ظهر أول سيف في العالم في العصر البرونزي، وكان وقتها قد صُنع من النحاس وتم الكشف عن موقعه في منطقة “هاربان” في الباكستان، وفي العصور الوسطى أصبحت السيوف تصنع من الحديد والصلب ويتم إنتاجها بكميات كبيرة وتستخدم في المعارك وتم تدريب الجنود على المبارزة بالسيوف والقتال قبل بروز المدافع والبنادق في الحروب.
وخلال التاريخ، برزت العديد من السيوف لشخصيات مهمة مثل ملوك وأباطرة وفرسان وجنرالات كان لها تاريخ خاص بها وصُنعت على يد أمهر الحرفيين وصناع السيوف، وتم توثيق هذه السيوف في مخطوطات تاريخية حُفظت بعناية، ونستعرض لكم خلال هذا الموضوع أبرز عشرة سيوف حملت المجد والشهرة حتى بعد وفاة أصحابها في التاريخ.
أبرز السيوف التي اتسمت بالشهرة والمجد عبر التاريخ
سيف تومويوكي ياماشيتا
كان تومويوكي ياماشيتا جنرالا في الجيش الإمبراطوري الياباني خلال الحرب العالمية الثانية، وأصبح معروفا خلال الحرب بعد غزو المستعمرات البريطانية في ماليزيا وسنغافورة وحظي في النهاية على لقب “النمر مالايا” وكان لسيفه باع طويل في المجد الذي حصل عليه، وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية حُوكم ياماشيتا بتهمة ارتكاب جرائم حرب تتعلق بمذبحة مانيلا والعديد من الجرائم الأخرى في الفلبين وسنغافورة، وكانت المحاكمة مثيرة للجدل وانتهت بالحكم عليه بالإعدام.
سيف صابر المنحني لسان مارتن
كان خوسيه دي سان مارتن جنرالا أرجنتينيا عاش من 1778-1850، وكان الزعيم الرئيسي للجزء الجنوبي من أمريكا الجنوبية وقاد النضال من أجل الاستقلال عن أسبانيا، وكان سان مارتن الحامي الأول لأمريكا الجنوبية والبيرو، وتحت قيادته أعلن استقلال البيرو في 28 يوليو لعام 1821 وحاز على أعلى أوسمة الجيش الأرجنتيني لشجاعته وإنجازاته، وكان ضمن أعز ممتلكاته سيف منحني اشتراه من لندن، وبقي السيف معه شاهدا على بطولاته حتى وفاته حتى أصبح من أشهر السيوف قبل وبعد وفاته.
سيف السبعة فروع
كانت أسرة بايك جي قد أسست مملكة قديمة في جنوبي كوريا وبلغت ذروتها في القرن الرابع، سيطرت وقتها على المستعمرات في الصين ومعظم شبه الجزيرة الكورية الغربية، وكانت واحدة من أهم الممالك الثلاث في كوريا جنبا إلى جنب مع كوغوريو وسيلا، وفي عام 372 قام الملك غنتشو غو بمقاطعة جين الشرقية عبر إهدائها سيفا له سبعة أفرع، وبقي السيف يعرض في المناسبات الاحتفالية فقط ولم يستعمل في المعارك، وحمل السيف على كل فرع نقوش رمزية تم اكتشاف سر نقشين في عام 1870 ولم يعرف سر باقي النقوش حتى اليوم، ويُحفظ السيف حاليا في ضريح Isonokami في محافظة نارا في اليابان ولا يعرض على الجمهور.
سيف والاس
كان وليام والاس فارسا اسكتلنديا عُرف بقيادة تيار المقاومة ضد إنجلترا في فترة حروب الاستقلال الإسكتلندية التي شُنت في أواخر القرن الثالث عشر، وكان والاس واحدا من المبارزين المهرة في الجيش بسيفه الشهير الذي بقي محفوظا بعناية بعد إعدام والاس، لكن يُعتقد أن السيف تعرض لبعض التغييرات والترميمات حتى الوقت الحالي.
سيف تيزونا
“إل سيد” صاحب سيف تيزونا ولد في عام 1040 في فيفار في بورغوس عاصمة قشتالة، وكانت مملكة قشتالة واحدة من الإمبراطوريات في القرون الوسطى في شبه الجزيرة الإيبيرية، وكان “إل سيد” قائدا عسكريا ناجحا وبطلا إسبانيا ومبارزا ماهرا، واستعمل خلال فترة حياته العديد من السيوف كان أشهرها سيف تيزونا الذي استعمله لقتال المغاربة، ويحتوي السيف على نقشين منفصلين تاريخيين ويُعرض حاليا في متحف دي بورغوس في إسبانيا.
سيف نابليون
في عام 1799 أصبح نابليون القائد العسكري والسياسي لفرنسا بعد الانقلاب العسكري، وتمكن نابليون من انتزاع العديد من الانتصارات العسكرية الكبيرة خلال فترة قيادته لفرنسا، وكان يمتلك مسدسا وسيفا في ساحة المعركة، واستعمل نابليون السيف في أوائل القرن الثامن عشر وبقي متوارثا من قبل عائلة بونابرت حتى أصبح كنزا وطنيا في فرنسا لا يمكن الاستغناء عنه.
سيف الرحمة
سيف الرحمة هو أحد السيوف الشهيرة والذي ينتمي إلى المعترف إدوارد آخر ملوك الأنجلوسكسونية في إنجلترا، وتميزت فترة حكمه بالفوضى العارمة، واشتهر سيف الرحمة باعتباره واحد من السيوف الخمسة المستعملة في احتفالات تتويج ملوك بريطانيا، وهو نادر جدا من الفترة التي جاء منها.
سيف ذو الفقار
سيف ذو الفقار هو سيف الصحابي الجليل علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، قدمه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم إلى علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في غزة أحد كهدية ثناء لشجاعته وتفانيه وبسالته في المعركة، ويعتبر السيف أحد رموز العقيدة الإسلامية وأشهر إرث إسلامي من الصحابة، ويتم الاحتفاظ بالسيف ضمن مجموعة كبيرة تُعرف بإسم الجفر.
سيف هونجو ماساموني
كان ماساموني معروفا على نطاق واسع في اليابان والعالم باعتباره أحد أعظم علماء المعادن في العالم، وكانت أسلحته من السيوف معروفة على نطاق واسع ولها مكانة أسطورية مرموقة تتميز بالجودة والندرة، ومن أشهر سيوفه كان سيف هونجو ماساموني الذي اعتبرته اليابان كنزا وطنيا.
سيف Joyeuse
تعود ملكية سيف Joyeuse إلى شارلمان أحد أعظم الملوك الرومانيين في تاريخ العالم، وكانت تسجل للفرنجة انتصارات كبيرة على يده حتى توسعت مملكة الفرنجة وغطت أجزاء كبيرة من أوروبا الغربية والوسطى في زمنه، ويعتبر شارلمان الأب المؤسس لكل من الممالك الفرنسية والألمانية، وسيف Joyeuse يعتبر أحد أشهر السيوف التي استعملها شارلمان والذي يتميز بفرادة صناعته بين السيوف الأخرى وذُكر في العديد من الأساطير التاريخية.