى داروين حين كان مراهقًا، وبدأت تبرز لديه ميول دراسة الطبيعة؛ حيث كان يجمع الخنافس بل ويتناولها في كثير من الأحيان. أخذ هذا الأمر بالتطور لدى داروين حين كان طالبًا في كامبريدج وانضم إلى نادي “Glutton Club” الطلابي الذي انطلق لتجربة أنواع مختلفة من الطعام، وذلك بتناول الطيور والحيوانات الغريبة كالصقور وطيور الواق والبوم، حيث كان وصول الطلاب في إنجلترا للطعام محدودًا.
ويُعد تناول الكائنات الحية التي تُجرى عليها الدراسات تقليدًا بدأه داروين، واستمر عليه العلماء إلى وقتنا الحالي؛ كجزء من التجربة والاكتشاف. خلال رحلة بيغل الشهيرة تناول داروين لحم حيوان أسد الجبال، والأغوانا، والسلاحف العملاقة، والحيوان المدرع؛ وذلك خلال مرحلة اكتشافه لتلك الأنواع كي يكون قادرًا على إجراء وصف لها. حتى أنه تناول سائل المثانة، كما تناول 9 كجم من حيوان الآغوطي الذي يشبه الفئران، حيث قال أنها من أطيب اللحوم التي تذوقها.
قيام العلماء بتناول الأنواع التي يكتشفونها أو يجرون عليها الدراسات تقليد اعتادوا عليه. فالفضول الذي دفعهم لدراسة العالم جعل لديهم رغبة في الانخراط به بشكل أكبر من خلال النظر والشم والشعور والتذوق. فحين تكون عالم طبيعة فمن الطبيعي استخدام كامل أنظمتك الحسية عند الالتقاء مع الطبيعة!