منوعات

جون كونالي .. مات وهو يحمل أسرار اغتيال جون كينيدي

لعل أكثر الألغاز السياسية التي لا تزال محيرة إلى وقتنا هذا هي قصة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق جون كينيدي في 22 نوفمبر عام 1963م، فبعد أن ألقى الرئيس الأمريكي خطابًا في مدينة “فورت وورث” في تكساس، تعرض موكبه بينما كان يستقل وزوجته مع محافظ تكساس “جون كونالي” سيارة ليموزين إلى إطلاق نار من إحدى النوافذ بالبنايات المجاورة، أدى إطلاق النار إلى إصابة الرئيس والمحافظ، وفشلت كل الجهود بإنقاذ الرئيس وتوفي، أما المحافظ فقد أُصيب بكسور بالمعصم وثلاثة ضلوع وإصابة بالرئة، ورصاصة واحدة استقرت أخيرا في فخذه الأيسر.

موكب جون كينيدي
“موكب الرئيس جون كينيدي حيث تجلس زوجته بجانبه في المقعد الخلفي ويجلس المحافظ جون كونالي أمام الرئيس مباشرة”.

تلك الحادثة التي سُجلت في التاريخ الأمريكي لم تأخذ حقها من التحقيقات في اغتيال شخصية بارزة كالرئيس الأمريكي، وتم توجيه الاتهام إلى رجل واحد يُدعى “لي هارفي أوزوالد”، لكن ذلك لم يضع تفسيرا للمؤامرات التي كانت تُحاك حول الرئيس قبل اغتياله، خاصة وأنه كان ضد العنصرية والعديد من الأمور الأخرى التي لا تتفق مع العديد من الساسة الأمريكان. ولم تلتفت التقارير وقتها إلى المحافظ “جون كونالي” الذي أُصيب في الحادثة والذي على ما يبدو، كان يحمل الكثير من الأسرار حول المؤامرات التي حيكت ضد الرئيس.

اغتيال جون كينيدي
“لحظة تعرض الموكب لإطلاق نار وإصابة الرئيس والمحافظ”.

جون كونالي ، الشخصية التي حملت سر اغتيال الرئيس جون كينيدي

تُوفي جون كونالي في عام 1993م بعد حياة مهنية مميزة، فقد كان يتولى منصب وزير البحرية في إدارة كينيدي وأمينًا للخزانة في إدارة نيكسون. انتُخب عام 1962م ليكون الحاكم الـ39 لولاية لون ستار واستمر في هذا المنصب حتى عام 1969م. وكان مرشحا جمهوريا لانتخابات الرئاسة عام 1980، لكنه خرج خلال الانتخابات التمهيدية بينما صعد رونالد ريغان.

جون كونالي

وبطبيعة الحال، فكما ذكرت التقارير، فقد أُصيب كونالي خلال موكب الرئيس في الـ 22 نوفمبر عام 1963 بإحدى الرصاصات التي قتلت الرئيس، هذا الأمر جعل الكثير من الناس يعتقدون أنه القاتل المحتمل للرئيس، ووُجهت الاتهامات إلى شخص آخر وهو “أوزوالد” الشاب البالغ من العمر 24 عامًا. وبعد التأكد من بندقية “أوزوالد”، تبين أن الثلاث طلقات التي خرجت من سلاحه أصابت الرئيس بجروح بالرأس وثلاثة جروح للمحافظ جون كونالي كما ذكرنا سابقا.

تحليل اللجنة
“نظرية لجنة وارن للتحقيق في قضية اغتيال الرئيس كينيدي وتعرض المحافظ للإصابة بنفس الرصاصة التي أصابت الرئيس”.

عند التحليل للحادثة من منظور آخر، يتبين أن الرصاصة ستتعرج في الجو كما يُوضح في الصورة في الأسفل حتى تستقر في كونالي من جمجمة الرئيس. وحيث أن التفسير الفيزيائي لهذه الحادثة الغريبة يُربك تفكير أي شخص عادي، فإن الناس عادة ما فضلوا التفسير الأسهل والمنطقي أكثر وهو وجود قناص ثانٍ أطلق رصاصة أخرى أصابت كونالي.

نظرية لجنة وارن
“على اليسار، مسار الرصاصة المتوقع حتى يُصاب كونالي بنفس الرصاصة التي أصابت الرئيس، حيث يُفترض أن تتعرج في الهواء وهو أمر مستحيل فيزيائيا!”.

عندما تُوفي كونالي عام 1993م، أراد بعض الأشخاص من أنصار نظرية وجود مؤامرة استخراج بقايا شظايا الرصاصة في معصم كونالي لمقارنتها بباقي أجزاء الرصاصة، فإن كانت نفس الشظايا، فهذا يعني تأكيد نتائج اللجان السابقة، أما إن اختلفت عن بعضها فيعني وجود مؤامرة أخرى.

قّدم أنصار المؤامرة التماسا إلى وزارة العدل الأمريكية لاستخراج الرصاصة من رفاته، وقتها كانت (جانيت رينو) تشغل منصب المدعي العام وأفادت أن لا سلطة لديها على هذا القرار، وعليهم الرجوع إلى العائلة، لكن أسرة كونالي رفضت استخراج جسده وبقيت الرصاصة في جسد، حتى تُوفيت نيلي كونالي عام 2006م.

أما عن رأي المحافظ جون كونالي قبل موته، فقد أقسم أنه لا يُمكن أن يكون أُصيب من نفس الرصاصة التي أُطلقت على الرئيس، وبين أن نتائج لجنة وارن للتحقيق صحيحة بالأساس بأن “أوزوالد” قد تصرف تصرفًا فرديا عند إطلاق النار على الرئيس، لكنه في نفس الوقت أكد أن الحادث سار بشكل مختلف عما نصت عليه نتائج تقارير اللجنة.

المحافظ جون كونالي

الكثير من الناس يتفقون مع نفس وجهة نظر المحافظ، وهي أن مطلقا آخر للنار أطلق النار على المحافظ جون كونالي ولم ينتبه إليه أحد، هذه الفرضية تتفق معها النظرة الفيزيائية للحادث وهي استحالة تعرج الرصاصة في الجو من جمجمة الرئيس كينيدي لتستقر في معصم كونالي! لكن هل يُعاد فتح التحقيق مجددا خاصة مع وفاة آخر فرد في عائلة المحافظ ويتمكن الطب الشرعي من استخراج الرصاصة بمعصم كونالي لإثبات حقيقة المؤامرة؟

 

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى