حكام ديكتاتوريين لم نسمع عنهم كثيرًا “جزء 2”

تعرّفنا في الجزء السابق على حكام ديكتاتوريين لم ينالوا شهرة كبيرة على الرغم من أعمالهم الوحشية أمثال ميشيل ميكومبيرو ديكتاتور بوروندي، وفرانسيسكو سولانو لوبيز ديكتاتور الباراغوي، وغيرهم الكثير. وفي هذا الجزء نتعرّف على قائمة جديدة من حكام ديكتاتوريين لا نسمع عنهم كثيرًا.

 

يحيى خان، (باكستان، 1969م – 1971م)

قام الجنرال الباكستاني، والمحارب في الجيش البريطاني خلال الحرب العالمية الثانية بحل الحكومة، وفرض الأحكام العرفية عام 1969م. وبعد عامين فقد سيطرته، فقد انفصل شرق باكستان ليصبح بنجلاديش، كما خسرت باكستان حربًا أخرى مع الهند. كان خان سببًا في الذبح الجماعي لحوالي نصف مليون بنجالي وأقليات أخرى في الهند.

في مارس عام 1971م، أمر خان جيشه بالقضاء على الحركة الانفصالية في شرق باكستان. استهدفت هذه العملية القوميين البنجاليين والمفكرين، وتسببت بهجرة 10 ملايين لاجئ، ما أقنع الهند بالتدخل في الحرب الأهلية في باكستان. وهو ما مهّد لاستقلال بنجلاديش في العام الذي تبعه.

وفي اجتماع رفيع المستوى في فبراير عام 1971م قال خان أنه يجب قتل 3 ملايين منهم، في إشارة للانفصاليين وداعميهم.  في نهاية ذلك العام، وصل عدد القتلى لمئات الآلاف، وقد خُلع خان من منصبه، وأُرسل إلى منفاه الداخلي، وتُوفي في باكستان عام 1980م.

 

خورخه رفائيل فيديلا، (الأرجنتين، 1976م – 1981م)

تولّى الضابط العسكري حكم الأرجنتين خلال انقلاب عسكري عام 1976م. وفي تلك الفترة عانت البلاد من الحكومة الفاسدة، والاقتصاد المتداعي، وهجمات العصابات، وفرق الموت. فكان لدى الأرجنتينيين أمل في أن يصلح فيديلا أحوالهم وينهي العنف.

عمل خورخه على إعادة النمو الاقتصادي من خلال إصلاحات في السوق الحرة، لكنه أغلق المحاكم، وأعطى السلطات التشريعية للجنة مكونة من 9 عسكريين. وخلال هذه الفترة ساءت الأحوال، وتعرّض الآلاف للخطف والاعتقال، من بينهم المفكرون والصحافيون والمعلمون.

وتقول المصادر الرسمية بأنه خلال حكم فيديلا قُتل 9 آلاف شخص، لكن مصادر أخرى تقول أن أعداد القتلى تتراوح بين 15 ألف إلى 30 ألف قتيل. في عام 1985م حُكم على خورخه بالسجن المؤبد، لكن حصل على عفو عام 1990م. وتمت إعادة محاكمته عام 2010م، وحصل على حكم آخر بالسجن مدى الحياة، وتُوفي في السجن عام 2013م.

 

فرانسيسكو ماسياس نغيما، (غينيا الاستوائية، 1968م – 1979م)

هو أول رئيس لغينيا الاستوائية وكان مصابًا بجنون العظمة، لدرجة أنه أعلن نفسه قائدًا مدى الحياة، أبقى الكثير من الكنز الوطني في حقيبته تحت سرير نومه، وقتل أو نفى ما يُقدَّر بثلث سكان المستعمرة الإسبانية السابقة أي حوالي 300 ألف شخص.

وقد فرض برامج العمل القسري، حتى أن أحد الزوار وصف غينيا الاستوائية بمعسكر اعتقال في أفريقيا. وقد أُعدم نغيما بعد أن أطاح به ابن أخيه “تيودورو أوبيانج” في انقلاب عام 1979م.

 

تيودورو أوبيانج، (غينيا الاستوائية، 1979م – إلى الآن)

أطاح أوبيانج بعمه نغيما أول رئيس لغينيا الاستوائية عام 1979م. في عام 1995م اكتُشف النفط في غينيا الاستوائية فكانت فرصة لأوبيانج لإثراء نفسه أكثر. وتعتبر غينيا الاستوائية في مؤخرة الدول في مؤشر التنمية البشرية، وقد مولّت مواردها أحد أكثر الأنظمة القمعية في العالم. وتُتهم حكومة أوبيانج بتعذيب المعارضين، وحظر كل أشكال التعبير السياسي.

