حروب تم خوضها بدون أسباب على مر السنين

يرى البعض أن الحرب هي كفاح مجيد وشريف من أجل الحصول على الحرية، ويرى أخرون أن الحروب هي جرائم تُرتكب في حق الإنسانية، ولكن الجميع يرى أن هناك حروب تم خوضها بدون أسباب تُذكر على مر السنين؛ فقد تم إراقة دماء آلاف بل ملايين من الأرواح بدون أسباب منطقية، منها حروب قامت بسبب قتل خنزير أو جمل ومعارك قد انتهت بعد طلقة واحدة ومنها الذي انتهى بعد 40 دقيقة، وقد سقطت في تلك الحروب العديد من القتلى دون جدوى، وسنعرض لك بعض من تلك الحروب.

-حروب بدون أسباب على مر السنين

-حرب الخنزير

في عام 1859، في جزيرة سان خوان San Juan التابعة للولايات المتحدة، قام مزارع أمريكي بإطلاق النار على خنزير كان يأكل من نباتات حديقته، وكان الخنزير تابع لشركة زراعية بريطانية، فهدد البريطانيون الأمريكيين بإبعادهم عن الجزيرة، مما أدى إلى حدوث توتر بين البلدين، وأعد كلا من الطرفين الجنود والسفن تأهبًا إلى الحرب المحتملة، وقد استمر الصراع بين أمريكا وبريطانيا على الجزيرة لأكثر من عشر سنوات، حتى ذهبت الجزيرة إلى أمريكا في نهاية الصراع، ولكن ظلت قصة خنزير الحرب شائعة في الجزيرة حتى الأن.

-أقصر حرب في التاريخ

هي حرب قامت بين بريطانيا و زنجبار (تنزانيا حالياً) عام 1896، واستمرت الحرب بين 38 و40 دقيقة لتكون بذلك أقصر حرب مسجلة في التاريخ، فعندما استولى خالد بن برغش على السلطة في زنجبار بعد وفاة عمه السلطان الذي كان داعمًا لبريطانيا وموال لها، لم تكن بريطانيا متحمسة لبرغش لتولي الحكم؛ لأنه لم يكن من المؤيدين لها، فقاموا بقصف قصره وإغراق يخته المسلح، ففر برغش هاربًا إلى ألمانيا، وقد نفي إلى شرق أفريقيا الألمانية (بوروندي ورواندا حاليًا).

-حرب البسوس

بدأت بنزاع بين قبيلتي تغلب وبكر وهما قبيلتين من القبائل العربية بسبب قتل جمل، أشتد الصراع بينهما إلى أن أصبح حرب استمرت لأربعين عامًا، وقد تسببت تلك الحرب في العديد من القتلى في كلا الجانبين. وقد أصبحت حرب البسوس منذ ذلك الحين عظة وعبرة بين القبائل لعدم السماح للكراهية أن تسيطر عليهم.

-حرب القد

ففي عام 1958، أعلنت أيسلندا أحقيتها في الصيد من المياه الإقليمية التي تبعد اثني عشر ميلا عن ساحلها، وهو ما يُعد زيادة كبيرة عن الأميال الأربعة التي كانت قد أعلنت عنها من قبل، لم تتقبل بريطانيا الأمر؛ مما تسبب في قيام حرب بينهما على المياه الإقليمية، انضمت القوات البحرية إلى القتال، وأطلقت سفينة أيسلندية النار على قارب صيد بريطاني وأجبرته على الخروج من المياه الأيسلندية، وقبل انتهاء الحرب، كانت هناك 37 سفينة تابعة للبحرية البريطانية في مواجهة ستة سفن بحرية أيسلندية و100 سفينة تابعة لحرس السواحل الأيسلندي، واستغرق الأمر ثلاث سنوات حتى وافقت بريطانيا على مطالب أيسلندا.

-حرب المعجنات

طالب رجل فرنسي يمتلك محل للحلوى الحكومة المكسيكية بتعويض مادي قيمته 600،000 بيزو عن الأضرار التي لحقت بالمحل اثناء أحداث الشغب التي حدثت قبل عشر سنوات، وعندما رفضت استغلت فرنسا الفرصة وحاصرت الموانئ واستولت على البحرية المكسيكية، وانضمت بريطانيا أيضًا للحرب، وقد استمرت حرب بين ثلاث من أكبر دول العالم بسبب محل للحلوى لمدة عشر سنوات إلى أن خضعت المكسيك ووافقت على دفع التعويض.

