اليوم، ومع تقدم التكنولوجيا أصبح هناك أشكال متعددة من المنبهات، من المنبه العادي في الساعات إلى الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية، وهذا ما سهل علينا ضبط أكثر من منبه في أكثر من وقت، وتركه يرن بالصوت الذي نرغب، والمدة التي نضبطه عليها.
لكن كيف كانت الحياة قبل أن يُخترع أول منبه عام 1787؟ في الحقيقة فقد كان للناس طُرقهم الخاصة للقيام بهذه المُهمة.
كيف كان يستيقظ البشر من نومهم قبل اختراع المنبّه؟
السيطرة على التبول
كانت هذه هي إحدى الحيل الذكية التي استخدمت قديماً للتحكم في النوم، فقد اعتمد المحاربون القدامى في الأميركتين على مثاناتهم للقيام بمهمة إيقاظهم مبكراً. وتم ذلك عن طريق تحديد كمية المياه التي يشربونها قبل النوم، والوقت الذي تستغرقه في العمليات الحيوية داخل الجسم، إلى أن تتحول إلى صورة بول وتخزن في المثانة، وصولاً إلى ظهور الحاجة للتبول.
مع تكرار هذه التجربة، توصل هؤلاء المحاربون إلى معرفة فرق التوقيت بين كمية مياه الشرب ونداء المثانة لإخراجها من الجسم، وأصبحت هذه الطريقة تستخدم ليس فقط بين المحاربين بل بين سكان الأميركتين لفترة طويلة.
الساعة المائية
تم استخدام الساعات المائية بواسطة أقدم الحضارات منذ آلاف السنين. كان يتم توزيع مستويات مُعنية من المياه في هذه الآلة، وبأسلوب ميكانيكي مُعين يتم نقل الماء من قارورة لأخرى بشكل مُنتظم، وعند الوصول إلى المستوى المطلوب، يتم ضرب إنذار التنبيه.
الشمع
أحد الأفكار البسيطة التي كان يعتمد عليها الناس في التحكم في مدة نومهم، هي “المنبه الشمعة”، وفكرة عمله كانت بسيطة جداً، تتم عن طريق تثبيت مجموعة من المسامير في شمعة، ووضعها فوق إناء أو حامل معدني، وعندما تبدأ الشمعة في الذوبان، تسقط المسامير على الإناء المعدني وتحدث صوتاً كافياً لإيقاظ الشخص النائم بجوارها.
أجراس المصانع
قديماً كان نداء المصانع من الصعب تفويته، فأبواق المصانع تدل أنك في حاجة إلى أن تستيقظ لكسب الرزق.
وكان على رأس المستفيدين من هذا المنبه المجاني من يسكنون بالقرب من المصانع، إذ كانت هذه المصانع تُطلق صفارات الاستيقاظ بعد شروق الشمس كل يوم كنوع من النداء للعمال، الذين كانوا يسكنون المنازل المجاورة على الأغلب. وقد ظهرت هذه الفكرة بعد الثورة الصناعية في أوروبا في نهاية القرن الثامن عشر.
المُوقظ
على الرغم من أن أول منبه ظهر عام 1787، إلا أنه كان من الصعب على العمال الذين يكسبون المال القليل شراءه لأنه بالنسبة لهم كان باهظ الثمن، لذلك ظهرت الحاجة لشخص يُطلق عليه اسم المُوقظ، وهو الذي كان يطرق النوافذ كل صباح حتى يستيقظ أصحاب المنزل ويذهبون للعمل.
كان المُوقظ يتقاضى ما يقرب من 6 بنسات (الجنيه الإسترليني يحتوي على 100 بنس) أسبوعياً من كل زبون، وكان هذا الشخص يحمل عصا طويلة بآخرها عقدة دائرية مكتنزة يطرق بها على النوافذ في الصباح، وفي حال كانت النافذة بعيدة أو في مكان عال كان المُوقظ يستخدم حبات البازلاء الجافة ويقذفها نحو النوافذ.
يُذكر بأن هذه المهنة ظهرت بالتزامن مع بدء الثورة الصناعية في أوروبا، فلولاها لكان من الممكن أن يتغيب الكثير من العمال عن عملهم في الصباح، واستمرت مهنة المُوقظ في بريطانيا وأميركا حتى عام 1970.