محيطات العالم تساوي 24000 مليار دولار

كم تساوي محيطات العالم، هذا سؤال لم يسبق لأحد أن طرحه فضلا على أن يجيب عليه، بعد بحث معمق تمكن الصندوق العالمي للطبيعة بالتعاون مع كلا من معهد التغير العالمي في جامعة كوينزلاند و مجموعة بوسطن الاستشارية من تقديم إجابة تقديرية لهذا السؤال، وتبين أن الحد الأدنى للقيمة المالية لمحيطات العالم مجتمعة تبلغ 24000 مليار دولار أمريكي .

الصندوق العالمي للطبيعة هو منظمة دولية غير حكومية تأسست سنة 1961، وتعمل على المسائل المتعلقة بالحفاظ على البيئة واستعادتها، عرفت المنظمة سابقا باسم الصندوق العالمي للحياة البرية، وهي أكبر منظمة في العالم بأكثر من 5 ملايين مؤيد في جميع أنحاء العالم يعملون في أكثر من 100 دولة.

بالإضافة إلى تحديد القيمة المالية للمحيطات تمكن الصندوق من وضع قيمة تقديرية للناتج المحلي الإجمالي السنوي للمحيطات لو كانت هذه المحيطات عبارة عن دولة، فكانت القيمة التقديرية تساوي 2500 مليار دولار وهو ما ينقص قليلا عن الناتج المحلي الإجمالي السنوي للمملكة المتحدة ويزيد قليلا عن الناتج المحلي الإجمالي السنوي للبرازيل، مما يضع المحيطات في المرتبة السابعة على مستوى العالم من حيث الناتج المحلي الإجمالي السنوي .

عملية حساب القيم المالية للمحيطات شملت قيمة العائد المالي من كافة أنواع الصيد البحري والعائد المالي من السياحة والعائد المالي من حقوق استغلال الخطوط الملاحية البحرية والقيمة المالية للشعاب المرجانية بالإضافة إلى قيمة النباتات التي تعيش في المياه الشاطئية المالحة، لم تشمل الحسبة قيمة النفط الموجود في المحيطات ولا القيمة المالية لأشياء من الصعب قياسها مثل طاقة الرياح ودور المحيطات في تنظيم مناخ كوكب الأرض .

لماذا طرح الصندوق العالمي للطبيعة هذا السؤال ؟ أراد القائمون على الصندوق العالمي للطبيعة تبيان أهمية المحيطات وقيمة ثرواتها والتحذير من المخاطر المحدقة بها، فوفقا لأخر الدراسات انخفض تنوع الحياة البحرية بنسبة 39% خلال الفترة ما بين عامي 1970 و 2010، وفي نفس الفترة أيضا تعرض نصف المرجان في العالم للتدمير بالإضافة إلى تدمير ثلث الأعشاب البحرية .

يقول الدكتور أوفي جولدبرج مدير معهد التغير العالمي في جامعة كوينزلاند والمشرف العام على البحث “المحيطات في خطر عظيم لم يسبق أن تعرضت له على مدار التاريخ، نحن نصطاد سمك أكثر من اللازم، ونكب في المحيطات ملوثات أكثر من اللازم، بالإضافة إلى أفعال أخرى تؤدي مجتمعة إلى احترار المحيطات وارتفاع درجة حموضتها إلى الدرجة التي ستمنع المحيطات من القيام بالوظائف التي خلقت من أجلها” .

إقرأ أيضا :

ابتكار جديد للحماية من تلوث الهواء

مشاهد للشعاب المرجانية التي تواجه خطر الزوال

المصدر

Exit mobile version