لماذا يتم إطلاق صواريخ الفضاء من مناطق قرب خط الاستواء؟

ينطوي اختيار موقع إطلاق صواريخ الفضاء ، كما هو متوقع، على دراسة وتحليل عديد من المتغيرات. وتكمن أهم مخاوف مهندسي وعلماء الفضاء في التأكد من أن القمر الصناعي سيحصل على أكبر دفعةٍ طبيعيةٍ ممكنة إبان صعوده الأوَّلي.

لكن هل فكرة إطلاق صواريخ الفضاء من مناطق تقع بالقرب من خط الاستواء تدعم نفس هذا التفسير؟

لماذا يتم إطلاق صواريخ الفضاء من مناطق قرب خط الاستواء؟

تدور الأرض حول الشمس بسرعة تبلغ 108 آلاف كم/الساعة، وهنا يتضح بشدةٍ أن كوكبنا يدور بسرعةٍ كبيرة حول الشمس.

وعند إطلاق الصاروخ في اتجاه حركة الكوكب نفسه، يحصل على دفعةٍ أولية جيدة.

الحركة الأخرى التي يقوم بها كوكبنا هي الدوران باستمرارٍ حول محوره. ومن المثير للاهتمام أن سرعة الدوران تلك تختلف من مكانٍ إلى آخر على سطح الكوكب. إذ تصل إلى حدها الأقصى في المناطق القريبة من خط الاستواء (متوسط السرعة الاستوائية: 1.674 كم/الساعة)، ولكن لا وجود لها تقريباً في المناطق القطبية.

ومن السهل أن تلاحظ أن غالبية مواقع الإطلاق تقع بالقرب من خط الاستواء.

وهذا لأن الصواريخ التي تطلق من مواقع قرب خط الاستواء تحظى بدفعةٍ طبيعيةٍ إضافية، تساعد في توفير نفقات الوقود والمعززات الإضافية.

والسبب الآخر لإطلاق الصواريخ من مواقع قريبة لخط الاستواء (مثل الساحل الجنوبي الشرقي للولايات المتحدة) هو أن الأقمار الصناعية التي تستهدف الوصول إلى مدارٍ جغرافيٍّ ثابت حول الأرض (مثل أقمار الاتصالات)، يجب ألا يكون لها أي ميلٍ بالنسبة لمستوى خط الاستواء.

وفي حالة حدوث العكس، سيضطرون إلى إجراء تعديلاتٍ معقدة على المسار، وحرق كثير من الوقود؛ للوصول إلى المدار المناسب.

ولاحِظ أن بعض الصواريخ لا تطلَق من مناطق استوائية، مثل الصواريخ التي تسعى إلى الوصول لمدارٍ قطبي حول الأرض، وهي في هذه الحالة لا تحتاج الدفعة الطبيعية الناجمة عن دوران الأرض، لأنها تنطلق شمالاً أو جنوباً.

 

المصدر

Exit mobile version