علوم و فضاء

كيف تشتعل النار من عود الكبريت ؟

اكتشف الإنسان في العصور الأولى بأن ضرب حجر الصوان مع صخرة يولّد شرارة، وهو ما جعل إشعال النار أكثر سهولة. لكن الأمر أصبح أكثر مرونة عام 1827، وهو العام الذي وصل العالم إلى اختراع هام. فما هو الشيء الذي نتحدث عنه؟! بالطبع إنه عود الكبريت..

كبريت

في المخيمات التي نقيمها خلال رحلات البر لا بدّ أننا نكون بحاجة لمصدر إنارة وكذلك تدفئة. اليوم الأمور سهلة للغاية، فالوسائل متوفرة. قديمًا كان على الإنسان أن يستعين بقوى الطبيعة، فقبل أن يقوم بتوليد النار من فرك أكثر من عصا ببعضها، كان ينتظر وقت البرق، فيجلس تحت شجرة إلى أن يستطيع التقاط شرارة البرق، وهكذا كان يتم الحصول على شعلة النار.

اليوم قد تبدو أعواد الكبريت شيئًا من الماضي، لكنها أحدثت ثورة كبيرة في بداية القرن التاسع عشر. فتخيّل كيف تحوّل الأمر من فرك الصخور إلى فرك عود خشبي صغير لتوليد النار لقضاء جميع الحاجات اليومية!

في الحقيقة أول أعواد كبريت لم تكن صغيرة كما هي اليوم. فقد كانت تلك الأعواد الخشبية التي اخترعها “جون ووكر” طويلة. في نهاية العود كان هناك رأس يتكون من مزيج من الفوسفور والكبريت والتي ستشتعل منها النار عند فركها بأي سطح خشن.

عود الكبريت

ومع مرور السنين، تم تطوير أعواد الكبريت حتى أخذت شكلها النهائي صغير الحجم. اليوم تنتج هذه الأعواد النار نتيجة تفاعل كيميائي بسيط. فعند إشعال العود يحدث احتكاك يولّد حرارة عبر مركب قابل للاشتعال في الهواء.

في أعواد الكبريت الحديثة يوجد مركّبان قابلان للاشتعال واللذان يحتويان على مادة الكبريت والفوسفور الأحمر، وهذه المركبات موجودة في رأس أي عود.

لكن اليوم معظم الناس يستخدمون عود الكبريت الآمن، والذي يضم رأس يحتوي على مادة الكبريت، وشريط خارج علبة الكبريت وهو الذي يتم حك العود به فتشتعل النار. وهذه الأعواد الآمنة تمنع حدوث اشتعال النار عن طريق الخطأ.

عود الكبريت

وفي هذه الأعواد الآمنة، يحتوي رأسها على مسحوق الزجاج وعامل مؤكسد، وكلورات البوتاسيوم. يساعد مسحوق الزجاج على توليد الاحتكاك اللازم لإشعال المركبات القابلة للاشتعال خلال مرحلة توليد النار منها. أما العامل المؤكسد فيقوم بتزويد الأكسجين اللازم في عملية الإشعال.

أما الشريط الذي نقوم بحك العود به فيحتوي أيضًا على مسحوق الزجاج والرمل، بالإضافة إلى الفوسفور الأحمر. يعمل مسحوق الزجاج والرمل على توليد الاحتكاك لإنتاج الحرارة اللازمة لتحويل الفوسفور الأحمر إلى الفوسفور الأبيض والذي هو أكثر تطايرًا وأسرع اشتعالًا. تعمل الحرارة الناتجة من الاحتكاك على تحفيز العامل المؤكسد في رأس عود الكبريت لإنتاج الأكسجين، والذي سيشعل الفوسفور الأبيض والذي بدوره سيقوم بإشعال مادة الكبريت في رأس العود.

 

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى