رسائل المجموعة

يشنق ، يقتل ، يدفن ، يقبر .. [ أرضي مابتهون ]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

اعتادت  بشرى  التي لم تتعدى عامها الخامس أن تتوسد إحدى يدي والدتها لكي تخلد إلى النوم .. لكننا نراها اليوم وكل يوم لا تنام بل تظل تصارع النعاس .. حتى يغلبها في أول ساعات النهار ..
ومن ثم تصحو وهي تبكي بشكل مريب ومحزن ومخيف ( مسكينة هي بشرى ) .. إذ أنها على عكس أخاها  سامر  الذي دخل هذه الأيام في عامه العاشر ..
فهو لا ينام لأنه اعتاد على أن ينام وحده من دون أن يشعر بأي مسئولية تجاه أي شخص .. وهذا من أبسط حقوقه فهو صغير جداً على أن يتحمل المسئولية ..
فكيف بهذا الطفل وهو يتحمل مسئولية طفلة لم تتعدى عامها الخامس .. سبب وجيه يسهره الليل كله ..

 بشرى  هنا لا تلام أبداً على سهرها .. فهي اعتادت أن تتوسد يد أمها لكي تخلد إلى النوم ..
ولا أستطيع أن أجد أي تفسير لفعل  بشرى  .. غير أنها ترى بيدي أمها أمان لا تراه في أي مكان آخر ..
فمن الطبيعي ما يحدث .. لأن الشخص لا ينام حتى يشعر بالأمان ..
أما بالنسبة لـ  سامر  .. فهو رجل كبير بشكل طفل ..

 سامر  لم يتحمل مسئولية سهر أخته  بشرى  فقط .. بل تحمل أكثر من ذلك .. فهو من كان يحاول جاهداً أن يبحث ..
عن أي قطعة خبز أو أي طعام يسد به جوع هذه الطفلة المسكينة .. وليتها ترضى بما يأتيها به .. فهي ترفض أن تأكل أي شي .. لأن  بشرى  اعتادت أن تُأَكل .. ولا تُأَكَل من أي يد ..
بل بيدي والدتها .. ولكن بعد الإلحاح الشديد من  سامر  .. ترضى  بشرى  بأن تأكل .. وما أن تبدأ بالأكل .. حتى تتفاجئ .. بأن الأكل قد انتهى .. ومع ذلك تصبر على جوعها .. فكيف يصبر  سامر  على جوعه؟! ..
حتماً سينتظر حتى يجد ما يسد به جوعه .. ولكنني أعتقد أنه سيأخذه لأخته  بشرى  ..

أيضاً  بشرى  هنا لا تلام أبداً .. فهي طفلة اعتادت أن تأكل من يدي والدتها ..
لا أستطيع أن أجد تفسير لفعل  بشرى  .. غير أنها ترى هنا أيضاً أمان في يدي أمها ..
فمن الطبيعي ما يحدث .. فالأم لن تسقي أبنائها سمً ..
أما بالنسبة لـ  سامر  .. فهو رجل كبير بشكل طفل ..

[ ( سامر وبشرى ) مثال حي لإخواننا الذين قتل والديهم بدون أي حق في هذه الحرب الملعونة ] ..

ولكن ..
بعد مرور عامين زف  سامر  إلى قبره كأحد شهداء هذه الأمة ..
رغم أن  سامر  يعلم أن أخته تحتاجه كثيراً .. إلى أنه صرخ قائلاً [ أرضي مابتهون ] ..
واليوم نرى  بشرى  تزف إلى قبرها كإحدى فدائياتنا اللواتي نفخر بهن كثيراً ..

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. كم هي مسكينه بشرى التي تعودت على حضن أمها الحاني هذاحال بشرى وحال أغلب أطفال غـــــزه نسأل الله أن يجمعكم في مستقر رحمته ومن تحبون……..ز اللهم آمييييييييييييييين….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى