يبدو بأن البشر لديهم قدرة فطرية للبقاء على قيد الحياة ضد حالات لا تُصدق. حيث شاهدنا من قبل صراعات البقاء على قيد الحياة بعد غرق السفن، والتعرض للحوادث، ولهجمات الحيوانات المفترسة، وأكثر من ذلك. هنا يظهر الطبيب الروسي ليونيد روجوزف الذي أجرى عملية جراحية لنفسه!
حدث ذلك في عام 1961، خلال الحرب الباردة، عندما تم إرسال الطبيب ليونيد مع بعثة مكونة من 12 عضواً إلى القطب الجنوبي السوفيتي، من أجل بناء قاعدة في Schirmacher Oasis. وبمجرد الانتهاء، كان عليهم الاحتماء والانتظار أشهر في البرد حتى تأتي سفينة أو طائرة تُعيدهم إلى وطنهم في فصل الربيع.
وفي ذلك الوقت عانى الطبيب ليونيد من ألم شديد وبدأ يشعر بالمرض، ولم يكن يتواجد في البعثة أي طبيب لكي يعالجه، وكان أمام خيارين: إما أن يقوم بالعملية الجراحية لنفسه ويعيش، أو أن لا يفعل شيء ويموت.
وقد قرر أن يقوم بالعملية من تلقاء نفسه، رغم أنه كان عمل شبه مستحيل. وبصفته طبيباً كان التشخيص سهلاً عليه، فعرف على الفور أنه يعاني من التهاب حاد في الزائدة الدودية.
وعيّن ليونيد رجلين من أجل مساعدته في عمليته الجراحية، حيث كان الأول من أجل تسليمه الأدوات، والثاني للإمساك بالمرآة أمامه لمشاهدة ما الذي يقوم به. وقال بأنه لم يكن بإمكانه استخدام التخدير الشامل، لأنه سوف يُعيقه في تأدية العملية.
بعد التحضيرات للعملية، وأخذ التخدير الموضعي، بدأ هذا الطبيب في فتح بطنه وتحريك أمعائه للوصول إلى الزائدة الدودية، وقال بأنه وجد الصورة مقلوبة في المرآة، الأمر الذي جعل العملية مربكة. ولكنه خلع قفازاته ولجأ لعملية اللمس من أجل التأكد من الإمساك بالجزء الصحيح.
تعرض الطبيب ليونيد لنزيف كبير أثناء إجراء العملية، وكان يعاني من الدوران، مما جعله يضطر لأخذ فترة راحة لمدة 20 ثانية كل 4 – 5 دقائق. وكان يعتقد بأن العملية سوف تنتهي بشكل سيء قبل إزالة الزائدة الدودية.
أخيراً قد نجحت العملية، وقام بخياطة بطنه. يُذكر بأن العملية استغرقت ما يقرب من ساعتين، وعاد بعدها بأسبوعين إلى واجباته العادية كعضو في الفريق.