بشكل عام فإن هناك العديد من العوامل التي تؤثر على الطهي، واحدة من هذه العوامل هي مكانك، أي موقعك الجغرافي الذي تطبخ به، وبشكل أكثر تحديداً فإنه يؤثر على عنصر مهم جداً في الطبخ، وهو غليان الماء. ومن المعروف بأن الماء يغلي في المناطق المرتفعة (مثل الجبال) بشكل أسرع مما هو عليه عندما يكون في مستوى سطح الأرض. لكن ما هو السبب وراء ذلك؟ دعونا نرى ما يخبرنا العلم به.
ليش يغلي الماء أسرع في الجبال العالية؟
في البداية، لنتعرف على كيفية غليان الماء بالتحديد
جزيئات الماء في الظروف العادية لديها حرية قليلة في التحرك والتصادم مع بعضها، لكن عند وضع الماء على النار، فإن هذا يعني أننا سنمد جزيئات الماء بالطاقة الحرارية، وعندما تمتص جزيئات الماء ما يكفي من الطاقة فإنها تبدأ بتكسير وتحطيم الروابط فيما بينها. يتحول الماء من حالته السائلة إلى حالته الغازية عندما يتساوى ضغط البخار الداخلي مع الضغط الجوي الخارجي، وعند حدوث ذلك فإن الفقاعات تبدأ بالتكوّن ويغلي الماء.
لكن كيف يمكن للارتفاع أن يؤثر على سرعة غليان الماء؟
ما تُصّر كتب العلوم على ذكره هو أن الماء يغلي عند درجة حرارة 100° مئوية عند مستوى سطح البحر. وهذا يعني ضمناً أن الارتفاع والانخفاض له تأثير على درجة غليان الماء.
كما نعرف فإن الضغط الجوي هو وزن عمود الهواء المقام فوق نقطة ما حتى نهاية الغلاف الجوي، ولأن المناطق المنخفضة تعني عموداً أطول فإن هذا يعني أن الضغط الجوي في الوديان أعلى منه في الجبال. لو حاولت يوماً أن تغلي الماء في واد، وغليته ثانية في قمم أحد الجبال، لوجدت الماء يغلي عند الأولى في درجة تفوق المئة، بينما يغلي في درجة دونها في الجبال. وهذا يعني أن الطبخ سيستغرق وقتاً أطول أيضاً.
من العوامل المؤثرة في تحديد نقطة الغليان هو الارتفاع. عندما يزيد الارتفاع عن مستوى سطح البحر يقل الضغط الجوي. وهذا يعني أن الماء سيأخذ طاقة أقل حتى يصل إلى نقطة الغليان (نقطة تساوي الضغطين الداخلي والخارجي)، مما يجعله يغلي عند نقطة أقل من المعتاد.