في بث حي، أعلنت وكالة ناسا رسميًا أنها في طريقها إلى إرسال البشر إلى المريخ، وذلك باستخدام المركبة الفضائية “أوريون” التي ستنطلق يوم الخميس الموافق 4 ديسمبر الساعة 7:05 صباحًا بتوقيت شرق الولايات، في مهمة استكشافية بدون طيار في رحلة تستغرق مدة 4-5 ساعات. وستحلق على ارتفاع 5,800 كيلومتر فوق الأرض، وهو ما يقرب 15 أضعاف ارتفاع محطة الفضاء الدولية. وذلك لاختبار الدرع الواقي من الحرارة ونظم إلكترونيات الطيران. وعند الانتهاء ستنطق الكبسولة إلى أسفل المحيط الهادئ، وستقوم البحرية الأمريكية بانتشالها.
وتهدف الخطة إلى إطلاق بعثة مأهولة بالبشر في غضون عقدين من الزمن، لكن ما زال هناك الكثير من العمل للقيام به، فالانتقال لمسافات بعيدة مثل المريخ هو أمر صعب للغاية. وكالة ناسا بحاجة إلى العمل على كيفية تصميم أماكن للمعيشة لرحلة طويلة إلى المريخ، في شكل وحدات ترتبط مع مركبة أوريون، وايجاد نظم دفع أكثر فعالية لرحلات الفضاء.
فقد تمكنت نظم الدفع التقليدية من إطلاق روبوتات مثل “كيوريوسيتي روفر” إلى المريخ، والبعثات المأهولة بالبشر ستحتاج إلى نظام أكثر فعالية فالأحمال ستكون أثقل بكثير ، فهي ستحتاج إلى حمل البشر وكذلك إمدادات البقاء على قيد الحياة لمدة طويلة.
العوائق التي تواجه رحلة البشر إلى المريخ
الرحلة نفسها ستكون طويلة وشاقة بالنسبة للبشر، وناسا لا تعرف تمامًا تأثير قلة الجاذبية على الجسم البشري. لكن يمكنها أن تضعف العظام والعضلات ويمكن أيضًا أن تسبب فقدان البصر. وبمجرد الوصول إلى المريخ يتعين على البشر التعامل مع بيئة عدائية للغاية. وذلك بسبب عدم وجود طبقة أوزون، مما سيجعلهم بحاجة إلى حماية دائمة من الإشعاع الشمسي.
كما أن الكوكب الأحمر بارد جدًا، وهذا يعني أنه من المستحيل وجود ماء سائل على سطح المريخ. بالطبع هذا لا يعني أنهم لا ستطيعون تطوير نظام ذوبان يعمل بالطاقة الشمسية، لكن هذه الابتكارات لم يتم تطويرها بعد. وعلاوة على ذلك، فإن الضغط الجوي منخفض جدًا -حوالي 1% من كوكب الأرض- بحيث إذا وقفت عند خط الاستواء على المريخ، درجة الحرارة ستكون 21 درجة مئوية عند قدميك، لكنها ستبلغ الصفر عند رأسك.
ثم سيحتاج الفريق إلى تطوير نظم إتصال يمكنها أن تنقل كافة البيانات العلمية القيمة إلى الأرض. وتتوقع ناسا أن تهبط على سطح المريخ بحلول منتصف 2030، وتهدف الخطة إلى انزال رواد الفضاء على كويكب ومن ثم إلى المريخ.
