أيام قليلة وتنطوي صفحات سنة 2016 لتضج وسائل الإعلام هل كانت هذه السنة هي الأسوأ في التاريخ؟
شهدت سنة 2016 تحديات كثيرة، من بينها أزمة اللاجئين السوريين، وزيادة الهجمات في أوروبا، وانتشار فيروس زيكا، والانقلاب الفاشل في تركيا، وفوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وتصاعد التوتر العرقي في الولايات المتحدة، والمجاعة في شمال نيجيريا، والتوتر في بعض الدول العربية. وهنا يحق لكثيرين أن يتساءلوا هل هذا السنة هي الأسوأ؟
الموت الأسود
قد يبدو لشريحة كبيرة من الناس أننا ومنذ فترة قريبة ونحن نمر بأسوأ سنوات، لكن التاريخ له وجهات نظر مختلفة. من بينها أنه حين وصل الموت الأسود (الطاعون) أوروبا عام 1347 فقد قتل ثلث سكان القارة في أقل من ثلاث سنوات، بعد أن دمّر بالفعل جزءًا كبيرًا من قارة آسيا. فذلك العام ينافس وبقوة على لقب أسوأ عام في التاريخ.
مجاعة أيرلندا الكبرى
بالعودة إلى مجاعة أيرلندا الكبرى أو مجاعة البطاطس الأيرلندية بين 1845 – 1852، فقد تسببت في وفاة مليون إنسان وهجرة مليون آخر، لتنخفض نسبة السكان بحوالي 20% – 25%. كان ثلث سكان أيرلندا يعتمد على أكل البطاطس في التغذية بسبب الفقر، وفي أربعينيات القرن التاسع عشر أتلفت آفة زراعية تُسمى اللفحة المتأخرة محاصيل البطاطس في أنحاء أوروبا، لكن الضرر الأكبر كان في أيرلندا. غيّرت هذه المجاعة المشهد السكاني والسياسي والثقافي في أيرلندا إلى الأبد، وأصبحت نقطة فاصلة في تاريخها.
الحروب العالمية
يُعتقد أن العام 1914 من أسوأ الأعوام في التاريخ حيث دخل العالم الحرب العالمية الأولى التي راح ضحيتها 9 ملايين شخص في غضون خمس سنوات. أما الحرب العالمية الثانية فلا تقل سوءًا عن سابقتها الأولى، فتُقدّر الخسائر البشرية حوالي 60 مليون شخض أي حوالي 2.5% من تعداد سكان العالم بين 1939 – 1945. ناهيك عن ضحايا الهجوم النووي على اليابان، فسقط في هيروشيما 140 ألف قتيل، أما ناجازاكي 80 ألف قتيل.
هل نحن في السنوات الأكثر استقرارًا على مر التاريخ؟
دخل العالم بعد ذلك في حالة صراع باردة فيما يُعرف بالحرب الباردة بين المعسكرين الأمريكي والسوفييتي. وبدخولنا لمطلع التسعينيات مع انهيار الاتحاد السوفييتي وسقوط جدار برلين فقد دخلنا في مرحلة مستقرة، لتتفجر الأوضاع مع الألفية الثالثة، حيث دخل العالم في حالة صراع قوية. لكن، وبحسب مؤرخين فعلى الرغم من اشتداد الأزمات والصراعات وتفاقم الأزمات في الأعوام الأخيرة إلا أنه يمكن أن نصف هذه الفترة بأنها الأكثر استقرارًا في التاريخ بمقارنة النتائج.
المصدر