في الحافة الخلفية لحلقك، تتدلى قطعة رخوة تُعرف باسم اللهاة. ويبدو لك أن لا أهمية كبيرة لها خاصةً وأن عددًا كبيرًا من الناس يُزيلونها جراحيًا ولا يترتب على ذلك أي أعراض جانبية أو آثار ملحوظة.
في الواقع، في الغرب، يُطلق على اللهاة “حفنة صغيرة من العنب”. واشتهرت عمليات إزالتها قديمًا لمساعدة المرضى الذين يُعانون من توقف التنفس أثناء النوم.
في ثقافات أخرى، أُزيل هذا الجزء الرخو في الفم لأسباب مختلفة منها ما يتعلق بطقوس دينية أو لاختلالات تُصيب الحلق.
كما كانت تُستأصل لعلاج رفض الرضاعة لدى الرضع ومشاكل تأخر النمو وحتى فقدان الشهية وعلاج الإسهال والقيء.
اليوم، لا تزال عمليات إزالتها لأغراض مختلفة تجري بين جماعات عرقية مختلفة في إريتريا، إثيوبيا، كينيا، النيجر، نيجيريا، سيراليون وزارما.
ومع كثرة عمليات إزالتها خاصةً وأنه لا يترتب على ذلك آثار جانبية ملحوظة، هذا يجعلنا نتساءل عن أهمية اللهاة الحقيقية؟ ولم لا نزال نحتفظ بها إن لم يكن لها أهمية ؟
هل من أهمية لـ اللهاة المتدلية في نهاية الحلق ؟
لم يخلق الله شيئًا عبثًا أو بدون سبب، فللهاة أهمية كبيرة في إخراج الأصوات التي تُعرف باسم الأصوات اللهوية الساكنة، خاصةً في اللغة الفرنسية والعربية.
كما أن لها دورًا بارزًا في الحفاظ على رطوبة الحلق. حيث أن اللهاة معبأة بالغدد المصلية والمخاطية. فعندما تنقبض الألياف العضلية في اللهاة، يُفرز اللعاب الذي يتناثر في أجزاء الفم أثناء الكلام أو الابتلاع.
في الواقع، فإن أحد المشاكل الناجمة عن استئصال اللهاة مشكلة جفاف الحلق.
أهمية أخرى للهاة أنها تساعد على إغلاق الممر بين الأنف والحلق “البلعوم الأنفي” عند الابتلاع أو الكلام. ما يُساعد على عدم دخول السوائل والطعام إلى الأنف أو توجيه الهواء والاهتزازات الصوتية إلى تجويف الطعام.
وللهاة دور في الحفاظ على نبرة أصواتنا. فهي تُساعد على السيطرة على الرنين واللهجة الأنفية للصوت. القليل من الأشخاص ممن أزالوا هذا الجزء في الفم يُعانون من مشاكل في نطق الحروف الساكنة.
في النهاية، فقد تبين أن للهاة دور كبير في التحكم بالأصوات وطريقة إخراجها وتنظيم بعض العمليات. ما يعني أن استئصالها دون وجود دافع طبي من الأخطاء الشائعة التي قد تعود بالضرر على الإنسان.
في فمي توجد لهاتين ولي مشكل في النطق ما هو الحل ؟