طب و صحة

هل تساءلت من قبل لماذا يصبح النوم أفضل مع الأقدام خارج الغطاء؟

بعد ارتداء بيجامتك المريحة وصعودك إلى السرير واحتضان البطانية الناعمة، تشعر أن هناك خطأ ما أو مشكلة في النوم حتى تُخرج قدميْك من تحت اللحاف وتتركهما في الأجواء الباردة. الغريب أن ذلك يُساعدك على أن تنام بشكلٍ أفضل! فهل تساءلت من قبل عن سبب شعورك بالرضا عند إخراج قديمك خارج اللحاف؟

النوم بقدمين مكشوفتيْن! هل يمنحك راحة أكبر؟

النوم

عندما تكون أجسامنا جاهزة للنوم، فإنها مجموعة من التغييرات الفسيولوجية تبدأ لتضعنا في حالة مثالية للراحة. إحدى هذه التغيرات الفسيولوجية هي درجة حرارة الجسم التي تنخفض بشكلٍ تدريجي.

بشكل علمي، فالبشر إلى جانب عدد من الحيوانات يُصنّفون من ذوات الدم الحار، ويعني ذلك الحفاظ على درجة حرارة ثابتة للجسم، عادةً ما تكون أعلى من درجة الحرارة المحيطة.

يحافظ البشر على درجة حرارة تقريبية تبلغ 36.8 ± 0.5 درجة مئوية، وهي درجة حرارة مثالية لوظيفة خلايانا وأنسجتنا.

يتم الحفاظ على درجة الحرارة هذه من خلال الحرارة الناتجة عن عمليات التمثيل الغذائي في الجسم ويتم تنظيمها وفقًا لدرجة الحرارة الخارجية عبر عملية التنظيم الحراري.

حتى لو كان الخارج حارًا، فإن عمليات التنظيم الحراري في الدماغ والجسم ستضمن عدم ارتفاع درجة الحرارة. يبدأ الجسم في التعرق وعندما يتبخر العرق يخفض درجة حرارة الجسم. كما تنقل الأوعية الدموية الدم والمغذيات والغازات مثل الأكسجين، لكنها تنقل الحرارة أيضًا.

عندما نشعر بالحرارة، تتمدد الأوعية الدموية، مما يسمح لمزيد من الحرارة بالتسرب عبر الجلد. يمكننا أيضًا تغيير سلوكنا كالتشمير عن سواعدنا أو اختيار ملابس أخف وأكثر قابلية للتنفس.

هذه العملية يحدث عكسها تمامًا عندما نشعر بالبرد خلال فصل الشتاء حيث الحرارة المحيطة أقل من حرارة أجسادنا. حيث تنقبض الأوعية الدموية، ونرتجف لتوليد الحرارة، وسلوكنا يجعلنا نرتدي ملابس أكثر دفئًا ونبحث عن مناطق دافئة أو ساخنة.

كل هذا يتحكم فيه الدماغ ومنطقة ما تحت المهاد على وجه الخصوص، وهي مركز التحكم في التنظيم الحراري، حيث تتلقى جميع المعلومات المتعلقة بدرجة حرارة الجسم الداخلية ودرجة الحرارة المحيطة، وتقوم بفك تشفيرها وإجراء التغييرات المناسبة، من خلال إطلاق هرمونات تسبب تغيرات فسيولوجية، بالإضافة إلى إرسال إشارات عصبية تغير سلوكنا.

علاوة على ذلك، هذه المنطقة تتحكم في الظروف الجسدية التي تجعلنا ننام بشكل أكثر فعالية.

علاقة الأقدام بالنوم!

نوم

أخيرًا، بعد كل ما تحدثنا عنه سابقًا، حان الوقت للإجابة على السؤال الأساسي في المقال: لماذا نخرج أقدامنا عندما ننام؟

تعتبر درجة حرارة الجسم واحدة من أولى التغيرات الفسيولوجية التي تحدث عندما نستعد للنوم. وجدت الأبحاث أن درجة حرارة أجسامنا تبدأ في الانخفاض قبل وقت طويل من وضع رأسنا على الوسادة ويمكن أن تنخفض بمقدار 1 إلى 2 درجة مئوية عندما نكون في نوم عميق. وهذا يفسر أيضًا سبب ميلنا للنوم في غرف أكثر برودة.

أما بالنسبة لأقدامنا، فإن الأطراف، مثل اليدين أيضًا،، مهمة لنقل الحرارة من الجسم إلى الخارج. فهي مزودة بالأوعية الدموية التي تسمح بنقل الحرارة، في حين أن مساحة سطحها الكبيرة تجعلها مهمة للتبادل الحراري.

تحتوي الأوعية الدموية التي تمد أيدينا وأقدامنا بالدم على هياكل تسمى المفاغرة الشريانية الوريدية “Arteriovenous Anastomosis”، وهي مجرد اتصال بين وعاءين دمويين، مثل جسر بين طريقين منفصلين.

تعمل هذه الهياكل كتحويلات أو مسارات بديلة لأخذ الدم، بينما تساعد أيضًا في زيادة تدفق الدم إلى مناطق معينة.

عندما تكون درجة الحرارة المحيطة أعلى، أو أبرد قليلاً من درجة الحرارة المحيطة، تصبح أجسامنا دافئة، ولا يمكنها إطلاق الحرارة التي نحتاجها، لذلك نضع أقدامنا وأيدينا في منطقة يمكن أن يفقد فيها الجسم بسرعة أكبر حرارة ممكنة.

لا شعر، لا حر!

بالإضافة إلى ذلك، فإن أقدامنا بشكل عام خالية من الشعر. بدون أن يعمل الشعر كعازل، يمكن أن تتسرب الحرارة من الجسم.

كيف تحصل على الراحة المطلقة عند نومك؟

أقدام مكشوفة

العلاقة بين التنظيم الحراري والنوم مهمة للغاية؛ في الواقع، وجدت الأبحاث أن السخونة الشديدة أو البرودة الشديدة يمكن أن تمنع النوم الجيد ليلاً.

يمكن أن يؤدي الحرمان من النوم، إلى العبث بقدرة الجسم على تنظيم الحرارة بشكل فعال، مما قد يزيد من تعطيل دورة نوم المرء.

ووفقًا للعلم، فإن أفضل طريقة للاستعداد للنوم هي أخذ حمام ساخن لطيف أو شرب مشروب ساخن (ربما لا يحتوي على الكافيين). سيؤدي الخروج من الحمام الساخن إلى دفع الجسم إلى البرودة بدرجة أكبر، لأنه سيرغب في فقد الحرارة الإضافية من الحمام. وبالمثل، فإن المشروبات الساخنة ستجعل المرء يشعر بالنعاس في أي وقت من الأوقات.

بمجرد الوصول إلى السرير، أطفئ الأنوار، وتجنب هاتفك، وحافظ على برودة الغرفة قليلًا، ثم أخرج إحدى أو كلتا قدميك من تحت اللحاف، وأحلامًا سعيدة 🙂

اقرأ أيضًا:

هل تؤثر وضعيات النوم على جودة نومك؟ تعرف على أفضل وأسوأ هذه الوضعيات

كيف تغط في نوم عميق خلال 5 دقائق فقط؟

ظواهر غريبة تحدث للإنسان عندما ينام!

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى