شهد التاريخ توترات كثيرة بين كثير من الدول أو في أجزاء الدولة نفسها، منها ما انتهى إلى حرب عسكرية، أو مفاوضات سلمية، لكن بعضها اشتدت لتكون النتيجة تشييد جدران الفصل سيئة السمعة، والتي تعد الأكثر تأثيرًا وتهديدًا.
المنطقة منزوعة السلاح بين الكوريتين
انتهت الحرب الكوريةعام 1953 وفقًا لاتفاقية الهدنة حيث تم الاتفاق على تقسيم شبه الجزيرة الكورية إلى الكوريتين الشمالية والجنوبية على أن تفصل بينهما منطقة منزوعة السلاح، وهي المنطقة الأكثر تحصينًا في العالم، كما أنها منطقة غير مأهولة بالسكان إلا في قريتين، لكن لا توجد فيهما سكان بشكل دائم. تمر الحدود في المباني بين الجانبين.
وقد كان الهدف الأساسي من المنطقة منزوعة السلاح حماية الجانبين من الغزو والاجتياح. لكن بما أن الأوضاع سارت بشكل سيء في كوريا الشمالية، فقد أصبحت هذه المنطقة منطقة خالية، فتعاني الحياة البرية من الحرمان، إذ إن العديد من الأنواع مهددة بالانقراض في ظل عدم وجود الإنسان فيها.
سياج سبتة ومليلية الحدودي
يقع السياج الفاصل في سبتة ومليلية المتنازع عليهما بين المغرب وإسبانيا على طول الساحل المغربي. وتعد المنطقة الأفريقية الوحيدة التي تخضع لسيادة أوروبية. وقد نالت هذه المنطقة شهرتها كونها نقطة الانطلاق الأولى للمهاجرين غير الشرعيين للوصول إلى أوروبا. السياج مزود بأسلاك شائكة، ومراقبة مشددة، فيتم إضاءته خلال الليل. ويأمل الاتحاد الأوروبي في أن زيادة التمويل له سيمنع أنشطة الهجرة غير المشروعة. وقد تفاقم التوتر بين المغرب وإسبانيا، بعد أن قُتل 15 شخصا خلال محاولة اقتحام السياج عام 2005.
خط ماجينو
خشيت فرنسا قبل الحرب العالمية الثانية من اقتحام ألمانيا النازية لها. فقد تم وضع بعض الآليات العسكرية، وأبراج الحراسة والمراقبة على الحدود الشمالية الشرقية بين فرنسا وألمانيا؛ وذلك تحصينًا للحدود. وعلى الرغم من هذه التحصينات قامت ألمانيا باجتياح بلجيكا، ودخلت فرنسا من الشمال، ولم تمض أسابيع قليلة حتى تمكنت ألمانيا من فرض قبضتها فرنسا. لا تزال بقايا خط ماجينو موجودة حتى اليوم.
جدار برلين
جدار برلين هو الأكثر شهرة من بين جدران الفصل الأخرى التي عرفها التاريخ. بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية التي شهدت هزيمة ألمانيا النازية، عمل الحلفاء على تقسيم ألمانيا إلى أربعة أقسام. فالعالصمة برلين وهي أكبر مدينة في ألمانيا تم تقسيمها إلى برلين الشرقية وبرلين الغربية.
ولم تكن هناك حدود فعلية بين الجزئين بين عامي 1945 – 1961، فبرلين الغربية كانت رمزًا للازدهار، في حين أن الشرقية كانت معقلًا يضم بقايا الحرب، ما دفع كثيرين من سكان برلين الشرقية للرحيل إلى الجزء الغربي، ما شكل مصدر قلق للحكومة الشيوعية في ألمانيا الشرقية، فسارعت لبناء جدار وعينت حراسا وأمرتهم بإطلاق النار على كل من يحاول الوصول. وكان الجدار يفصل بين المنازل والمنشآت التجارية والمناطق السكنية، وحتى الشوارع، والكنائس.
