زواج في لطشستان
كان ياماكان في سالف العصر والأوان مدينة كبيرة تسمى ( لطشستان ) ، واراد والي المدينة ان يتزوج واراد ان تعم الأفراح والليالي الملاح سائر مدينة ( لطشستان ) فنادى كبير وزرائه وقال له
ياكبير الوزراء سيكون زواجي الاسبوع المقبل واريد منك ان تضئ المدينة بالشموع والقناديل (واخرج من صندوق بجواره صرة كبيرة فيها عشرون الف دينار وقذف بها الى كبير الوزراء ) …وهاك هذه الدنانير لشراء الشموع والقناديل
تناول كبيرالوزراء الصرة وقد علت وجهه الفرحة وسارع من فوره الى الانصراف ليقوم بعمله …وما ان توارى عن الأنظار حتى اخرج من جيبه كيسا أفرغ فيه نصف الدنانير ثم سارع من فوره الى نائبه الهمام والفارس المقدم وقال له
زواج والينا الهمام بعد بضعة ايام ،ويريد ان تعم الافراح والليالي الملاح ،وان توقد المدينة بالشموع وينسى الناس الفقر والجوع، فخذ هذه الدنانير وسارع الى العمل والتدبير
اخذ النائب الهمام صرة الدنانير وركض من فوره للعمل والتدبير ولكنه توقف قليلا بعد ان توارى عن الانظار واخرج من جيبه كيسا صب فيه نصف مامعه من الدنانير ثم توجه من فــــــــوره الى صاحب الشرطة وقال له
زواج والينا الهمام بعد بضعة ايام ،ويريد ان تعم الافراح والليالي الملاح ،وان توقد المدينة بالشموع وينسى الناس الفقر والجوع، فخذ هذه الدنانير وسارع الى العمل والتدبير
اخذ صاحب الشرطة الدنانير وخرج مسارعا للعمل والتدبير وما أن خلا بنفسه حتى اخرج صرة الدنانير وعدها فاذا هي خمسة آلاف دينار فقال : خير كثير وصيد وفير ، وقام من فوره ،بوضع ثلاثة آلاف دينار في جيبه وسارع الخطا بعدذاك الى كبير الحراس ومسؤول دق الاجراس وقال له
زواج والينا الهمام بعد بضعة ايام ،ويريد ان تعم الافراح والليالي الملاح ،وان توقد المدينة بالشموع وينسى الناس الفقر والجوع، فخذ هذه الدنانير وسارع الى العمل والتدبير
اخذ كبير الحراس صرة الدنانير وخرج من فوره للعمل والتدبير فلما خلا بنفسه تأمل الصرة فاذا هي كبير حجمها قليل دنانيرها ، فقال : قد اخذ القوم والله نصيبهم ولم يبق لي سوى القليل ولكن لابأس ، واخرج كيسه الصغير وافرغ فيه الفا وخمسمئة من الدنانير ثم سارع من فوره الى كبير المنادين وقال له
زواج والينا الهمام بعد بضعة ايام ،ويريد ان تعم الافراح والليالي الملاح ،وان توقد المدينة بالشموع وينسى الناس الفقر والجوع، فخذ هذه الدنانير وسارع الى العمل والتدبير
اخذ كبير المنادين الدنانير وسارع للعمل والتدبير ، وما ان خلا بنفسه حتى نظر الى الصرة فأحس في نفسه الألم والحسرة وقال : انا كبير المنادين وهذا ماتبقى لي يامفترين …، ثم صب في جيبه كل الدنانير الا عشرا منها وذهب من فوره الى المنادي على الناس وقال له
زواج والينا الهمام بعد بضعة ايام ،ويريد ان تعم الافراح والليالي الملاح ،وان توقد المدينة بالشموع وينسى الناس الفقر والجوع، فخذ هذه الدنانير وسارع الى العمل والتدبير
اخذ المنادي الصرة وفتحها وتناول العشرة ، ثم القى بالكيس ومشى مشي التعيس ينادي على الناس :
يا أهل مدينة ( لطشســــــــــــــتان )
اسمعوا اوامر والــــــــينا السلطان
يا أهل مدينة ( لطشســـــــــــــتان )
اسمعوا اوامر واليـــــــنا السـلطان
سيكون زواج والينــــــــــــا الهمــام
في القريب العاجل بـــــــــعد ايام
وستعم المباهج والافــــــــــــــــــراح
ويسهر الناس في اللـــــيالي الملاح
فاوقدوا ذلك اليوم القناديل والشموع
ولا تتركوا احدا من الناس يجوع
ومن يعصي هذه الأوامـــــــــــــــــر
سيعدم ويلقى تحت الحوافـــــــــر
فسارعوا الى العمل والتدبـــــــــــــير
واتركوا عنكم الوساوس والتفكير
واطيعوا اوامر والينا السلطـــــــــــان
وتجنبوا وســـــــاوس الشيطـــــان
وفي اليوم الموعود خرج الوالي في زينته فوجد البلاد قد اضيئت بالشموع والقناديل ، فمال على كبير وزرائه قائلا
لقد احسنت العمل والتدبير فهنيئا للبلاد برجل مثلك
وانت قدوة في العمل ومضرب المثل