محليات سعودية

سعودي لم يمنعه فقد البصر من ابتكار منظومة ذكية تحد من اختطاف الطائرات

بعد حادثة اختطاف الطائرة المصرية، وحادثة فلاي دبي في روسيا؛ اقترح الملاح السعودي السابق الأستاذ محمد توفيق بلو فكرةً لتطوير وتحسين السلامة الجوية على الطائرات والتحقيق في الحوادث الجوية، والحد من أعداد الضحايا في حالات اختطاف الطائرات، وأطلق على هذه الفكرة اسم “سكاي آي” أو “العين الجوية”، وأكد أنه “بتنفيذ الفكرة سيتمكن عالم الطيران من تحسين وتسريع نتائج التحقيق في الحوادث، وإيجاد منظومة آلية تساعد الملاحين على أداء مهامهم الوظيفية أثناء عمليات الإخلاء والطوارئ بفاعلية.

يُذكر بأن الأستاذ محمد توفيق بلو (أمين عام جمعية أبصار للتأهيل وخدمة الإعاقة البصرية)، كان قد أُصيب بضعف بصر تدريجي في عام 1989، نتيجة التهابات وراثية في قاع العين إلى أن أدى به ذلك إلى العمى.

حل اختطاف الطائرات

منظومة “سكاي آي” الذكية للحد من اختطاف الطائرات

وفقاً لما جاء في شبكة أول سعودي، فإن “سكاي آي” تُعد منظومة إلكترونية جديدة تعتمد على شبكة من الكاميرات الرقمية الذكية، تُركب داخل وخارج الطائرة مرتبطةً بنظام اتصالات عبر الأقمار الصناعية، لها نقاط استقبال في كافة المطارات حول العالم، ويعمل النظام ذاتياً أثناء الطيران أو على الأرض، وبمجرد أن يُعلن قائد الطائرة عن وجود حالة طوارئ خطرة فإن الكاميرات الداخلية والخارجية تبدأ بالتصوير تلقائياً، وتبث صورة وصوتاً إلى منظومة الاتصالات الفضائية المخصصة لها، وبدوره يقوم القمر الصناعي ببث مباشر إلى أقرب مطار يشرف ويتابع الحادثة.

وأكد “بلو” أن أهمية جدوى فكرته التي اقترحها لتطوير منظومة وآليات التعامل مع حالات الاختطاف والإخلاء من الكوارث، على الرغم من علمه بتعقيد الترتيبات اللازمة لتطبيقها، والمستلزمات الإجرائية لنظم اتصالات الأقمار الصناعية، واتفاقيات وقوانين الطيران المدني، لكن مقتضيات الضرورة تستوجب خوض مراكز وأبحاث هندسة الطائرات بشركات الطيران ومصانع الطائرات والكاميرات.

حل اختطاف الطائرات

وأوضح “بلو”: “أن الفكرة التي أعددتُها تقوم على تجهيز الطائرات بمنظومة ذكية تساعد الملاحين في الإخلاء، وتزويد الجهات المتابعة لأي حادث بتفاصيل الحدث في زمن قياسي عن الصندوق الأسود، مع الاحتفاظ بقاعدة بيانية للأحداث بالصوت والصورة الحية، والتفاعل الآلي والتقني ذاتياً مع الحدث أثناء الكوارث”.

وكشف “بلو” أن فكرته “سكاي آي” تقوم على تطوير آليات التحقيق في حوادث الطيران، ورفع مستوى السلامة أثناء الحوادث، وإخلاءات الطوارئ، وخصوصاً في مثل هذه الأيام التي يبحث فيها محققو الحوادث من كافة أنحاء العالم وشركة “بوينج” في لغز اختفاء الطائرات، مستشهداً بالطائرة الماليزية، مشيراً إلى “أن الفكرة تأتي بناء على 13 سنة خدمة في مجال الخدمة والسلامة الجوية، ومتابعة على مدى 20 عاماً لتطور صناعة الطيران وخدماته”.

حل اختطاف الطائرات

وأضاف قائلاً: “تواصلت مع السيد “بيتر ميشيل” المحامي بمدينة نيويورك- أحد المكاتب المتخصصة في تسجيل براءات الاختراع- وقمنا بإجراء بحث أولي عن فكرة مشابهة، ثم تأكدت من خلاله أن مثل هذه الفكرة غير معمول بها في شركات الطيران بعد، وأن كل ما هو موجود عبارة عن كاميرات أمنية على الطائرات تُصور الطائرة أثناء الاختطاف، أو تعرضها للخطر”.

حل اختطاف الطائرات

وأوضح “تقوم منظومة سكاي آي بتقييم وتحليل الوضع الداخلي للطائرة والركاب، وتقديم التعليمات والإرشادات اللازمة في حالة تعذر على الملاحين القيام بدورهم بسرعة وكفاءة عالية. فعلى سبيل المثال: في حالة حدوث تسرب الضغط من الطائرة أثناء الطيران وتطلب ذلك وضع أقنعة الأكسجين فوراً، وليس للملاحين القدرة أو الوقت الكافي لتوجيه التعليمات والإرشادات للركاب لخطورة الموقف؛ فإن كاميرات “سكاي آي” ستتابع الموقف، وستصدر إرشادات صوتية للركاب الذين لم يتمكنوا من وضع أقنعتهم لأي سبب”.

وواصل: “وفي حالة تعرض الطائرة لهبوط اضطراري على اليابسة أو الماء أو سقوطها، واستدعى الأمر الإخلاء الفوري للركاب؛ فإن كاميرات “سكاي آي” الخارجية والداخلية تستطيع تحديد الأبواب التي بالإمكان فتحها بأمن وسلام دون تعريض حياة الركاب أو الطائرة لمزيد من الخطر؛ حيث تتفاعل مع بعضها آلياً بتوجيه الإرشادات والمعلومات اللازمة عند الضرورة وحسب الحاجة بناء على الصور المنقولة إليها”.

منظومة سكاي آي

ويشير إلى أن الكاميرات تقوم بتخزين معلومات رقمية للحدث بكامله، تُحفظ مباشرة في المستقبلات الأرضية بالمطار الذي يباشر الحادث، وسوف تكون هذه الصور متاحة للمعنيين من المحققين الذين سيشرفون على التحقيق في الحادث حتى قبل العثور أو التقاط الصندوق الأسود من الحطام، وبالتالي يستطيعون تحليل أسباب الحادث في وقتٍ وجيز وكيفية تفاديه مستقبلاً أو تقليص الحد من الإصابات.

وتابع: “وفي حالة تعرُّض الطائرة للاختطاف فإن الكاميرات ستعمل بتلقائية دون أن يشعر بها المختطِفون، وسترسل صوراً مباشرة إلى الجهات التي ستتعامل مع الاختطاف من الخارج؛ بحيث يستطيعون اختيار الخطط المناسبة لاقتحام الطائرة وإنقاذ الركاب والطائرة دون تعرض المسافرين الأبرياء للأذى، والحد من الخسائر المادية المترتبة على الاختطاف”.

منظومة سكاي آي

وبعث “بلو” بالفكرة إلى مكتب “بوينج” لصناعة الطائرات في المملكة العربية السعودية، وإلى مكتبهم في الشرق الأوسط وأفريقيا بدبي، ويأمل أن يحظى مقترحهُ هذا باهتمام الشركات والجهات المعنية بمثل هذه المشاريع والمقترحات في مجال صناعة الطائرات والنظم الذكية، وإيصال فكرته للعالم بأن الإعاقة لا تعوق تنمية وتطوير الخبرات واقتحام كافة المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى