علوم و فضاء

نظرية تريز‎

تريز
استوقفني هذا الاسم ساعة سمعته ، غريب هو نطقه
ثم انتابني فضول شديد حين أكملت قراءة شرحه المبسط الذي عرف به كـ
أربعين طريقة لإنتاج أفكار إبداعية
حصلت على أكثر من دورة تدريبية فيه حتى اجتزت رخصة التدريب فيه
في رغبةٍ لمعرفة هذا العلم أكثر .. وسأحاول مشاركتكم ماتعلمته عنه
انطلق هذا العلم في عام 1946م ، على يد الروسي هنري التشر ، ذاك الذي لاحظ أن الاختراعات تقوم في الغالب على مبادىء معينة
لذا قام بمساعدة من حكومته بدراسة مليوني اختراع ، في محاولة لحصر الاستراتيجيات التي تقوم عليها الاختراعات
خرج من دراسته هذه بأربعين مبدأً هي أسس تلك الاختراعات
أنشأ هذه القاعدة تحت اسم
Teoria Resheiqy Izobreatatelskikh Zadatch
وتعني بالروسية نظرية الحل الابتكاري للمشكلات
تم اختصار هذه الجملة الطويلة بأخذ الحرف الأول من كل كلمة لتظهر لنا
( TRIZ )
لهذه النظرية مراحل ، الأولى امتدت منذ 1946م وحتى 1985م وهي مرحلة الاكتشاف ووضع الأسس
المرحلة الثانية كانت في مطلع التسعينات الماضية ومازالت ممتدة حتى الآن ، وتُعرف بمرحلة انتقالها إلى العالم الغربي
للنظرية ثُقلها ، حتى أصبحت مادة تعليمية في أكثر من 42 جامعة
وتُقدم كدورات تدريبية في عدد من المؤسسات الكبيرة كـ فورد وجنرال موتر
بل وحتى أن وزارة التربية والتعليم الفرنسية تبنت مشروعاً لتدريب 17000 معلم على هذه النظرية
ملاحظة أخيرة
في أغلب الدورات يتم التركيز على الجانب الابتكاري في هذه النظريات .. من ناحية اختراع الأشياء الجديدة وماشابه
ولعل هذا يعود في الدرجة الأولى إلى أصل العلم الذي بدأ كما ذكرت بدراسة الاختراعات والاستنباط منها
سأحاول هنا أن أجعل أغلب أمثلتي تدور في الجانب الحياتي لنستفيد منها حق الاستفادة .. ولانستغني عن مشاركاتكم
من أجل كل هذا بدأت بشرح مبدأ واحد يومياً على حسابي في التويتر
قمت بجمع شرح أول ثلاث مبادىء لكم .. مع دعواتي أن تفيدكم
،،،
النظرية الأولى : التقسيم والتجزئة
هذه النظرية باختصار تعني إحدى ثلاث نقاط :
– أن تقوم بتقسيم الشيء المراد حله إلى عدة أقسام كل منها مستقل عن الآخر .
– أن تجعل الشيء قابل للتقسيم والتفكيك عن بعضه .
– أن تزيد درجة تفكيك الشيء .. وتبالغ في تقسيمه حتى تجد حلاً للمعضلة ..!!
إذاً خلاصتها : تقسم قطع المشكلة ، وتجزئة أركان هذا الشيء حتى نستطيع إيجاد حلٍ للمشكلة ..!
أمثلة النظرية :
1- الخارطة الذهنية .. تلك الأداة التي نستعملها كثيراً في مذاكرتنا كذا تلخيص الكتب والمواضيع
هي إحدى أمثلة هذه الأداة فمن خلالها تقوم أنت بتقسيم الموضوع الضخم إلى عدة فروع مختصرة
بحيث يسهل عليك التركيز والتفرقة بين عناصر الموضوع المختلفة ..!!
2- تقسيم المشكلة .. فحين نواجه مشكلة ، كثيراً مانراها ضخمة كبيرة من الصعب حلها
لكن حين نبدأ بمحاولة تقسيمها .. وفصل الحواشي والتركيز على السبب الرئيس سنجد أننا نحُلها بسهولة ..!!
3- التفويض .. حين نبدأ بمشاريع ضخمة نحس بصعوبة الاستمرار لضخامة المسؤولية
لكن حين نقوم بتفويض المهام وتقسيمها .. فهذا أخصائي الديكور سيتولى أمره .. وذاك كهربائي سيتولى الكهرباء
نجد أن ما كنا نراه صعب التطبيق قد ظهر وشمخ ..!!