 

محمد سياد بري، (الصومال، 1969م – 1991م)

ارتكب الديكتاتور الاشتراكي محمد سياد بري خطأ كارثيًا حين اقتحم إقليم أوغادين ذات الأغلبية الصومالية في إثيوبيا عام 1977م. وقد أقنع غزو إثيوبيا الاتحاد السوفييتي لسحب دعمه لحكومة بري. وبعد فشل الغزو لإثيوبيا، استمر بري في حكم الصومال 13 عامًا. أما إرثه الكارثي فكان دخول الصومال في حرب أهلية عام 1991م، والتي أبقت البلاد في فوضى لمدة عامين.

 

رادوفان كارادتيش، (جمهورية صرب البوسنة، 1992م – 1996م)

وهو رئيس جمهورية صرب البوسنة، والتي كانت جزءًا من جمهورية البوسنة والهرسك. قام كارادتيش بحملة تطهير عرقي كبيرة ضد مسلمي البوسنة، والتي شملت أسوأ انتهاكات حقوق الإنسان التي تُرتكب على الأراضي الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية. ويُعتقد أنه المسئول عن مجزرة سربرينتسا في يوليو عام 1995م، والتي قتل فيها الصرب أكثر من 8 آلاف بوسني في غضون ثلاثة أيام!!

ذهب للاختباء، بعد انتهاء الحرب الأهلية في البوسنة، وأصبح خبيرًا صحيًا في مجال الطب التجانسي تحت اسم مستعار، وبدأ بكتابة المقالات حول الشفاء. أُلقي القبض عليه في صربيا، وتم إرساله لمحكمة الجنايات الدولية في لاهاي حيث يواجه اتهامات بقيامه بجرائم ضد الإنسانية.

 

ثيودور سينديكوبوابو، (أبريل 1994م، يوليو 1994م)

هو رئيس رواندا المؤقت خلال فترة التطهير العرقي التي شهدتها البلاد، وقد كان خلفًا للرئيس جوفينال هابياريمانا الذي أُسقطت طائرته في 6 أبريل عام 1994م. وقد اتُهمت الحكومة السابقة التي كان يرأسها بذبح 800 ألف شخص. وفي محاولة منه لوقف حمام الدم وعد في 20 أبريل عام 1994م بإرسال الجنود لوقف قتل التوتسي الذين كانوا متحصنين في كنيسة محلية. لكنه بعد ذلك فرّ إلى زائير، بعد اقتحام قوات الرئيس الحالي بول كاجامي البلاد في الأيام الأخيرة من فترة التطهير العرقي، وقد تُوفي في منفاه عام 1998م.

 

ثان شوي، (ميانمار، 1992م – 2011م)

كان زعيم المجلس العسكري في ميانمار، وكان يواجه انتقادات من الدول الغربية حول انتهاكات حقوق الإنسان. ويُقال أن أكثر من مليون شخص قد أُرسل إلى معسكرات العمل فترة حكمه. لم تكن في البلاد حرية التعبير، ولم يكن امتلاك الحاسوب، أو الفاكس قانونيًا، وأي أحد يتحدث إلى الصحافة الأجنبية كان يُعرّض نفسه للتعذيب والاعتقال. وعلى الرغم من أنه تنحى عام 2011م، إلا أن تقارير لـ “وول ستريت جورنال” قالت بأنه لا يزال له نفوذ كبير من خلف الكواليس.

 

أسياس فورقي، (1991م، حتى الآن)

نالت إريتريا استقلالها من إثيوبيا عام 1991م، بعد أن ناضل الزعيم أفورقي ضد النظام الشيوعي الوحشي لإثيوبيا. وبعد 25 عامًا، أسس أفورقي واحدة من أكثر الديكتاتوريات إرهابًا. تحتفظ الحكومة الإريترية بشبكة من معسكرات السجون الوحشية السرية، كما أنها تجنّد مواطني الدولة في الخدمة العسكرية لأجل غير مسمى.

وقد أدى ذلك لفرار حوالي 380 ألف شخص من عدد السكان البالغ عددهم أقل من 7 ملايين. كما دخلت سياسته الخارجية في إشكالية إلى حد ما. وقد دخل في صراع مع إثيوبيا بسبب مشاكل على ترسيم الحدود بين البلدين عام 1998م، مع تحمل أفورقي المسئولية في مقتل 100 ألف شخص. وتخضع إريتريا لعقوبات من الأمم المتحدة، بسبب ادعاءات بدعمها لحركة شباب المجاهدين الصومالية في صراعها مع الجيش الإثيوبي.

 

يحيى جامع، (غامبيا، 1996م، إلى الآن)

بنى رئيس غامبيا واحدة من أكثر الدول القمعية في العالم، استخدم جامع الاعتقالات التعسفية والتعذيب كوسائل مفضلة لبسط السيطرة. واليوم، يفرّ سكان غامبيا بأعداد كبيرة خارج البلاد. وعلى الرغم من أن عدد سكانها 1.8 مليون نسمة فقط، إلا أن غامبيا من بين النقاط العشرة الأكثر شيوعًا للمهاجرين الذين يحاولون عبور البحر المتوسط للوصول إلى أوروبا.

المصدر

Exit mobile version