يعتبر متنزه البيضاء في المدينة المنورة مقصدا سياحيا للزوار والسياح والحجاج، كون المتنزه يقع في منطقة حوضية جبلية جميلة التكوين، فهو يقع ضمن السلسلة الجبلية التابعة لجبال الحجاز ذات الصخور النارية والمتحولة والجرانيتية. ويقع متنزه البيضاء شمال غرب المسجد النبوي الشريف على بعد 20 كلم من المدينة تقريبا، ويُعتبر الرئة التنفسية لأهل المدينة.
ولعل شهرة متنزه البيضاء لم ترتبط فقط بموقعه المميز، بل إن وادي الجن الواقع على الطريق لمتنزه البيضاء أكسب المتنزه شهرة كبيرة وسُمعة ذاع صيتها بين المواطنين والزوار والسياح! فبمجرد أن تسأل عن وادي الجن سُرعان ما تأتيك قصص رجوع السيارات لوحدها عكس الاتجاه الطبيعي وتحرك الماء المسكوب إلى المنطقة المرتفعة وليست المنخفضة، تماما كما تتحرك السيارات لوحدها! ما يُعطي ضربة كبيرة لقوانين الفيزياء التي تُفيد أن الجسم يتحرك حركة حرة من أعلى لأسفل ومن المكان المرتفع إلى المنخفض وليس العكس! فما هو السبب الحقيقي لهذه الظواهر الغريبة؟
تفسيرات الجاذبية العكسية في وادي الجن
العديد من التفسيرات تناقلها الناس حول الظواهر الغريبة في وادي الجن بمتنزه البيضاء في المدينة المنورة، وكان معظمها تفسيرات غير منطقية تهدف إلى الترويج لزيارة المكان لأهداف مادية بحتة. إذ يزعم بعض السماسرة وسائقي السيارات والباصات أن المكان أي وادي الجن مرتبط بسيرة النبي محمد “صلى الله عليه وسلم”، لذلك ارتبطت به هذه الظواهر، وذلك من أجل خداع السياح والحجاج وتشجيعهم على زيارة المكان مقابل قيمة مالية معينة. البعض الآخر يعتقد أن قوى خارقة فوق طبيعية هي المسؤولة عن هذه الظاهرة مدّعين أنهم يسمعون أصواتا خلال الليل تدعوهم للرحيل من المكان وأنهم لا ينتمون له!
لكن الرأي العلمي الصريح والأقرب للصواب حول معاكسة الجاذبية الأرضية لقوانين الفيزياء في منطقة وادي الجن مرتبط بالتلال المغناطيسية. فالتلال المغناطيسية هي تشكلات طبيعية تتواجد في بعض الأماكن بالعالم يختلف فيها سلوك الجاذبية الأرضية عن المعهود. حيث تسير السيارات وتتجه المياه من المكان المنخفض للمرتفع والمنطقي هو العكس!
وتتواجد هذه التلال في بعض الأماكن بالوطن العربي كالأردن ولبنان والمملكة العربية السعودية. ويقع وادي الجن على تلة مغناطيسية تمتد على مسافة 4 كلم، خلال هذه المسافة تجد أن السلوك الفيزيائي الطبيعي ينقلب رأسا على عقب. أما عن سبب تشكل التلال المغناطيسية، فلا يزال هذا السبب مجهولا من قبل علماء الفيزياء حتى اللحظة.
ويُشير الخبراء إلى أن ظاهرة الجاذبية العكسية ليست مقتصرة فقط على وادي الجن في المدينة المنورة، بل أيضا تتواجد ببعض المناطق الجنوبية من عسير ونجران لاحتواء تلك المناطق على تشكلات جبلية وصخرية لها صفات مغناطيسية.
وبسبب هذه الظاهرة المثيرة، تزدحم الطريق الرئيسية المؤدية إلى متنزه البيضاء بعشرات السيارات التي ترجل منها أصحابها للحكم على صدق الرواية الغريبة. ويتخوف الناس من خطورة تسبب هذه التجمعات لحوادث طرق مؤسفة مطالبين الجهات الخاصة بالتدخل ونشر دوريات بالمكان لتنظيم حركة السير ومنع التوقف الغير مبرر.
مقاطع فيديو حول ظاهرة الجاذبية العكسية في وادي الجن
المصادر