هل كنت من محبي كرتون “نقار الخشب” عندما كنت طفلًا؟ مؤكد كنت كذلك! فمن لم يقع في حب ذلك الطائر الذي يضرب بمنقاره الخشب باستمرار ليصنع بيتًا له ولصغاره!
ولعلك شعرت بالأسف على هذا الطائر الذي يضرب رأسه باستمرار في جذوع الأشجار وسيقانها من أجل صناعة منزله وعشه! ما يجعله عرضةً للإصابة بآلام الرأس المزمنة على حد اعتقادك!
لكن الخبر الجيد أنك لست بحاجة لتأسف على هذا الطائر، ذلك لأنه لا يشعر مطلقًا بالصداع وآلام الرأس من هذه المهمة اليومية التي فُطر على فعلها دون تعب!
هل يشعر طائر نقار الخشب بالصداع ؟
يصل معدل ضرب طائر نقار الخشب للأشجار والأخشاب بمنقاره حوالي 20 مرة في الثانية الواحدة. وهو رقمٌ كبير للغاية مقارنةً بالحجم الصغير لهذا الطائر.
لكن ما يمنعه من الشعور بالألم أو الصداع هو أن دماغه محمي بجفن إضافي يجعله معزولًا عن منقاره، وبذلك، لا تصل الاهتزازات التي يُسببها ضربه المستمر للخشب إلى دماغه ولا يشعر بالصداع.
فقد زوَّد الله سبحانه وتعالى رقبة الطائر بعضلات قوية وكثيفة تعطيه القوة في الضرب مرارًا وتكرارًا برأسه. كما أن الله غلَّف جمجمته بعضلات إضافية تُبقيها معزولة عن الضربات، وهي تعمل بمثابة خوذة واقية للدماغ.
على عكس الدماغ البشري، يُغلَّف دماغ نقار الخشب بمجموعة من العضلات والعظام المضغوطة. وبالتالي، لا يتخبَّط الدماغ بجميع الاتجاهات عندما ينقر الطائر في جذع الشجر.
كما أن الجفن السميك الإضافي يُغلَق قبل أن يبدأ الطائر بالنقر بأجزاء من الثانية، ما يعمل كعازل للدماغ والرأس بشكلٍ عام.
وبدون هذا الجفن الإضافي، يُمكن لشبكية العين أن تتمزق أو أسوأ من ذلك، يُمكن للعين أن تخرج من مقلتها!
وتزيد سماكة الجفن لدى الذكور، حيث يصل معدل نقرهم للخشب في اليوم الواحد إلى 12 ألف مرة في اليوم.
وإن لاحظت طائر نقار الخشب خلال نقره لجذع شجرة من قبل، فلعلك انتبهت إلى أنه يحرص على توجيه ضرباته بشكلٍ مستقيم متجنبًا القيام بحركات مائلة ليجنب ضربات الرأس.
فسبحان من خلق فأبدع وأدهش!
المصادر
اقرأ أيضًا: