قد تتساءل، ما الذي يدفع البعض إلى الضحك عند تعرضهم للدغدغة ؟ ولماذا يشعرون بهذه الحساسية في أجزاء معينة من الجسم؟ حسناً، الدغدغة هي عبارة عن استجابة غريبة تكون عبارة عن مزيج من اللذة والألم في نفس الوقت. لكن ما هي الفائدة من ورائها؟ وهل لها حقاً تأثير بأي شكل من الأشكال على جسمك؟
لماذا تكون بعض أجزاء جسمك حساسة للدغدغة أكثر من غيرها؟
عند التعرض لدغدغة مفاجئة على جانب المعدة فإنه يكون هناك استجابة لا إرادية على الفور، لكن عندما تقوم بدغدغة نفسك، فإنك لا تشعر بنفس الإحساس كما هو الحال عندما يدغدغك أحد أصدقائك.
ردة الفعل على الدغدغة هي واحدة من أغرب استجابات الجسم البشري. وقد درس العديد من العلماء على مدى العقود القليلة الماضية ردود فعل الإنسان للدغدغة، حيث وجدوا بأن الضحك والدغدغة يرتبطان مع بعضها من خلال تحفيز الأعصاب ونشاط الدماغ.
خط دفاعي
من المعروف بأن الطبقة الخارجية من الجلد الخاص بك (البشرة) تحتوي على العديد من النهايات العصبية، وهي التي ترتبط بجزئيين من الدماغ، الأول يعمل على تحليل اللمس، والآخر ينظم مشاعر المتعة.
في العادة فإن أكثر الأجزاء حساسية في جسمك هي تلك التي تكون أقل حماية من العظام (مثل المعدة وأسفل القدمين). وهذا أمر منطقي لأن العلماء يعتقدون بأن الدغدغة تعتبر شكل من أشكال الدفاع عن النفس. واستجابة للدغدغة فإن الدماغ يسارع في المكافحة أو الهروب، إذ إن ردة الفعل هذه تكون شكل من أشكال الدفاع الغريزية، حيث يتم ضغط ذلك الجزء من الجسم لتقليل الحيز المتاح للهجوم.
لماذا لا يمكنك دغدغة نفسك
الإجابة على هذا السؤال بسيطة، وذلك لأنك لا يمكنك أن تفاجئ نفسك، إذ إن القدر الكبير من الاستجابة للدغدغة يكون في عنصر المفاجأة من الجسم الغريب القادم الذي يتصل بالمناطق الحساسة. فإذا قمت بدغدغة منطقة حساسة من جسمك، فإن عقلك يعرف بالفعل ذلك، وبالتالي فهو يسيطر على المكان المحدد، والسرعة، ومدة الدغدغة.
الدماغ يدرك التهديد الحقيقي، لذلك فهو لا يشارك بالاستجابة وردة الفعل. لكن يوجد نوع من الدغدغة يطلق عليها اسم knismesis، وهي ردة فعل تحدث عندما يتم تحفيز الجلد على محمل الجد، والتي غالباً ما تولد “الحكة”. وتحدث ردة الفعل هذه عندما يتم فرك الجلد بلطف بريشة، والتي تولد هذا النوع من الحكة، لكنها لن تدفعك للسقوط على الأرض والضحك بصوت عالي كما هو الحال عند وقوع هجوم دغدغة كامل عليك.