4- مراعاة الفروق الفردية .. فيه شيء كبير من هذا المبدأ .. فأنت حين تقوم بفصل الفئات المختلفة عن بعضها
سيمنحك هذا فرصة لإيصال رسالتك للجميع .. الشيء الذي قد لايتحقق لو خاطبتهم جميعاً بدون مراعاة لفروقهم الفردية .
5- قطع الأثاث .. نجد القطعة تأتينا مجزأة ثم يتم تركيبها في المنزل
فهنا جعل القطعة قابلة للتقسيم والتفكيك عن بعضها .. ليسهل نقلها وإيصالها إلى أي مكان ..!!
،،،
النظرية الثانية : الفصل والاستخلاص
هذه النظرية باختصار تعني نقطتين :
– تحديد العوامل التي تعمل بشكل جيد ، والقيام باستثمارها وتنميتها .
– تحديد العوامل التي تضر بالعمل ، والقيام باستبعادها .
إذاً خلاصتها : الحرص على الموارد الجيدة وتنميتها ، كذا استبعاد العوامل التي تُسيء للعمل أو الحرص على التقليل من ضررها قدر الإمكان .
أمثلة النظرية :
1- الرفقة السيئة لأبنائنا .. لعل هذا أوضح مثال
فنحن دوماً نحرص على أن ندفع أبناءنا إلى التعرف على الأطفال المهذبين وذوي الأخلاق الجيدة
ونسعى لإبعادهم عن الأطفال الذين نرى أن لديهم سلوكيات سيئة .
2- فصل السلوك عن الذات .. وهذه قاعدة تربوية أيضاً تعتمد على هذه النظرية
بأن السلوك السيء شيء .. والشخص شيء آخر .. حين شعور الشخص بأنك تقدر ذاته
لكنك تعيب هذا السلوك فقط يندفع محاولاً أن يثبت لك صحة تفكيرك فيتخلص من هذا السلوك السيء .
3- المنخال .. تلك الأداة التي يوضع بداخلها القمح بقشره
ثم يتم هزه حتى يتخلص هو من الجانب السيء ( القشر ) ، ويبقى الجانب الحسن ( القمح )
4- تحديد الموظف المثالي في الشركة وتكريمه أو ترقيته ، لتحفيزه أكثر ودفعه لتقديم الكثير .
5- الاحتفاظ بالفرن داخل المنزل ( وهو جهاز مهم للمنزل )
ووضع أسطوانة الغاز في الخارج ( والتي تحوي خطراً في حال تسرب محتواها – لاقدر الله – ) مع التوصيل بينهما بأنبوب .
،،،
النظرية الثالثة : الدمج أو الربط
هذه النظرية تعني نقطتين :
– جمع الأشياء التي تشترك في نفس العمل إما بدمجها معاً أو تقريبها من بعضها .
– التقريب بينها حتى يكون عملها إما متقارباً .. أو في نفس الوقت .
خلاصتها : الجمع بين الأشياء التي عملها متقارب والحرص على أن تعمل معاً في نفس الوقت .. أو على الأقل في وقت متقارب .
أمثلة النظرية :
1- قلم الحبر .. لعل هذا أوضح مثال لها
إذ كان الناس في الزمن القديم يستعملون الريشة والمحبرة .. فيغمسون الريشة في الحبر ثم يكتبون وهكذا
هنا برزت الفكرة لم لانجعل الريشة تفرز حبراً دائماً لانحتاج معه للمحبرة
فكرة ثم فكرة .. وأخيراً ظهر قلم الحبر الذي يحمل حبراً وريشة في نفس الوقت ..!!
2- تعليم الأقران .. هنا تكون قد قمت بدمج طالب قد فهم المنهج بطالب لم يفهمه
وفي نفس الوقت يمتلك الطالبان أسلوباً متقارباً قد يجعل التواصل بينهما أفضل من تواصل المعلم مع التلميذ ..
3- اجتماعات المعلمين بالآباء .. في هذه الحالة تكون قد دمجت جهدين لمصلحة الطالب .. جُهد المدرسة كذا المنزل ..
4- تقسيم الغُرف .. نراها في بعض المؤسسات تلك التي تقسم الغُرفة إلى أكثر من مكتب خدماتها متقاربة
بحيث لا تضطر إلى البحث عن أكثر من مكتب لتنهي أوراقك .. بل تجدها كلها مجموعة في مكان واحد .
……
وللمبادىء بقية …!
قلم : جابر بن عبدالعزيز المقبل
أسعد بكم على مواقع التواصل الإجتماعي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى