يرى البعض بأن فكرة الذهاب إلى النوم مع الاستماع إلى أصوات الضجيج تُؤدي إلى نوم أفضل! هل هذا صحيح؟ حسنًا، قد يبدو الأمر من الوهلة الأولى شيء غير منطقي، لكن إذا جربت إحداث بعض الضوضاء قبل النوم، فإنك ستستمتع بأحلام سعيدة!
لماذا هناك أشخاص لا يستطيعون النوم إلا في وجود ضجيج؟
يُقسم بعض الناس إنهم لا يقدرون على النوم دون تشغيل المروحة، وتبيع الشركات أجهزة الضجيج لمساعدتك على الاستمتاع بنوم مريح. السؤال هنا: ماذا يحدث في أدمغتنا وآذاننا؟ الجواب باختصار: الضجيج الأبيض هو الأفضل، على الأقل لبعض الناس.
يُعرف الضجيج الأبيض تقنيًا بأنه ضجيج مستمر ينجم عن اجتماع جميع الترددات الصوتية المسموعة بتساوٍ. إذا افترضنا أنك موسيقي، عندما تعزف نوتة (سي) متوسطة، فأنت تستخدم ترددًا يقارب 261.6 هرتز. الضجيج الأبيض هو مقدار متساوٍ من كل الترددات، من الترددات المنخفضة إلى الترددات الأعلى ضمن مجال سمع الإنسان. للحفاظ على استمرار الأنالوجيا الموسيقية (التشابه الموسيقي)، تعزف فرقة كبيرة نوتات مختلفةً قليلًا. (الآلات التي تبلغ ذروة أدائها، كما في المروحة، هي الأفضل لعزف هذه النوتات).
عندما يوقظك ضجيج ما في الليل، فإن الضجيج ذاته لم يوقظك، لكن التغير المفاجئ أو التضارب الصوتي هو المسؤول عن ذلك. يخلق الضجيج الأبيض تأثير الإخفاء، إذ يخفي التغيرات المفاجئة التي تقلق النوم الخفيف، أو تزعج من يوشكون على النوم.
لكن الأمر ليس دائمًا بهذه البساطة
فهناك ما يُسمى الضجيج الزهري، وهنا تدخل حسابات رياضية معقدة نوعًا ما. الضجيج الزهري ضجيجٌ أبيض في الأساس لكن تنخفض فيه الترددات العالية. يملك الضجيج الأبيض قوةً متساويةً في جميع الترددات، أما الضجيج الزهري فيكون أعلى وأقوى في النهايات السفلية من طيف الأصوات.
قد يساعد هذا من يشكون الطنين، أو ينزعجون من الدرجات الصوتية الأعلى في الضّجيج الأَبيض. لا تتوقف شجرة عائلة الضجيج هنا، فبتعديل الترددات التي تنخفض حدتها أو تزداد، نحصل على ضجيج براو، والضجيج البنفسجي، والكثير من الألوان الأخرى، إذ يفضل الناس أصواتًا مختلفة.