غالبًا ما توصف لوحة الموناليزا التي رسمها ليوناردو دافنشي في أوائل القرن السادس عشر، بأنها أشهر لوحة في العالم. ولكن على الرغم من كل ما نعرفه عن هذا العمل الفني ، لا يزال هناك عدد من الأسئلة والأسرار حولها.
فيما يلي نظرة على خمسة ألغاز غير محلولة تحيط بتحفة دافنشي الفنية.
أسئلة غامضة حول لوحة الموناليزا الأشهر في العالم!
1. ما العنوان الذي أطلقه دافنشي على لوحته؟
إن شهرة لقب الموناليزا تحجب حقيقة مهمة: لا يوجد دليل على الإطلاق على أن ليوناردو نفسه يستخدمه.
تحتوي كتابات مؤرخ الفن جورجيو فاساري على واحدة من أقدم الروايات عن العمل. ناقش ذلك في سيرته الذاتية عن ليوناردو في حياة أبرز المهندسين المعماريين والرسامين والنحاتين الإيطاليين، والمعروف أكثر باسم حياة الفنانين (1550): “تعهد ليوناردو بتنفيذ صورة الموناليزا لصالح فرانشيسكو ديل جيوكوندو”.
وفقًا لما جاء في حساب فاساري، لم يستخدم دافنشي تسمية معينة للوحته، إنما وصف العمل بشكلٍ عام: “صورة الموناليزا، زوجته”.
عنصر آخر فس اسم اللوحة وهو في الواقع خطأ في كلمة Monna، وهو مصطلح إيطالي كان يُستخدم في ذلك الوقت لوصف المرأة ذات المكانة العالية. لم يذكر ليوناردو أي إشارة مباشرة للوحته في ملاحظاته الخاصة، لذلك يظل العنوان “إن وجد” غير معروف.
2. أين تقع المناظر الطبيعية في خلفية الصورة؟
تجلس الموناليزا أمام منظر طبيعي في اللوحة، ويبدو خلفها الأشجار والممرات والتلال البعيدة. لكن تظل هوية هذا الموقع مجهولة، حتى أن هنكا تكهنات بأن المكان خيالي ولا تهدف لنسخ موقع حقيقي.
مع ذلك، هناك تكهنات تستند إلى عدة حجج بأن المكان حقيقي: إحداها هي مدينة بوبيو شمال إيطاليا، والتي لها جسر مشابه للجسر الموجود خلف الموناليزا، بينما اقترح البعض وادي نهر أرنو في توسكانا.
3. لماذا وُصفت لوحة الموناليزا بأنها عمل فني غير مكتمل؟
من الغريب أن بعض مؤرخي الفن، مثل فاساري، يصف اللوحة بأنها غير مكتملة رغم أن دافنشي استغرق أربع سنوات لرسمها.
يقول فاساري: “ما يبدو أن اللوحة في متحف اللوفر مكتملة بشكلٍ ملحوظ، من حيث تخصيص الكثير من التفاصيل لسمات المنظر الطبيعي وصورة المرأة نفسها. لكن يبدو أنه تم إكمال العناصر الناقصة من قبل آخرين في وقتٍ لاحق”.
على الرغم أنه من غير المحتمل أن تتدخل محكمة ملك فرنسا – الذي حصل على اللوحة – في عمل فني قيّم ومحترم.
4. لماذا تظهر حواف الأعمدة فقط على جانبي الصورة من كلا الجانبين؟
واحدة من أكثر سمات لوحة الموناليزا غرابة هي حواف الأعمدة التي تظهر على كلا الجانبين، الأمر الذي فتح باب التكهنات أن اللوحة تم اقتصاصها وفقد بعض العناصر، وقد جرى هذا الأمر مع لوحات شهيرة أخرى لتسهيل عرضها في المتاحف.
في أوائل التسعينيات، قام أستاذ الفن فرانك زولنر بفحص الموناليزا بدون إطارها وخلص إلى أنه لم يتم قطعها. رسم ليوناردو اللوحة على الخشب وليس القماش، مما سهل معرفة أن المادة الأصلية لم يتم تعديلها بمجرد إزالة الإطار.
يبقى السؤال عن سبب اختياره لإظهار حافة الأعمدة فقط، بدلاً من اتخاذ خيار واضح لتضمينها أو استبعادها، بلا إجابة.
5. هل ابتكر دافنشي أكثر من نسخة من لوحة الموناليزا ؟
واحدة من أكثر النظريات انتشارًا حول الموناليزا هي أن ليوناردو ربما رسم أكثر من نسخة واحدة منها. تُعرف اللوحة أيضًا باسمها الإيطالي، La Gioconda (وتعني بالإيطالية المبتسمة).
أعلن الفنان جيوفاني باولو لومازو، الذي كتب في أواخر القرن السادس عشر، ذات مرة أن “أجمل صورتين وأهمها بالنسبة لليوناردو هما الموناليزا وجيوكوندا”. يشير هذا إلى أنه خلال هذه الفترة، تم اعتبارهما لوحتين مختلفتين، بدلاً من الأسماء البديلة لنفس العمل.
كما أيدت إمكانية وجود نسخة مختلفة من الصورة من خلال رسم مشهور قام به رافائيل خلال زيارة إلى استوديو ليوناردو. وأوضح أن الرسم الثاني يختلف في بعض النواحي عن لوحة اللوفر الشهيرة، ويظهر بوضوح عمودين كاملين في الخلفية.
بعد فحصه للطبيعة السليمة للوحة اللوفر في التسعينيات، خلص زولنر إلى أنه من الممكن أن يكون ليوناردو قد ابتكر نسخة ثانية من العمل أظهرت الأعمدة بأكملها. تم اقتراح عدد من اللوحات الأخرى مثل لوحة جيوكندا الثانية، وأشهرها “Isleworth Mona Lisa”، ولكن لا يوجد دليل قاطع على وجودها حتى الآن.
اقرأ أيضًا:
لماذا نشعر أن لوحة الموناليزا تراقبنا؟
لماذا لا يتم تنظيف لوحة الموناليزا من الغبار؟