تُشير المعدلات العالمية إلى ارتفاع عدد الأشخاص المصابين بالنوع الثاني من مرض السكري، فحوالي 442 مليون شخص في العالم مصاب بمرض السكري وفقا لمنظمة الصحة العالمية. هذا الارتفاع المقلق جعل المنظمة تُسلط الضوء أكثر على مسبباته وكيفية الوقاية منه.
وحيث أن النوع الأول من السكري عادة ما يرتبط بالتوريث الجيني، يبقى النوع الثاني أكثر انتشارا وشيوعا، ومن أهم مسبباته السمنة والتقدم بالعمر، حيث يتوقف البنكرياس عن إنتاج هرمون الإنسولين المعالج للسكر في الدم أو يُنتجه بكميات قليلة غير كافية، وهذا يعني تراكم السكر وزيادة نسبته في الدم والإصابة بالسكري.
ويعتبر النظام الغذائي أهم عامل يساهم ويتحكم بمرض السكري، فكمية السكر التي يحتويها الغذاء تؤثر بشكل كبير على الإصابة بالمرض. وبمناسبة يوم الصحة العالمي، قامت منظمة الصحة العالمية بنشر تقرير عن الدول التي تتمتع بأفضل نظام غذائي يساعد على درء الإصابة بالأمراض المزمنة كالسكري.
أفضل الدول باتباع نظام غذائي صحي
دول حوض البحر الأبيض المتوسط
يضم النظام الغذائي لدول البحر الأبيض المتوسط الفواكه الطازجة والخضروات والحبوب الكاملة والمكسرات، إضافة إلى منتجات اللحوم والأسماك ومنتجات الألبان وزيت الزيتون الذي يعتبر المصدر الأساسي للدهون. وتعتبر حمية البحر الأبيض المتوسط واحدة من أفضل وأصح الحميات في العالم كما تُشير العديد من الدراسات والأبحاث.
فقد أظهرت العديد من الدراسات فوائد اتباع نظام غذائي كنظام سكان حوض البحر المتوسط الغذائي، وارتبط هذا النظام بتحسين الصحة العامة وتخفيض عدد المصابين بالأمراض المزمنة كأمراض القلب والسكتات الدماغية والسكري النوع الثاني والخرف. فقد أشارت الأبحاث إلى أن تناول هذه الأطعمة مع التركيز على التوت والفراولة يمكن أن يحمي من الإصابة بمرض الزهايمر.
اليابان
تحتضن اليابان أعلى متوسط عمر متوقع في العالم مقارنة بالدول الأخرى. وقد كشفت دراسة حديثة أن هذا الأمر يعود إلى اتباع نظام غذائي غني بالكربوهيدرات والخضروات والفواكه وكذلك الأسماك واللحوم.
وكانت الحكومة اليابانية قد أصدرت دليلًا غذائيًا أوصت به عام 2005م ما شجع الناس على اتباع نظام غذائي صحي منخفض الدهون المشبعة والأطعمة المصنعة وغني بالكربوهيدرات المكتسبة من الأرز والخضروات. ووجد الباحثون أن المشاركين الذين اتبعوا هذا النظام قل لديهم معدل الوفاة بنسبة 15% وكانوا أقل عرضة للتعرض لظروف صحية صعبة والإصابة بأمراض مزمنة.
دول الشمال
خبز الجاودار والأسماك الزيتية والفواكه المحلية والخضروات الجذرية هي أهم الوجبات الغذائية التي تُؤكل عادة في الدول الاسكندنافية، السويد، الدنمارك، النرويج، فنلندا، وأيسلندا. وأظهرت دراسة أُجريت مؤخرا ونُشرت في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية، أن مثل هذا النظام الغذائي مُخفض للالتهابات ومرتبط بانخفاض الإصابة بالأمراض المزمنة ومرض سرطان القولون.
فالاعتماد على أطعمة غنية بالألوان الزاهية كالخضروات الجذرية والأسماك يمد الجسم بكمية كبيرة من مضادات الأكسدة ومادة بيتا كاروتين التي ثبت قدرتها على مواجهة السرطان. ويتميز نظام الشمال الغذائي باحتوائه على كمية كبيرة من الألياف وانخفاض في مقدار السكر المستهلك، فالشماليين هم أقل الشعوب استهلاكا لمنتجات الألبان المصنعة وأطباق اللحوم الدسمة.
دول غرب أفريقيا
سكان مالي، تشاد، السنغال، وسيراليون عثروا على ورقة رابحة عبر تناول طعام صحي 100% كما تُشير الدراسات الحديثة. فقد وجد باحثون في جامعة كامبريدج أن اعتماد سكان دول غرب أفريقيا على الحبوب الكاملة والخضروات الغنية بالألياف والأسماك الغنية بالأوميجا 3 مرتبط بانخفاض نسبة الوفيات بسبب الأمراض المزمنة كأمراض القلب والسكري. هذا النظام الغذائي الغني بالألياف والكربوهيدرات والخالي من الدهون يعتبر منخفضًا في قيمة السعرات الحرارية ما يقلل معدلات البدانة.
ويجب الأخذ بعين الاعتبار أمراض سوء التغذية التي تنتشر في أجزاء كبيرة من دول غرب وجنوب أفريقيا والتي تحتاج إلى تدخل عاجل لإنقاذ الآلاف ممن وقعوا ضحية الفقر والجوع.
فرنسا
كيف يُمكن لأمة تعتمد بشكل أساسي على تناول الطعام الغني بالدهون المشبعة كالأجبان أن يكون لديها معدلات قليلة من أمراض القلب والسمنة؟ أظهرت إحدى الدراسات أن كمية الطعام التي يتناولها الفرنسيون هي المفتاح، فعلى الرغم من تناولهم كروسان الجبن واللحوم بكثرة، لكنهم يفعلون ذلك بكميات قليلة.
فعلى الرغم من أن النظام الغذائي الفرنسي غني بالجبن والمعجنات، إلا أنها تُقدم بأحجام صغيرة وكميات قليلة أقل بكثير من حصة البريطانيين والأمريكيين، ما يعني بسعرات حرارية منخفضة. عدا عن ذلك فإن هذه الوجبات عادةً ما تُرفق بالفاكهة الطازجة والخضروات إلى جانب اللحوم. كما تنتشر أطباق الحبوب الكاملة كالفاصولياء والبقوليات إلى جانب الأطباق الرئيسية. ويحرص الفرنسيون على استعمال زيت الزيتون البكر في أطباقهم وتناول الأسماك واللحوم الخالية من الدهون.
اقرأ أيضا:
نصائح وأفكار لتوفير نظام غذائي متوازن للأطفال
