تعتبر ملصقات الرجال والنساء في دورات المياه من المفاهيم والرموز الشعبية التي لاقت فهما عالميا كبيرا على اختلاف الثقافات واللغات والحضارات، فيمكنك ببساطة دخول الحمام المناسب في أي دولة كانت بمجرد تعرفك على الملصق وما يعود عليه، فكيف بدأ استخدام هذه الملصقات في دورات المياه وأصبحت بهذه العالمية؟
بدايات استعمال الصور التوضيحية
تاريخيا، بدأ استعمال الصور التوضيحية الدولية في فيينا عام 1924م، فقد كان المتحف الاجتماعي والاقتصادي يبحث عن طريقة لتوصيل البيانات بطريقة يمكن فهمها بسهولة من قبل كل زائر على اختلاف ثقافته ولغته، فحلّت الصور التوضيحية محل الأرقام، وسُميت هذه الطريقة حينها بطريقة فيينا المصورة الإحصائية. وكانت هذه الطريقة فعالة بما يكفي لأن تكتسب شعبية كبيرة في جميع أنحاء العالم، ما دفع المنظمات الحكومية ومتاحف أخرى إلى تكليف مؤسسة فيينا لإنشاء جداول ورسوم بيانية وفق الطلب! وسُمي هذا النظام في نهاية المطاف “النظام الدولي لتعليم طباعة الصور التوضيحية”، وجُمعت الصور التوضيحية في قاموس مرئي اشتمل على أكثر من 4000 رمز عالمي.
استعمال ملصقات دورات المياه
وكانت ملصقات دورات المياه من أكثر الصور التوضيحية نجاحا وشعبية، لكن الملصقات التي نعرفها اليوم لم تنتشر في العالم إلا في وقت لاحق من القرن العشرين. ففي منتصف 1960، أصبحت خطوط السكك الحديدية البريطانية أولى من تبنّت تنفيذ تصميم موحد لجميع الإشارات التابعة لها في القطارات، المحطات ودورات المياه. وتزامن هذا الأمر مع الزيادة في السياحة العالمية وانتعاش الاقتصاد والعولمة ما أكسب الإشارات والملصقات عالمية أكبر وأصبحت أهم من أي وقت مضى.
هذا الأمر جعل الولايات المتحدة تحذو حذو بريطانيا عبر اعتماد نظام علامات شامل لشبكات النقل العامة، إذ كُلِّف المعهد الأمريكي للفنون التخطيطية بتطوير مجموعة من الصور التوضيحية يُمكن استعمالها لتحديد المصاعد والسلالم المتحركة وغرف الأطفال والمراحيض العامة في جميع أنحاء البلاد. وتم تصميم 34 رمزًا من ضمن الرموز الـ50 الأكثر شهرة خلال هذه الأيام.
أما عن ملصقات الرجال والنساء لدورات المياه، فقد تم تمثيل كل رمز بدقة ووفق علامات قياسية دقيقة، حيث تم تمثيل الرجل على أساس عصا أما النساء فنفس النموذج لكن برسم تننانير للنماذج النسائية. وأصبحت هذه النماذج شعبية بين مختلف الحضارات في أوروبا وأمريكا وآسيا، حتى في الثقافات التي لا ترتدي فيها النساء تنانير ولا يرتدي فيها الرجال سراويل، يُمكن التعرف بسهولة على مرحاض الذكور ومرحاض الإناث من الملصق.
وعلى الرغم من شعبية ملصقات دورات المياه لتمييز الجنسين، إلا أن بعض الدول لا تزال تستعمل رموزها الخاصة التي تُعقِّد الزائر والسائح! ففي بولندا مثلا، يُشار إلى حمام الرجال بمثلث وحمام النساء بدائرة، وفي ليتوانيا، يُشار لحمام الرجال بهرم مقلوب وهرم قياسي لحمام النساء!
أما محليا، فيُشار إلى دورات مياه النساء في الأماكن العامة برمز يجده العديد من الأجانب والغير ناطقين بالعربية رمزا مبهما وغير مفهوما! فالرمز على شكل وجه على رأسه طرحة سوداء. بالنسبة للسعوديين والخليجيين قد لا يبدو الرمز صعبا، أما للأجانب فقد يدخل الرجال دورات مياه النساء بسبب عدم فهمهم لمعنى الصورة التوضيحية!
اقرأ أيضا: