منوعات

ليش الشخصيات التاريخية كانوا يصورون ويدينهم داخل الجاكيت؟

مررنا على الكثير من الصور القديمة لأهم الشخصيات التاريخية وربما لاحظنا أن معظمها كانت تضع يدها داخل الجاكيت، ومن أشهرهم نابليون بونابرت. وقد برزت الكثير من التفسيرات لهذه الوضعية في الصور، منها أن بونابرت كان يعاني من قرحة للمعدة، أو أنه يعاني من سرطان الثدي، أو أن في يده تشوهًا يحاول إخفاءه!

الشخصيات التاريخية

بدأ الأمر كتوجه فني في لوحات البورتريه، ثم انتقل إلى التصوير

لهذه العادة أصول تعود لقديم الزمن. ففي القرن السادس قبل الميلاد كان يُعتبر من الوقاحة لدى بعض الأوساط اليونانية الحديث واليدين خارج الملابس، خاصة إن تعلق الأمر بإجراء أمور الدولة، وذلك حسبما قاله الخطيب الأثيني “إيسخينس”. كانت تلك العادة زمن إيسخينس، وقد تراجع وجودها في الأزياء، ولم تكن موجودة في العالم الغربي حتى القرن الثامن عشر الميلادي.

نابليون

وخلال القرن الثامن عشر، عمل رسامو البورتريه أمثال “جوناثين ريتشاردسون” على تطبيق نظرية الرسم على لوحاتهم الواقعية. وبحسب ما ذكره في مقال فإن المظهر العام للشخص الجالس ولغة الجسد هي المفاتيح الأساسية للوحة بورتريه جيدة.  لذلك بدأ ريتشاردسون ومعاصروه بالنظر إلى الخطباء الكلاسيكيين والوضعيات المستخدمة في فن النحت القديم وذلك لإلهامهم؛ أملًا منهم في إيصال فكرة أن الشخص الجالس يجمع بين روح الدعابة والرقي.

فتم تبني وضعية اليد داخل الملابس في اللوحات، ومن المفارقات أنها لاقت شعبية بين أوساط الطبقة الإنجليزية الكلاسيكية؛ فكان الاعتقاد أنها تقدمهم بشكل أكثر قبولًا، وبدون أي تكلف. وقد استخدم الرسامون هذه الوضعية بشكل كبير، حتى أن البعض قد اتهمهم بأنهم ربما لا يعرفون طريقة رسم الأيدي، وبالتالي يضعونها داخل الملابس.

صاموئيل كولت

بقي هذه الاتجاه متواجدًا حتى مع ظهور التصوير الفوتوغرافي، فيمكن أن نرى صور الأشخاص وهم يضعون أيديهم داخل ملابسهم مثل مخترع الأسلحة الأمريكي صاموئيل كولت (1814م – 1862م)، ومؤلف البيان الشيوعي كارل ماركس (1818م – 1883م). لكن التوجه بدأ بالانحسار في القرن التاسع عشر. ومع ذلك، يمكن أن تجد بعض الشخصيات في القرن العشرين ممن استخدمت وضعية التصوير هذه، مثل جوزيف ستالين (1878م – 1953م).

 

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى