لماذا وكيف يقوم المحار بإنتاج اللؤلؤ؟

الدافع وراء تكوين المحار للؤلؤ..

يقوم المحار بتكوين وإنتاج اللؤلؤ كردة فعل دفاعية ضد الأجسام الغريبة. إذ تبدأ العملية عندما يدخل أي جسم غريب إلى داخل المحارة مثل الرمل أو أجسام طفيلية، حيث تشق هذه الأجسام الغريبة طريقها إلى العباءة، وهي الطبقة التي تحمي الأعضاء الداخلية في المحار.

فعندما تستشعر المحارة الخطر واقتراب التهديد المحتمل من العباءة، يتم إفراز مادة تسمى “الصدف” وأيضا تسمى “اللؤلؤة”، وهي نفس المادة التي تُغطي الجزء الداخلي من القشرة. كما أن الأضرار الخارجية التي قد تُصيب القذيفة نفسها تؤدي إلى نفس نوع الاستجابة لإصلاح الضرر.

طريقة تكوين المحار للؤلؤ

يتكون الصدف أو اللؤلؤة من كربونات الكالسيوم المتبلورة على شكل الأرجونيت المعدنية أو الكالسيت، وبروتينات هي conchin و perlucin والتي تُكون مادة تُعرف باسم conchiolin “كونكيولين”، وهي مادة عضوية قشرية صلبة لها نفس وظيفة الغراء الذي يجمع الطبقات معا. أما مادة الأرجونيت المعدنية فلديها بٌنية الكريستال، ومادة “كونكيولين” مادة مسامية. واجتماع هذه المواد معا يُكون اللؤلؤ ذو الطبيعة المضيئة اللامعة والقريبة للشفافية.

مع مرور الوقت، فإن المحار يُضيف طبقات عديدة من الصدف إلى الجسم الغريب ويُكون حوله جدار يفصله عن المحار نفسه، حيث تتشكل اللؤلؤة على شكل الجسم الغازي كونه عامل مساهم في تشكيل الشكل النهائي للؤلؤ. وتتخذ اللآلئ في النهاية أشكالا مختلفة، فمنها الكروي ومنها على شكل أزرار أو كمثرية الشكل أو غير منتظمة الأشكال.

وتعتبر مراحل تكوين اللؤلؤ داخل المحارة متشابهة في كلا الحالتين: إنشاء اللؤلؤ طبيعيا أو زراعته، وللتفريق بين كلال الحالتين يتم إجراء اختبار الأشعة السينية لتحديد إن كان اللؤلؤ زُرع أو نما بشكل طبيعي. فعادة ما تحتوي اللآلئ الطبيعية على نوى مجهرية تظهر فيها حلقات النمو متحدة في المركز، أما اللآلئ المزروعة فتظهر داخلها نواة صلبة. من هنا نستنتج السبب في كون اللآلئ الطبيعية أكثر تكلفة عدى عن كونها نادرة.

وعادة ما يقوم تجار اللؤلؤ بزراعته داخل المحارات بعد تربيتها لمدة عامين أو ثلاثة أعوام في أقفاص معلقة في المياه ومناسبة لحفظ المحار بحالة مزدهرة وجيدة، وعند وصول المحار لمرحلة النضج، فإنه يُستعمل لزراعة اللؤلؤ وإنتاجه.

زراعة لؤلؤ الماء المالح

عادة ما يقوم المزارعين بزراعة اللؤلؤ في المياه المالحة، وذلك عبر وضع عرق اللؤلؤ (صدف اللؤلؤ، وهي المادة الصلبة التي تشكل بطانة بعض الأصداف) داخل نسيج المحار ثم وضع المحار في أقفاص مغلقة بالخلجان المحمية وتركها لفترة تكون اللؤلؤ (3-4 سنوات). وبعد أن يتم حصد المحار من الخلجان، يُوضع في مكان مظلم لمدة نصف ساعة، ثُم تفتح بعناية كبيرة لتجنب إفساد الصدفة الخارجية وتخريب اللؤلؤ في الداخل وقتل المحار. وبعد أن يتم إزالة اللؤلؤ، تُترك المحارات لمدة ستة أسابيع للتعافي تماما من عملية نزع اللؤلؤ من بطانتها الداخلية.

في النهاية، فإن عملية تكوين اللؤلؤ هي عملية معقدة وتمر بمراحل عديدة، وتجد المحارات في هذه الطريقة وسيلة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم أو تهديد خارجي، ونحن نجد في هذه الطريقة وسيلة ناجحة في تحقيق الربح عبر صنع المجوهرات التي تختلف قيمتها حسب نوع اللؤلؤ المستعمل.

 

المصدر

اقرأ أيضا:

فنان ياباني يحول اللؤلؤ إلى جماجم مصغرة!

Exit mobile version