ربما يبدو مصطلح تجميد الأموال مألوفًا لدى الكثير من الناس، وهو شائع بعض الشيء لدى أغلب الناس. لكن عند الدخول إلى عالم أسواق الأسهم والانخراط فيه، فإنك ستسمع بمصطلح جديد وهو “تجميد الأسهم”، وهو فعلًا مُصطلح مُهم، لكن ماذا يعني ذلك؟
ماذا يعني مصطلح “تجميد الأسهم” وما هي أسبابه؟
في معظم الأحيان، يكون سوق الأوراق المالية في حركة مستمرة، فهناك الملايين من الصفقات يمكن أن تتم في خلال ساعة، والملايين من المتداولين بسوق المال يتشاركون. وعندما يتجمد السوق، يتوقف التداول، وكذلك عندما يتم تجميد حساب المتداول، يتم إغلاق صفقة التداول حتى يتم فك التجميد عن حساب المتداول.
معنى تجميد الأسهم
تجميد الأموال هو عدم قدرة مالك الأموال من التصرف في أمواله، بمعنى أن المال يضل تحت ملكيته الخاصة على الورق، ولكن لا يستطيع سحبه أو القيام بعمليات الشراء أو البيع باستخدامه. وفي هذه الحالة يستفيد البنك واقتصاد الدولة التي قامت بعملية التجميد من هذه الأموال وتعزز نموها الاقتصادي عن طريق استثمارها أو إقراضها وربح الفوائد وعوائد الاستثمار طوال فترة التجميد.
أما تجميد الأسهم فهو يعني وقف الحركة والمعاملات على الأسهم بحيث يكون هناك انقطاع عن التداول لفترة معينة من الزمن، من أجل القيام بعملية تصحيح مؤقتة، وقد يكون التوقف لأسهم متداول أو لأسهم شركة بعينها أو ربما يمتد لسوق بكامله. وهناك أسباب متعددة قد يتم فيها تجميد حساب، أو بورصة الأوراق المالية.
أهم أسباب تجميد الأسهم
مخالفة القوانين المالية
تستطيع السلطات المالية مثل هيئات الرقابة المالية تجميد حساب المساهمين لأسباب متنوعة، على سبيل المثال، يمكن تجميد حساب العميل إذا كانت تنتهك القوانين المالية خلال فترة زمنية معينة، مثل ما حدث عام 2006 وتم تعليق حساب أحد القراصنة لأنه حصل على أسماء حسابات وكلمات السر لها من أجل الوصول لحساباتهم وتزوير القيم، ثم باع أسهمه الخاصة بأرباح كبيرة جدا.
الأسهم المحدّدة
الأسهم المحدّدة هي أسهم الملكيّة التي تحتفظ بها الشركة احتياطيا لخطط تعويض الموارد البشرية. وغالبا ما يتم تعيين هذه الأوراق المالية للموظفين كخيارات الأسهم. وحسب هذه الخطة، لن يكون الموظف مالك الأسهم أبدا؛ ولكن بدلاً من ذلك، سوف يكون قادرًا على أخذ الفوائد إذا زادت الأسهم المُخصّصة في القيمة.
وعلاوة على ذلك، غالبًا ما تأخذ الشركات عددًا من الأسهم باعتبارها خاصة بها وتجمدها حتى لا تتمكن الشركات الأخرى منٍ شرائها، كما قد تجمد الشركات الأسهم المقيدة حتى لا يتمكن المستثمرون من شراءها ومنعها من التداول، حفاظًا على نسبة الأسهم التي تريد الشركة الاحتفاظ بها.
المشاكل تقنية
ويمكن للسلطات المسؤولة عن تنظيم سوق الأوراق المالية والأسهم أن تقرر تجميد سوق بأكملها لوقف المعاملات إذا كانت هناك مشاكل تجعلها تقفتقر إلى الشروط اللازمة لتشغيلها.
ففي عام 2005، على سبيل المثال، تسبّب انقطاعان رئيسيان في الاتصالات، أحدهما بسبب الفئران التي أحدثت تآكل في الكابلات، وأدت إلى إغلاق بورصة نيوزيلندا لمدة 5 ساعات بهدف عزل الكابلات التالفة. وقد أوقف انقطاع التيار الكهربائى والأخطاء فى البرمجيات التبادلات بين موسكو ولندن وطوكيو.
الأسباب السياسية والاجتماعية
قد تتسبب الأحداث السياسية الطارئة أو الاجتماعية في تجميد البورصة، فمثلا كانت أحداث الحادي عشر من سبتمر 2001 سببا لتجميد جميع الأنشطة فى بورصة نيويورك لمدة أربعة ايام عمل. وجمدت السلطات السياسية الأرجنتينية سوق الأسهم وأوقفت أنشطة المصارف وتبادل العملات لعدة أيام في ديسمبر 2001.
وقد تقوم هيئة الرقابة المالية او الهيئات القضائية المختصة بتجميد أسهم أحد الشركات ووقف كود صاحب الشركة ومنع صاحبها من التداول إذا كان يوجد له صلة بتمويل الإرهاب أو يوجد علامات استفهام حول مصدر أمواله إذا كانت من غسيل الأموال أو الكسب غير المشروع.