لماذا ألوان إشارات المرور أحمر وأخضر وأصفر؟

تحيط بنا الكثير من الأشياء، والتي تصادفنا في حياتنا اليومية، حيث اعتدنا على أن تكون بنمط معين، ومنها إشارات المرور والتي تُستخدم لتنظيم حركة السير، وذلك عبر ثلاثة ألوان تُستعمل لهذا الغرض، لكن لماذا اختير اللون الأخضر والأصفر والأحمر تحديدًا؟

استُوحي نمط الألوان من نظام السكك الحديدية في أوائل القرن التاسع عشر. فقد طورت شركات السكك الحديدية وسائل لونية تسمح للمهندسين بمعرفة وقت الحركة والتوقف، فتم اختيار اللون الأحمر ليشير إلى التوقف، وذلك لاعتقادهم أنه ولقرون استُخدم ليشير للخطر، أما اللون الأبيض فتم اختياره ليشير إلى الحركة والسير، والأخضر لتوخي الحذر.

لكن اختيار اللون الأبيض تسبب بالكثير من المشاكل، ففي عام 1914 وقعت حادثة تسببت بسقوط العدسة الحمراء من حامل الإشارات الضوئية، وتركت اللون الأبيض خلفها، ما تسبب في عدم القدرة على تمييز الإشارات وانتهى الأمر باصطدام قطارين ببعضهما. وبناء على ذلك، قررت السكك الحديدية تغيير نمط الألوان؛ بحيث يدل الأخضر على الحركة والسماح بالعبور، أما الأحمر فيعني التوقف، في حين تم اختيار الأصفر للانتباه وتوخي الحذر؛ وذلك كون هذا اللون مميزًا ومختلفًا عن اللونين الآخرين.

يتضح مما سبق، أن نظام إشارات المرور اللونية بدأ استخدامه في خطوط السكك الحديدية، لكن كيف انتقل ذلك النظام إلى الطرق العادية؟

كان هناك قلق متزايد في لندن عام 1865 تجاه زيادة حركة الخيول في الطرق، وما تشكّله من خطر على حركة المشاة.  جاء المهندس “جون بيك نايت” المتخصص بتصميم نظام الإشارات للسكك الحديدية البريطانية بفكرة استخدام نظام إشارات ضوئية للطرق، بشكل مماثل لما هو مستخدم في السكك الحديدية.

وحين بدأ استخدام نظام الإشارات الضوئية للطرق لم يكن كما نعرفه الآن. كان تلك الإشارات عبارة عن ذراع أو أذرع متحركة يتم رفعها أو خفضها من قبل ضابط الشرطة، لتنبيه المركبات بوقت الحركة والتوقف، يتم ذلك خلال وقت النهار. أما خلال الليل فيتم استخدام اللونين الأخضر والأحمر بشكل مشابه لما كان مستخدمًا في السكك الحديدية.

وقد تمت الموافقة على نظام المهندس نايت والخاص بإشارات المرور، وفي العاشر من ديسمبر بدأ العمل به رسميًا في لندن بالقرب من مقر البرلمان. استمر العمل بإشارات المرور على نحو جيد لمدة شهر قبل أن يحصل تسريب لأحد خطوط الغاز المغذية للإشارات ما تسبب بحدوث حروق شديدة لأحد رجال الشرطة العاملين فيها، وبذلك انتهى استخدام ذلك النظام في بريطانيا.

وبشكل مشابه، فقد استخدمت الولايات المتحدة رجال الشرطة لإدارة حركة المرور، إما باستخدام الألوان المستخدمة في السكك الحديدية، والتي هي الأخضر والأحمر، أو استخدام نظام أعمدة الإشارات الضوئية، أو الاكتفاء باستخدام حركات الذراعين لإدارة حركة السير والمرور.

وفي عام 1920 جاء الشرطي “ويليام إل بوتس” من ديترويت بنظام إشارات المرور ذات الثلاثة ألوان (الأخضر، الأصفر، الأحمر). ومن هنا بدأ استخدام أنماط وتصاميم مختلف لإشارات المرور، والتي اعتمدت في غالبها على شخص يقوم بتبديل الأضواء عبر دفع مفاتيح خاصة، وهو ما كان مكلفًا.

وفي أواخر العشرينيات من القرن الماضي اختُرعت إشارات المرور الآلية، لكن كان عيبها أنها تعمل وفق نظام وقتي محدد، والتي كانت تؤدي إلى وقف المركبات في الوقت الذي لا تكون فيه سيارات متجهة إلى الجانب الآخر. ولحل تلك المشكلة جاء “تشارلز آلدر” بنظام يكشف عن وجود السيارات في الشارع عبر صوت أبواقها. فتم تركيب ميكروفون، وكل ما على السائق فعله إطلاق بوق السيارة ليتم تغيير لون الإشارة، لكن ذلك كان نظامًا مزعجًا للناس.

وبعد ذلك جاء “هنري إيه هوف” بنظام أقل إزعاجًا، والذي يتم فيه استخدام قطعتين معدنيتين تستشعران الضغط، فحين تمر السيارة وتدفع هاتين القطعتين، فيتغير لون الإشارة ما يسمح للسيارة بالمرور. كل تلك الأنظمة واختلافها أحدثت مشاكل كبيرة، لذلك وضعت الإدارة الفيدرالية للطرق السريعة عام 1935 معايير موحدة لإشارات المرور.

حقائق إضافية عن إشارات المرور

نظام الاستشعار عبر الحلقات الكهرومغناطيسية

المصدر

اقرأ أيضًا: 

ألمانيا تبتكر إشارات مرور على مستوى نظر مدمني الهواتف

صور: إشارات مرور غير تقليدية

Exit mobile version