يحرص كثير منا على توثيق لحظات خاصة جدًا من حياته، سواء بالصورة أو بالكلمة. لكن هل تصدق أن هناك من وثّق كل ثانية من حياته في مذكرات؟ روبيرت شيلدز الأمر مختلف لديه، فقد دوّن كل لحظاته على مدى 25 عامًا!
روبيرت شيلدز.. صاحب الرقم القياسي لأطول مذكرات في العالم
بدأ شيلدز بهذا التقليد منذ عام 1972، حيث كان يقضي 4 ساعات يوميًا على الآلة الكاتبة لتدوين كل حدث مر معه حتى أنه سجّل تفاصيل نومه، ووفقًا لبعض أقاربه فلم يكن وقت نومه يتجاوز الساعتين والنصف يوميًا، هذا ربما ما جعله يتذكر أحلامه ويوثقها بنجاح.
استمر هوس شيلدز في توثيق لحظاته في مجلة مذكرات لعقدين من الزمان حتى أُصيب بسكتة دماغية عام 1997 شلّت قدرته على الطباعة. وقد كانت محصلة كلمات مذكراته 37.5 مليون كلمة. وقد كان عدد الأوراق كثيرًا لدرجة أنها ملأت 80 صندوقًا، وقد تم التبرع بها إلى أرشيف المخطوطات في جامعة ولاية واشنطن.
ومن المثير أن شيلدز أضاف إلى مذكراته بعضًا من شعر أنفه، في حال أن الباحثين أرادوا دراسة الحمض النووي له مستقبلًا، لمعرفة إن كان هناك شيء ليس على ما يرام معه!
حالة مرضية قد تكون السبب
وكتفسير لحالته، يُعتقد أن شيلدز عانى من “الهايبرغرافيا” وهي كلمة علمية تشير إلى الرغبة الشديدة في الكتابة. وبعد وفاته عام 2007، قال أقاربه أنه لم يترك شيئًا إلا وقد كتب عنه، كذهابه إلى البقالة، وأسعار الأشياء التي قام بشرائها، حتى أنه وصل عدد الكلمات في إحدى السنوات العامرة بالأحداث من رحلات وسفر إلى 3 ملايين كلمة.
هايبرغرافيا هي واحدة من الحالات الغريبة غير الطبيعية والتي يشخصّها البعض على أنها نوبة صرع الفص الصدغي في الدماغ. لكن يشعر معظم من كانت لديهم تلك الرغبة والقدرة على الكتابة بالرضا، بل قام بعض من عانوا منها بتحويلها إلى مهنة، مثل: المؤلف والشاعر الأمريكي إدغار ألان بو، والكاتب الروسي الكبير فيودور دوستويفسكي.
وقد تكون حالة شيلدز متناقلة بالوارثة، حيث كان والده بطل الطباعة السريعة، فقد كانت لديه القدرة على طباعة خطاب جيتيسبيرج –خطاب ألقاه أبراهام لنكولن ويعد أهم الخطابات في التاريخ الأمريكي- في 222 كلمة في دقيقة واحدة. قد تجد أجزاء من كتابات شيلدز على الإنترنت، على الرغم من أنه أوصى بعد التبرع بمذكراته بوجوب مرور 50 عامًا قبل أن يتم نشرها للعامة.