وكانت هناك محاولات هروب وتسلل كثيرة، قتل على إثرها الكثير من سكان برلين الشرقية. ومع إعلان الحكومة الشيوعية في ألمانيا الشرقية تخفيض الإجراءات على السفر، قام سكان برلين من الجانبين عام 1989 بهدم الجدار، وخلال أسابيع قليلة لم يعد لهذا البناء الضخم أي وجود.
سور هارديان
بحلول القرن الثاني الميلادي توسعت الإمبراطورية الرومانية لتضم معظم الجزر التي تُعرف اليوم باسم “بريطانيا العظمى”. وبالتحضير لزيارة الإمبراطور هارديان، لم يكن القادة العسكريون على جاهزية لصد هجمات البرابرة الشماليين، فقاموا ببناء جدار يمتد من بحر الشمال إلى البحر الإيرلندي. وقد تم تشييده من السواتر الرملية والحجارة. وقد كان من أكثر جدران الفصل نجاحًا ضمن هذه القائمة. واليوم، يعد هذا الجدار مقصدًا سياحيًا في شمال إنجلترا.
السياج الأسترالي المحصن ضد الأرانب
لم يكن الغرض من بناء بعض جدران الفصل التحصين من الإنسان فقط. يُعرف بأن أستراليا ذات بيئة قاسية، لا تناسب وجود بعض الكائنات الحية. فكان الهدف الأساسي من هذا الجدار تحصين أستراليا الغربية من الأرانب. وبدأت القصة حين قام أحد السكان بإحضار الأرانب التي لا توجد في أستراليا في أواخر 1800. لكن الأرانب بدأت تتكاثر وتلتهم الغطاء النباتي. ففكر السكان ببناء جدار طويل لإبقاء أستراليا الغربية محمية من الأرانب والآفات الزراعية القادمة من أستراليا الشرقية، وقد تم بناؤه في فترة مبكرة من 1900.
جدار الفصل العنصري الصهيوني
بدأ بناء جدار الفصل في عهد رئيس الوزراء الصهيوني الأسبق “أرييل شارون” عام 2002. يطلق عليه الفلسطينيون جدار الفصل العنصري، أما المسمى الصهيوني فهو الجدار الأمني العازل في الضفة الغربية والخط الأخضر. يلتهم الجدار مساحات واسعة من أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس. وقد أصدرت محكمة العدل الدولية في 9 يوليو 2004 رأيًا استشاريًا يقضي بعدم شرعية الجدار.
سور الصين العظيم
يعود تاريخ سور الصين العظيم لأكثر من 2000 عام، وقد اكتمل بناؤه الفعلي في عهد أسرة مينغ في القرن الرابع عشر الميلادي، وقد بني لحماية الصين من هجمات قبائل التتار. والقسم الأكثر شهرة يمر في بلدة جينشانلينغ، حيث تم تجديده إلى ما كان عليه، وهو أقرب نقطة إلى بكين.
السياج الفاصل بين الولايات المتحدة والمكسيك
أقر الكونغرس الأمريكي قانون السياج الآمن عام 2006 والذي تم بموجبه بناء سياج فاصل على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، وذلك لمنع الهجرة غير الشرعية، والحد من تهريب المخدرات، يمتد على مسافة 3200 كيلومتر. هذا السياج غير مكهرب، كما أنه لا يحتوي على المصائد أو الفخاخ، لكنه مبني من مواد تجعل من الصعب تسلقه.
الحدود الألمانية الداخلية
أقيم سياج فاصل بين ألمانيا الديمقراطية “الشرقية” وألمانيا الاتحادية “الغربية”، على غرار جدار برلين الذي قسَّم برلين إلى جزئين. تم بناؤه عام 1945، امتد 1393 كم على طول بحر البلطيق حتى تشيكوسلوفاكيا. واستمر حتى إعادة توحيد ألمانيا عام 1990.