هناك الكثير من الأسباب لبدء دراسة لغة جديدة، مثل الحاجة لاعتمادات جديدة لكلية ما، أو الرغبة في الالتحاق بصفوف التبادل الطلابي بين الدول، أو ربما بلغت مرحلة في حياتك تريد فيها تخصيب معلوماتك بأن تضيف لغة جديدة لسيرتك الذاتية، ومع الأهمية المتزايدة للصين في كل القطاعات المختلفة كالسياسية والترفيهية والتقنية، بدأ التزايد على طلب تعلم ودراسة اللغة الصينية، ولكن قبل أن تقدم على هذه الخطوة المهمة، قد ترغب في إعادة النظر بتعلم اللغة الصينية قراءة وكتابة لعدة أسباب تجعل منها الأقل طلبا في تعليم فنون المحادثة في العالم!
عشرة أسباب تجعل من اللغة الصينية اللغة الأصعب في العالم
اللغة الصينية محدودة جغرافيا
من المتداول أن اللغة الصينية من أكثر اللغات شعبية في العالم، إذ يتحدث بها ما يقارب ملياري شخص في العالم، ويتكلم معظم الناس في العالم الصينية أكثر من عدد المتحدثين بأشهر 8 لغات في العالم، فلماذا تعتبر اللغة الصينية الأقل جغرافية في العالم؟
تتحدث أربعة أقاليم فقط اللغة الصينية، وجميع هذه الأقاليم تتواجد حول الصين أو هي مدن فيها وهي التبت وهونغ كونغ وماكاو وتايوان، وجميعها دول متقاربة من بعضها في الحدود الجغرافية حتى لا تكاد تميز انتقالك من واحدة لأخرى، الأمر الذي جعل انتشار الصينية في العالم ضئيل جغرافيا مقارنة بالإنجليزية والفرنسية والإسبانية والعربية.
لا حروف أبجدية في اللغة الصينية
هناك العديد من اللهجات الصينية التي تختلف من مقاطعة لأخرى وبعضها غير مفهوم للمتكلمين أنفسهم! وهناك فجوة كبيرة بين اللهجات المحكية وشكل الرموز المكتوبة، وقديما كانت العاصمة الصينية هي المكان الوحيد الذي يُعلّم كتابة الحروف الصينية ما أدى لانتشار جيل كبير من الأميين، وشُنت العديد من الحملات النشطة المضادة لمحو الأمية من خلال منع دراسة النص المكتوب خارج العاصمة، فتم حفظ اللغة بشكل صوري فقط دون تعلم الحروف نطقا وكتابة.
هذا الأمر وتحكم الطبقة الحاكمة في الصين باللغة جعل من عدد الحروف الصينية يصل إلى 80000 حرف، بمعنى أنه على كل شخص أن يحفظ حوالي 2000 حرف!
السياق هو المحدد لماهية الحرف
في اللغة الصينية، السياق هو الذي يحدد معنى الحرف الصيني في الجملة، فلا توجد ترجمة واحدة ثابتة للحرف بل تختلف باختلاف الأفكار والسياق
تحف فنية أم حروف عملية؟
غالبا ما تظهر الحروف الصينية التقليدية في لوحات وأعمال فنية أخرى، بسبب طبيعة اللوغوجرافيك للحروف والتي تمتزج مع أعمال فنية أخرى بسهولة، فالحروف الصينية بالأساس عبارة عن رسومات متشابكة بطريقة فنية معينة، لذلك فإن كتابة خطابات سياسية أو رسائل مهنية باللغة الصينية تسبب الصداع وأوجاع الرأس.
أين الإبداع في اللغة الصينية؟
في الثقافة الصينية، لا يوجد شيء فعال حول طرح الأسئلة والتفكير الناقد، حيث ترتكز ثقافة المجتمع الصيني على الكفاءة العالية المبنية على الطاعة الصارمة وعدم المناقشة، وهذا الحال جاء مع كون الصين المصنع الأول في العالم انطلاقا من أكبر الصناعات لأصغرها، فهي تُعوّد عمالها على صناعة المطلوب دون المناقشة أو إضافة اللمسات الخاصة.
اللغة الإنجليزية لغة ذات أصول
على الرغم من العدد الضخم للمتحدثين باللغة الصينية، إلا أن جمهورية الصين الشعبية نفسها تفرض تعليم اللغة الإنجليزية كمقرر أساسي للطلاب من المرحلة الابتدائية حتى الثانوية، كما أن معظم كليات وجامعات الصين تشترط إجادة اللغة الإنجليزية قبل الالتحاق بأي من برامجها، فكيف لبلد لا يفخر بلغته الأم أن تكون لغته مطلوبة في أي مجال آخر!
اللغة الإنجليزية هي لغة السياسة والأعمال
اللغة الإنجليزية هي لغة المال والأعمال في جميع أنحاء العالم بغض النظر عن التذبذب في قيمة الدولار الأمريكي، كما أن العديد من المصطلحات المعلوماتية والعلمية المتداولة هي مصطلحات إنجليزية وليست باللغة الصينية.
مطاردة المال
كان الاندفاع من الدول الغربية لفتح مفاوضات مباشرة وبدء ممارسة الأعمال التجارية مع الصين بداية لسلسلة طويلة من الثراء السريع للكثير من الصينيين، لكن مثل كل قصة نجاح سريع لا بد من نهاية سريعة له، فقد برزت العديد من المشاكل البنيوية العميقة وبرزت العديد من الأسماء في سوق الإسكان والفساد المالي الكبير للعديد من الشخصيات، وهنا برزت ركاكة اللغة الصينية التي لم تتداخل مع أي لغة أخرى في مجال الاستثمارات على المدى الطويل!
افتقار المحفزات لدراسة اللغة الصينية
حقيقة أن سدس العالم من الناطقين باللغة الصينية وأن نصف هذا العدد ممن هم تحت خط الفقر تقريبا يُفقد المتعلم حب تعلم هذه اللغة خاصة مع إمكانية استئجار مترجم بثمن زهيد واستعماله في الأوقات اللازمة!
الإنترنت
قد يخطر ببالك سؤال بديهي للغاية وهو كيف يمكن صناعة لوحة مفاتيح تضم آلاف الرموز الصينية لاستعمال الحاسوب والإنترنت؟
معظم مستعملي الإنترنت الصينيين يستعملون اللغة الإنجليزية في ممارساتهم الحاسوبية، بسبب صعوبة استعمال الأبجدية الصينية والرموز المعقدة في الحديث.
اللغة الصينية لغة لها تاريخ طويل من الثناء والمجد وباع كبير في العصور القديمة، لكن بقاءها ليس انعكاسا لقدرتها على التكيف والتقدم، خاصة في الوقت الذي أصبحت فيه الثقافة والفنون والعلوم مدموجة تماما مع التقنية والمعلوماتية الغربية.
اقرأ أيضا:
مصانع الصين تمنح غفوة 30 دقيقة للعمال
الصين تحرق النقود لتوليد الطاقة
مدينة وتشن العائمة، نبض تاريخ الصين