يُقدّر عدد رفات البشر المدفونة تحت الأرض بحوالي 100 مليار، وبشكل غير مفاجئ فهذا يعني أن هناك تناقصًا مستمرًا بمساحات الأراضي المهيّأة لاستقبال الموتى. فيجري العمل على أفكار جديدة تحل هذه الأزمة، فبدأ التوجه نحو بناء المقابر في أبراج مرتفعة، بحيث تأخذ شكلًا مختلفًا عما هو معهود، وذلك بأن تأتي في مبانٍ طولية. “Necrópole Ecumênica” هي أطول مقبرة في العالم، تقع في سانتوس، البرازيل.
هذه المقبرة لم تكن كذلك، فحين افتتحها “بيبي ألتسوت” عام 1983، فقد كانت مجرد بناء صغير، لكن مع ازدياد الطلب على قبور مرتفعة عن الأرض، ذات إطلالة جميلة، أدّى ذلك لتوسعها، إلى أن أصبحت أطول مقبرة في العالم. اليوم يصل ارتفاعها لـ 108 متر، يوجد بداخلها 25 ألف قبر، وتضم العديد من الغرف، والأقبية، وحديقة الطاووس، وشلال صغير، ومطعم للوجبات الخفيفة فوق السطح.
وتعد هذه المقبرة من أكثر المعالم زيارة في سانتوس، ولها شعبية كبيرة بين السياح، ويرجع ذلك لكونها أطول مقبرة على وجه الأرض. يقصدها السياح من جميع أنحاء العالم.
شراء قبر في هذه المقبرة ليس أمرًا سهلًا، فيكلّف ذلك الكثير من الأموال، حيث يرغب كثيرون بشراء القبور المطلة على مناظر جميلة، وهو ما يؤدّي لاختلاف السعر من قبر لآخر. وكلما كان القبر في الطوابق المرتفعة كلما زاد سعره، حيث يعتقد من يقبلون على شراء هذه القبور أنهم أصبحوا أكثر قربًا من الجنة!!
يضم كل طابق 150 قبرًا، كل منها مجهزة بنظام تهوية، وتتسع لـ 6 جثث. يستغرق تحلل جثة الميت 3 سنوات، حيث يمكن لعائلة المتوفى استخراج الرفات، ونقلها إلى مكان آخر في المقبرة.
وهنا ربما تتساءل، لماذا يتم نقل رفات المتوفى؟ حسنًا، تبلغ قيمة إيجار الدفن في قبر بإطلالة جميلة لمدة 3 سنوات ما يتراوح بين 5900 – 21000 دولار (22126 – 78755 ريال). وقد تزداد قيمة الإيجار أكثر بكثير عن ذلك، خلال السنوات القليلة القادمة. توجد خيارات مختلفة في هذه المقبرة، مثل مدافن خاصة للعائلة مع غرف تذكارية، ويكلّف ذلك 54000 دولار (202513 ريال). هذه المقبرة ليست الأولى من نوعها، ففي تايوان يعد الدفن في مقابر مرتفعة تقليدًا قديمًا، وكذلك في الهند.