القدرة على التعلم هي من أهم المهارات التي يملكها الإنسان، ونحن بحاجة للحفاظ على ما نتعلمه ونتذكره دائماً. ويقول بيتر براون وهنري روديجر، ومارك مكدانيل وهم من أساتذة علم النفس في جامعة واشنطن في سانت لويس في كتابهم “Make It Stick: The Science of Successful Learning” “العلم للتعلم الناجح”: “إذا كنت جيدًا في التعلم، فإن لديك ميزة في الحياة. ولكن تعلم شيء هو أن تكون قادر على تذكره بعد ذلك”. للأسف، الكثير من تقنيات التعلم في المدارس لا تساعدنا على تذكر ما تعلمناه على المدى الطويل. وهنا مجموعة من مهارات الذاكرة والنصائح المهمة من هذا الكتاب لتصبح أكثر ذكاء عن طريق تذكر ما قُمت بتعلمه سابقاً.
مهارات الذاكرة لتصبح أكثر ذكاء
استرجاع المعلومات من الذاكرة
عندما تحاول تذكر فكرة أو أسلوب أو تقنية من الذاكرة فهي وسيلة فعالة لتنشيط عقلك وتقوية المسارات العصبية المرتبطة مع مفهوم معين، بعكس تقنية تسليط الضوء على هذه الفكرة من دون العودة إلى الذاكرة بشكل عميق.
ربط الأفكار الجديدة إلى ما تعرفه بالفعل
إن ترابط الذكريات والتخيل يعملان معاً، فإذا أخذت معلومة وقمت بربطها بشيء تعرفه فعلاً إما موجود في عقلك أو تخيلته؛ فإنه يكون من السهل أن تتذكر تلك المعلومة الجديدة، علماً أن عملية الربط تكون في عقلنا الباطن بدون أن نشعر أو نتحكم بها.
على سبيل المثال، إذا كنت في حصة الفيزياء وتحاول فهم عملية نقل الحرارة، في محاولة لربط المفهوم بخبراتك في الحياة الواقعية، فمن الممكن من خلال تخيل كيف يمكن لكوب من القهوة الدافئة أن يشتت الحرارة إلى يديك.
محاولة الإجابة بنفسك قبل أن تحصل عليها
عندما تحاول الإجابة عن شيء قبل أن يُعطى لك، هذا مفهوم يطلق عليه “التوليد”، وهو وسيلة جيدة من خلال الخوض في المجهول أولاً والحيرة في ذلك، لكي تحصل على تعلم أفضل وتتذكره بعد ذلك بشكل أسرع مما لو شخص آخر منحك هذه الإجابة دون تعب.
فن الاستذكار
ويحدث هذا الأمر عندما تستخدم اختصارات أو صور أو أدوات أخرى لتذكر شئ معين. حيث يقول الكتاب “أساليب تقوية الذاكرة ليست أدوات للتعلم بحد ذاتها، ولكنها مفيدة لخلق هياكل عقلية تجعل من السهل استرداد ما تعلمته مسبقاً”.
المعايرة (أعرف ما لا تعرفه)
المعايرة ببساطة هي أسلوب لإزالة الأوهام وضبط حكمك على شيء معين والتأكد منه بشكل أفضل. وهذا أمر ضروري لأننا جميعاً نعاني من “الأوهام المعرفية”، ونعتقد أننا نفهم كل شيء، ولكننا في الواقع ليس كذلك. فمن الأفضل التأكد دائماً من المعلومات التي تلقينها من مصادر مختلفة وعدم اعتمادها في أذهاننا والاكتفاء بها دون التحقق منها، للمساعدة في تحديد تلك البقع العمياء التي تؤثر على فهمنا لموضوع معين.
تقييم ما حدث
يتم هذا الأمر عن طريق أخذ لحظات قليلة في مراجعة وتدقيق وتقييم ما حدث مسبقاً على سبيل المثال في مشروع أو اجتماع، وتوجيه الأسئلة إلى نفسك حول هذا العمل. حيث وجد باحثون كلية هارفارد أن عملية التقييم الذاتية مفيدة جداً، إذ إنه بعد تجربة هذه العملية، فقد زاد الأداء بنسبة 23% لمجموعة واحدة من الموظفين.