من هو الرسام المتخفي “بانكسي”؟

قد يكون بانكسي هو الفنان الأكثر شهرة، والأكثر عبقرية للبعض أو سيء السمعة للبعض الآخر، أو ليس أكثر من مجرد مخرب! حصلت رسوماته على جدران لندن، وبرايتون، وبريستول، وعلى جدار الفصل العنصري في الضفة الغربية وغزة في فلسطين المحتلة شهرة كبيرة، وقد بيعت أعماله بمئات ألوف الدولارات.

كما أن له معجبين من الفنانين، ممن يجمعون أعماله، مثل: براد بيت، وأنجلينا جولي. كما أنه اشتُهر بقيامه ببعض الأعمال الغريبة، مثل الدمى التي ترتدي ملابس سجن غوانتنامو والتي تركها في ديزني لاند في كاليفورنيا، ونسخة الموناليزا بوجه ضاحك في متحف اللوفر في باريس. والأهم من ذلك كله، أن هويته بقيت مجهولة لا أحد يعلم من يكون، وهو ما ساهم في زيادة شهرته!

بدأ بانكسي في هذا المجال في التسعينيات، وقد زادت شهرته بعد الانتقال إلى لندن عام 2000م. وقد خرجت الكثير من الأقاويل التي تضع تخمينات حول من يكون بانكسي؟ أولها أن اسمه الحقيقي “روبن بانكس”، وقد كان جزارًا، على خلاف ما كان يعتقد والداه، واللذان كانا يظنان أنه رسام أو فنان ديكور ناجح! وهناك اعتقاد آخر هو أن بانكسي عبارة عن جماعة من الفنانين، غير موجودة على الإطلاق!

في الواقع، محاولة معرفة من هو بانكسي، تبدو أكثر صعوبة من توقع المكان الذي سيكون محط عمله في المرة القادمة. ولمعرفة شخصيته أكثر أجرت “ديلي ميل” تحقيقًا مطولًا” حول من يكون بانكسي قبل عدة سنوات. وقد أجرت لقاءات مع شخصيات كثيرة بين زملاء الدراسة، وأشخاص من عائلته حتى.

لا تُعرف ما هي ملامح بانكسي، لكن مصورًا من جامايكا التقط صورة لرجل قبل عدة أعوام يرتدي قميصًا كحلي اللون وسروال جينز، مع ابتسامة ترتسم على وجهه وهو يحمل بخاخ الرسم، يُعتقد أنها لهذا الفنان الغامض الذي شغل العالم. وكانت هذه هي المرة الأولى التي يرى فيها العالم صورة يُفترض أنها لبانكسي، إلا أنه نفى أن يكون هو من يظهر في الصورة!

وقد أصرّ رجل وهو جار سابق لبانكسي في بريستول أن من يظهر في الصورة هو من كان يعرف سابقًا روبين جاننجهام. ومن المعلومات التي تم جمعها من الجيران وبعض المقربين، فإن والد روبين، هو “بيتر جوردون جاننجهام” متعاقد سابق، من وايت هول في بريستول، ووالدته “باميلا آن داوكين جونز” كانت تعمل سكرتيرة في شركة، أما الآن فهي تعمل في دار مسنين.

صورة يُعتقد أنها لبانكسي حين كان في المدرسة

تزوجا في 25 أبريل عام 1970م، وولدت الابنة الأولى سارة عام 1972م، وفي 28 يوليو عام 1973م رُزقت العائلة بالطفل روبين. وحين كان في التاسعة، انتقلت العائلة إلى بيت أوسع في نفس الشارع، وهناك بدأ اهتمامه برسم الجرافيتي. وبقي الزوجان في نفس المنزل حتى انفصلا عام 1998م. ويؤكد الجار “أنتوني هاليت” أن من يظهر في صورة المصور الجامايكي هو “روبين جاننجهام”. وتوجد صورة لروبين وهو في المدرسة، حيث يوجد شبه بينه وبين ذلك الرجل. ويتذكر أحد زملاء الدراسة أن روبين كان رسامًا موهوبًا.

ويقول زميل آخر لبانكسي وهو “سكوت نيرس” والذي يعمل وسيط تأمين بأن بانكسي كان ضمن ثلاثة أشخاص موهوبين في الفن بشكل كبير، وقد كان يرسم الكثير من الرسومات، وأنه ليس متفاجئًا من أنه هذا هو بانكسي.

المنزل الذي يُعتقد أن بانكسي كان يعيش به

وقد قال بانكسي في لقاءاته بأن رسم الجرافيتي بدأ لأول مرة معه حين كان في المدرسة. وفي مقابلة أجرتها مجلة “Swindle” المتخصصة بموسيقى البوب مع بانكسي أنه جاء من مدينة صغيرة جنوب إنجلترا. ويتذكر بأنه شاهد ولدًا يُسمى “3D” يبلغ من العمر عشرة أعوام وقد كان من نيويورك وهو أول من أحضر بخاخ الرسم إلى بريستول. ويقول بأنه قد نشأ وهو يرى الرسم بالبخاخ على الجدران قبل أن يراها في المجلات أو الحواسيب.

حصل بانكسي على شهادة الثانوية حين كان 16 عامًا، وفي العام الذي يليه اعتقلت الشرطة السرية فنانين بتهمة إحداث ضرر، وكان من بينهم شريك بانكسي “توم بينجل” والذي يُعرف بـ “أكا إينكي” والذي يعمل اليوم مدير التصميم في لعبة الكمبيوتر “سيجا”، لكن بانكسي لم يُعتقل، ولم يُسجل أبدًا أي اعتقال له، فيقول بأنه خبير في التخفي من الشرطة. وفي لقاءات أجرتها صحيفة ديلي ميل مع من يُعتقد أنها والدة بانكسي ووالده، فقد أنكرا أي علاقة لهما به، أو حتى أن يكون لهما ابن! فأسلوب النفي هو النمط المتبع من قبل أي شخص يُعتقد أنه مقرب من بانكسي!

يركز بانكسي في أعماله على الصور الشهيرة، ويدمجها مع الشعارات، والتي غالبًا ما تتحدث عن الموضوعات السياسية، والحروب، والرأسمالية، والنفاق، والجشع. وقد تكون الفئران، والقرود، والشرطة، وأفراد العائلة الملكية، والأطفال موضوعاته الأساسية. وبالإضافة إلى الفن ثنائي وثلاثي الأبعاد، فبانكسي مبدع في فن التركيب والتشكيل، وقد ظهر ذلك في حديقة الأرض الكئيبة والتي تظهر فيها ديزني لاند على عكس ما نتخيله ونعرفه.

وقد لقي بانكسي شهرة أوسع بعد الرسومات التي قام بها على جدار الفصل العنصري في الضفة الغربية في فلسطين المحتلة عام 2005. وقد أصبحت أعماله تباع في المزادات العلنية مثل سوثبي وبونهام لندن. وفي عام 2010 أصبح بانكسي مؤلفًا رائعًا وصانع أفلام، وله فيلم “Exit Through the Gift Shop”. تبقى شخصية بانكسي لغزًا محيرًا للجميع، لم يستطع أحد فك شفرتها، لكن ما هو مهم أنه ترك بصمات سيخلدها التاريخ في أستراليا وإنجلترا والولايات المتحدة وجامايكا والأراضي المحتلة وكندا!

المصدر: 1 ، 2

Exit mobile version