– حرب شركات الفراء

في أوائل القرن التاسع عشر، بدأ الصراع بين شركة خليج هدسون وشركة الشمال الغربي المتنافستين في مجال تجارة الفراء، عندما بدأت شركة شمال غرب في الحصول على الأراضي الممنوحة رسميا وزادت حصتها في السوق، ولقد سُميت بحرب The Pemmican War  نسبة إلى المسحوق الذي يُضاف إلى جلود الحيوانات لصنع الحقائب الجلدية، ولكي نكون منصفين، لم تكن الحرب بين الشركات فقط؛ ففي عام 1811، تم إنشاء مستعمرة نهر الأحمر، وقرر المستعمرون أن الشركات لا تستطيع أن تأخذ اللحوم والفراء من المنطقة إلى أن تنشئ مزرعة يمكنها أن تزودهم بالطعام، وقد تدخلت حكومات متعددة في محاولة لتحديد من سيطر على الأرض، حتى عندما خرج المستعمرون والحكومات من الوضع، قامت شركة الشمال الغربي وشركة خليج هدسون بالحصار والهجوم ومحاربة بعضهم البعض، وقد استمرت الحرب، إلى أن تم دمج الشركتين معًا.

– حرب الغلاية

في 1784، تم تقسيم هولندا، كان لشمال هولندا حق السيطرة على البحر، والسيطرة على الأنهار الرئيسية التي تربط بين الأراضي السفلية في الجنوب التي أخذت اسم هولندا النمساوية بالبحر، فأرسل جوزيف الثاني قائد الجنوب مجموعة من السفن بقيادة لو لويس لاستعادة أحد الأنهار الرئيسية وإنهاء سيطرة شمال هولندا، عندما وصلت السفن النمساوية، التقوا مع سفن الشمال بقيادة دولفيجن، وقد أصابت طلقة غلاية الحساء وأسقطها على لو لويس فاستسلم لو لويس، وفشلت الحملة.

-حرب أذن جينكينز

كان جنكينز قائد سفينة تجارية بريطانية في ميناء إسباني، قد قامت السلطات الإسبانية بالصعود إلى سفينته وأمسكت بالشحنة التي يحملها وقاموا بقطع أذنه، وكان ذلك في عام 1739، ووجدت الأذن طريقها الى بريطانيا، حيث قرر عضو في البرلمان أن يخرجها ليشاهدها الجميع، وتلك كانت بداية الحرب بين بريطانيا وإسبانيا التي استمرت 9 سنوات أسفرت عن مقتل الكثير من الناس بسبب أذن.

– الحرب المعقدة

الوضع في هذه الحرب كان غريب ومعقد للغاية، ففي عام 1796 وقع نابليون قائد فرنسا وتشارلز الرابع قائد اسبانيا معاهدة تفيد بدعم بعضهم البعض في معاركهم ضد بريطانيا. وفي عام 1807 قررت إسبانيا أن تظهر القليل من الدعم عن طريق إرسال قوات إلى الدنمارك؛ لأن الدنمارك كانت حليف فرنسا وشعبها كان قلق من ان تشن بريطانيا حرب عليهم بعد حربهم مع السويد، ولكن في عام 1808 كانت هناك انتفاضة في اسبانيا، و تنازل تشارلز الرابع عن الحكم، تاركًا 13،000 جندي إسباني في الدنمارك، قام نابليون بتقسيم القوات الإسبانية إلى مجموعات صغيرة، وتم توزيعها في جميع أنحاء الدنمارك، وجعلهم يقسمون بالولاء لفرنسا؛ فأعلنت هيسكار وهي مقاطعة اسبانية الحرب على إسبانيا؛ احتجاجًا على ما حدث للقوات الإسبانية في الدنمارك، واستمرت الحرب لـ 172 عام، وفي عام 1981 لخص مؤرخ ما حدث بأن جزء من بلد  وهي هيكسار أعلنت الحرب على باقي الدولة وهي إسبانيا  بسبب تصرفاتها مع بلد ثالث وهي فرنسا أثناء حربها مع بلد رابع  وهي بريطانيا وكل ذلك بسبب خوفهم من بلد خامس وهي بريطانيا التي لا تهتم بكل ذلك.

-الحرب الأهلية مرة أخرى

في عام 1945 أصبحت مدينة نيويورك ساحة إعلامية للصحفيين والمراسلين، حيث لاحظ مراسل أمريكي قصة قديمة جدا تشير إلى انفصال مدينة تاون لاين عن الولايات المتحدة وتشكيل الولايات الكونفدرالية في عام 1945، وقد فُقدت معظم تفاصيل تلك الحرب في التاريخ، كانت تاون لاين مدينة صغيرة يعيش فيها 300 شخص فقط، وقد صوت الناخبون ب 80 صوت مقابل 45 صوت من أجل الانفصال، واشتعلت الحرب الأهلية بين المدينة والولايات والكونفدرالية، بسبب عدم اعترافها باستقلال المدينة، وقامت العديد من الأسر بالهروب من الحرب إلى كندا، وفي يناير 1946، تم إعادة التصويت مرة أخرى وصوتت البلدة 90 إلى 23 صوت للانضمام مرة أخرى إلى الاتحاد، بعد أن سقط العديد من القتلى في حرب بلا أي جدوى من البداية.

 

المصدر

Exit mobile version