القطط والكلاب في كثير من الأحيان تقوم بالنباح أو الإنقضاض على انعكاسها في المرآة، ولكن ما الذي يحدث عندما يتم وضع المرآة في الغابة وإتاحة الفرصة للحيوانات البرية من رؤية انعكاسها الذاتي من خلالها؟
هذه التجربة قام بها المصور الفرنسي خافيير هوبيرت بريير أثناء مكوثه في أدغال الغابون بإفريقيا رفقة زوجته، حيث وضع مجموعة مرايا في أماكن عدة من الغابة، واستطاعت كاميراته المثبتة التقاط تصرفات الحيوانات المختلة عند رؤية نفسها منعكسة في المرآة.
كانت ردة فعل هذه الحيوانات غريبة جداً لدرجة أن بعضها كان يرتبك عند رؤية نفسه في المرآة، والبعض الآخر كان يهاجم انعكاسه ظنا أنه يهاجم حيوان آخر!
هذا المصور استخدم أجهزة استشعار للحركة في كاميراته لتقوم بالتركيز على الحيوان الذي يتحرك أمام المرايا.
وكانت النتائج رائعة مع ردة فعل مسلية، إذ إن الغوريلا الضخمة كانت تحدق في نفسها في المرآة لبعض الوقت، قبل أن تقوم بالإنقضاض على انعكاسها، وهذا الفهد حاول مراراً أن يغرز مخالبه في انعكاسه على المرآة، أما مجموعة الشمبانزي فقد قضت معظم الوقت وهي جالسة بالقرب من المرآة تتأمل نفسها، وغيرهم الكثير من الحيوانات.
هذه التجربة يطلق عليها اسم “إختبار المرآة”، وهي التي تقيس مدى الوعي الذاتي عند الحيوانات، عن طريق معرفة ما إذا كان الحيوان قادر على التعرف على صورته الذاتية في المرآة. وتتم غالباً هذه التجربة عن طريق وضع صبغة على جسم الحيوان، وتسليط المرآة عليه، ويتم دراسة ردة الفعل، هل أنه سيقوم بإدراك أن هناك صبغة على جسده أم لا.
البشر يجتازون هذا الإختبار وهم بعمر من 18 شهر حتى عامين. أما الحيوانات تستجيب لرؤية انعكاسها الخاص في المرآة بسلوك عدواني، ولكن هناك عدد قليل من الحيوانات مثل القرود يمكنها التعرف على نفسهم في المرآة.
هنا مقطع الفيديو يبين هذه التجربة بالكامل، ورصد لردة فعل كل من الفهد والغوريلا والقرود والفيل وحتى بعض الطيور.