مع التقدّم المعرفي والتقني الذي تعيشه البشرية في مجالات مختلفة، تطوّرت وسائل التعليم، ودخلت العديد من المفاهيم الجديدة في العملية التعليمية بعد سلسلة طويلة من الأبحاث والتجارب لتطبيق أفضل البرامج التعليمية. من بين المناهج الحديثة في التعليم، ظهر منهج مونتيسوري الآخذ بالتوسّع، واعتمدته العديد من المؤسسات التعليمية مع الأطفال. فما هو منهج مونتيسوي للتعليم الجديد؟
ماذا تعرف عن منهج مونتيسوري بديل التعليم التقليدي؟
مونتيسوري هي طريقة تعليمية تعتمد على النشاط الموجّه ذاتيًا والتعلم العملي واللعب التعاوني. في الفصول الدراسية التي تُطبق منهج مونتيسوري، يتّخذ الأطفال خيارات مبتكرة في عملية التعلم الخاصة بهم، ويقدّم المعلّم المدرَّب أنشطة مناسبة لسنّهم لتوجيه العملية التعليمية. حيث يعمل الأطفال على شكل مجموعات أو بشكل فردي لاستكشاف المعرفة من حولهم وتطوير إمكاناتهم وقدراتهم بطريقة عملية.
كيف ظهر منهج مونتيسوري للتعليم الجديد؟
يعود الفضل في ظهور منهج مونتيسوري التعليمي إلى الطبيبة الإيطالية ماريا مونتيسُوري، التي سجّلت نجاحات عديدة في العمل مع أطفال من ذوي الإعاقة وتحسين قدراتهم العقلية، ثمّ أسّست مدرسة خاصة بالأطفال المعاقين وأدراتها وفق أساليبها التعليمية الحديثة.
وضعت ماريا منهج “مونتيسوري” للتعليم الحديث بعد بحث طويل وسنوات قضتها في دراسة سلوك الأطفال من مختلف المراحل العمرية. خلال بحثها ودراستها، اكتشفت الدكتورة ماريا أن التعليم التجريبي أفضل من طريقة التلقي والتعليم التقليدي، حيث أدّى التعليم التجريبي إلى فهم أعمق للغة والرياضيات والعلوم والموسيقى والتفاعلات الاجتماعية وأكثر من ذلك بكثير.
كيف يعمل منهج مونتيسُوروي؟
يُقسّم المنهج الجديد الأطفال إلى أربع فئات عمرية، لكل فئة سمات معيّنة. تمتد المرحلة الأولى من الولادة وحتى سن 6 سنوات، الثانية من 6 سنوات حتى 12 سنة، الثالثة من 12 سنة حتى 18 سنة، والمرحلة الرابعة من 18 سنة وحتى 24 سنة. كل مرحلة من هذه المراحل لها تكنيك خاص وطُرق تعلّم خاصة تختلف بحسب قدرات الطفل على التعلّم واستيعابه.
كل مادة في فصول مونتيسوري الدراسية تدعم جانبًا من جوانب تنمية الطفل، ما يؤدي إلى خلق توافق بين اهتمامات الطفل الطبيعية والأنشطة المتاحة. كما يُمكن للأطفال التعلّم من خلال تجربتهم الخاصة وفي وتيرتهم.
الطفل هو محور العملية التعليمية لا المعلّم!
ولعلّ أبرز ميزة في منهج مونتيسوري للتعليم، هو المرونة. فالطفل هو الذي يُدير الآلية التعليمية وليس المعلّم. بحيث يُمكن للطفل أن يتعلّم بالطريقة التي تنسمج مع إدراكه وإرضاء فضوله تجاه الأشياء للبحث عن الإجابات والمعرفة. فيُمكن للطفل في فصول مونتيسوري أن يلعب على الطاولة أو على الأرض مع أدوات تتناسب مع إدراكه. وبإمكانه أن يلعب منفردًا أو في مجموعات ثنائية أو مجموعات عديدة وكبيرة.
تطبيق منهج مونتيسوري في المنزل..
على الرغم من أن العديد من المدارس الحديثة بدأت بتطبيق هذا المنهج التعليمي الجديد في خطّتها التعليمية، لكن تدريس الأطفال وفق منهج مونتيسوري في المنزل ليس بالأمر الصعب أو المستحيل.
في البداية، يجب على الأهل معرفة ضمن أي فئة عمرية ينتمي طفلهم لتقديم أنشطة تُناسب قدراته العقلية، ونظرة المنهج للفئة التي ينتمي إليها الطفل. بعد ذلك، البحث عن الأنشطة العملية التي يُمكن تنفيذها، ويُمكن العثور على هذه المعلومات من مصادر عديدة على الإنترنت أو في المكتبات والكتب.
ومن بين الأدوات التي يُمكن أن يستعين بها الأهل لتعليم أطفالهم وفق منهج مونتيسُوري: الألوان بمختلف أنواعها، لوحات الرسم، الصلصال، الصوف، فراشي التلوين المختلفة، الأعواد والأشكال الهندسية المختلفة، وكل ما يُمكن أن يعلب به الطفل من حوله دون أن يؤذيه.
إن كُنت مهتمًا بمعرفة المزيد عن هذا المنهج، يُمكنك زيارة مواقع إلكترونية متنوّعة تُشارك نصائح حول آليات التطبيق والمتابعة، مثل موقع the montessori notebook أو living montessori now. أو الاطلاع على كتاب واضعة منهج مونتيسوري التعليمي، ماريا مونتيسُوري The Montessori Method، أو كُتب عربية أخرى عبارة عن ترجمات لأعمال ماريا، منها: اكتشاف الطفل، المرشد في تعليم الصغار، مونتيسوري في البيت العربي، وطريقة مونتيسوري المتقدمة.
المصادر
اقرأ أيضًا: