باتت منصات التواصل الاجتماعي وسيلة مريحة وسريعة للترويج للعديد من الخرافات والشائعات من خلال نسبها إلى أبحاث ودراسات علمية لزيادة مصداقيتها. والغريب أن العديد من الناس لا زالوا يُصدقون بعض هذه الخرافات رغم نفيها من علماء وخبراء.
وعلى مدار التاريخ، برزت العديد من الخرافات التي ساعدت بعض الدراسات العلمية على نشرها والترويج لها بين الناس، بناءً على أبحاث سابقة مغلوطة وغير دقيقة أو لأهداف كيديّة. ورغم نفي دراسات حديثة لها، إلا أن بعض الناس لا زالوا يؤمنون بهذه الخرافات!
خرافات علمية صدّقها الناس ولا زال بعضهم كذلك!
رجل Piltdown
من بين العديد من الشائعات التي صدّقها الناس هي رجل Piltdown، إذ تم العثور على جماجم ما بين عامي 1911 و 1912 في إنجلترا، ووُصفت بأنها الحلقة المفقودة بين القردة والبشر.
حازت هذه الجماجم على اهتمام كبير من العلماء المصدّقين لنظرية التطور التي وضعها داروين، وبُنيت عليها العديد من الأبحاث خاصةً بعد ظهور المزيد منها في أفريقيا.
وفي عام 1953، أعلنت مجلة التايم رسميًا أن تلك الجماجم كانت مزيّفة بعد جمع الأدلة الكافية والتحليل الكيميائي للعظام الذي أظهر أن عمرها أقل من 500 ألف سنة، ما يعني أنها أصغر من أن تكون حلقة مفقودة. ومن خلال التحقيقات، تبيّن أن شخصًا ما ألصق جمجمة بشرية من العصور الوسطى بفك قرد أورانجوتان ووضع لها أسنان شمبانزي لصُنع تلك الجماجم المزيفة!
تورك الميكانيكي
في سبعينيات القرن السابع عشر، تم الكشف عن روبوت عُرف باسم “تورك الميكانيكي”. قام بتطويره ولفجانج فون كيمبلن، وظهرت الآلة وهي ترتدي أزياء تركية وتجلس في خزانة ضخمة تحتوي على رقعة شطرنج.
وعلى الرغم من الرهبة والدهشة التي أحدثها الروبوت، لكنه لم يكن بالتطور الذي رُوّج له، بل يُعتقد أن طفلًا أو قرد مدرّب كان داخل الآلة ليقوم بتحريكها. والبعض الآخر يعتقد أن عملية تحريكه تتم عبر مغناطيس وخيط نظرًا لحجم الخزانة الضخم.
الأركيورابتور
في التسعينيات الميلادية، اكتُشفت حفرية اعتُبرت من قبل العديد من علماء الآثار بمثابة الحلقة المفقودة بين الديناصورات والطيور، وكان يُطلق عليها اسم الأركيورابتور.
ظهرت الحفرية في مقال لمجلة ناشونال جيوقرافيك عام 1999، مع ذلك وبعد نظرة فاحصة عليها، تبيّن أنها خدعة! فقد تبيَّن أن مزارع صيني كان قد جمع عينات مختلفة من طيور قديمة تُعرف باسم Yanornis martinin وحفريات ديناصورات صغيرة معًا في محاولة لكسب المال.
انقراض البشر ذوي الشعر الأشقر
دراسة علمية نالت قدرًا كبيرًا من الشهرة بسبب غرابتها، كانت قد نُشرت في عام 2002 بعد أن أصدرت عدد من المنظمات دراسة تستند إلى أدلة علمية بأن البشر ذوي الشعر الأشقر في طريقهم للانقراض!
هذه الادعاءات استندت إلى تقرير لمنظمة الصحة العالمية تنبأ بأن جين الشعر الأشقر الطبيعي سيختفي بحلول عام 2202. المشكلة أن منظمة الصحة العالمية لم تنشر أي تقرير من هذا القبيل أو دراسة حول هذا الموضوع بالتحديد.
وعلّقت المنظمة على ذلك بأنها لا تمتلك أي معرفة بكيفية صدور هذه التقارير الإخبارية، وأنها لم تتطرّق لهكذا دراسات من قبل.
كارديف العملاق
أسطورة حضرية تعتبر من أشهر الخدع في أمريكا، عن اكتشاف عمّال لجثة عملاق في بئر جديد في نيويورك سنة 1869. وعلى الرغم من شكوك الخبراء في هذا الاكتشاف، إلا أن الأخبار المحلية ساهمت في تحويله إلى أسطورة مشهورة حتى أن البعض استغل الأمر لجني المال مقال الاطلاع على الجثة أو حتى الاستحواذ عليها.
في النهاية، تبيَّن أن العملاق ما هو إلا خدعة كان خلفها رجل يُدعى “جورج هال”، ولم يكن حقيقي على الإطلاق!
ورقة سوكال
في عام 1996، سئم الفيزيائي آلان سوكال من المعايير التي يتم على أساسها مراجعة الأبحاث في المجلات العلمية. وتوصّل إلى فكرة اختلاق دراسة علمية، حيث استهدف مجلة العلوم الإنسانية التقدمية وكتب ورقة لا تضم سوى الهراء والسخافات بعنوان “تجاوز الحدود: نحو تفسير تحويلي للجاذبية الكمية”. الغريب أن الموضوع انتشر بشكلٍ كبير وحظي بمصداقية من بعض العلماء والمجلات، حتى تبيّن بالنهاية زيفه وحرّك المجتمع العلمي المسؤول نحو تحسين معايير مراجعة الدراسات بعد فترة وجيزة.
التطيعم وعلاقته بالتوحد
كتب أندرو ويكفيلد في عام 1997 كتاب ورقي زعم فيه أن التطعميات ضد الأمراض لها علاقة قوية مع التوحد. ونُشرت الدراسة في الصحيفة الرسمية وكشفت عن علاقة بين لقاح MMR والتوحد. وعلى الرغم من الكشف عن أن أندرو كان قد زوّر ورقته العلمية لدعم ادّعاء الحركة المناهضة للقاح، لكن الكثير من الناس آمنوا بمحتواها، ولا يزال البعض حتى اليوم يرفضون إعطاء التطعيمات اللازمة للأطفال تخوفًا من إصابتهم بالتوحد!
اقرأ أيضًا: