السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صبحكم الله بالخير والسرور ومسائكم الرحمن بالرضاء والقبول واسعد الله أوقاتكم بسعادة تدوم , أقدم لكم الباقة الثالثة بعنوان [من أقوال الأدباء] وقراءة مستمتعة أتمناها للجميع .
(( أتمنى من أصحاب المجموعات البريدية عدم إضافتي إلى مجموعاتهم ولهم كل الشكر والتقدير))
لقراءة الباقة الأولى والثانية
من نوادر الأصمعي
قال الأصمعي لأعرابي : أتقول الشعر ؟ .. قال الأعرابي : أنا ابن أمه وأبيه.
فغضب الأصمعي فلم يجد قافية أصعب من الواو الساكنة المفتوح ما قبلها مثل (لَوْ) قال فقلت : أكمل ، فقال : هات
فقال الأصمعي :
قــومٌ عهدناهــم …..سقاهم الله من النو
الأعرابي :
النو تلألأ في دجا ليلةٍ ….. حالكة مظلمةٍ لـو
فقال الأصمعي : لو ماذا ؟
فقال الأعرابي :
لو سار فيها فارس لانثنى….. علىش به الأرض منطو
قال الأصمعي : منطو ماذا ؟
الأعرابي :
منطوِ الكشح هضيم الحشا ….. كالباز ينقض من الجو
قال الأصمعي : الجو ماذا ؟
الأعرابي :
جو السما والريح تعلو به….. فاشتم ريح الأرض فاعلو
الأصمعي : اعلو ماذا ؟
الأعرابي :
فاعلوا لما عيل من صبره …..فصار نحو القوم ينعو
الأصمعي : ينعو ماذا ؟
الأعرابي :
ينعو رجالاً للقنا شرعت …..كفيت بما لاقوا ويلقو
الأصمعي : يلقوا ماذا ؟
الأعرابي :
إن كنت لا تفهم ما قلته …..فأنت عندي رجل بو
الأصمعي : بو ماذا ؟
الأعرابي :
البو سلخ قد حشي جلده …..بأظلف قرنين تقم أو
الأصمعي : أوْ ماذا ؟
الأعرابي :
أو أضرب الرأس بصيوانةٍ ….. تقـول في ضربتها قـو
قال الأصمعي :
فخشيت أن أقول قو ماذا ، فيأخذ العصا ويضربني!!
سيبويه
اسمه / أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر ، الفارسي
وقد طلب الفقه والحديث مدة ، ثم أقبل على العربية ، فبرع وساد أهل العصر ، وألف فيها كتابه الكبير الذي لا يدرك شأوه فيه.
استملى على حماد بن سلمة ، وأخذ النحو عن عيسى بن عمر ، ويونس بن حبيب ، والخليل ، وأبي الخطاب الأخفش الكبير طلب النحو ولازم الخليل ، وأخذ عن يونس وعيسى بن عمر ، حتى حذق في الصناعة وأحاط بأصولها وفروعها ، ووقف على شاذها ومقيسها . ثم وضع كتابه المشهور سرد فيه ما أخذه عن الخليل وأضاف إليه ما نقله عن نحاة المصريين ناسباً إلى كل منهم قوله,
فجاء كتاب فريد في فنه ، سديداً في منهجه ، ليس وراءه مذهب لطالب ولا مراغ لمستفيد..
كان فيه مع فرط ذكائه حبسه في عبارته ، وانطلاق في قلمه .
– سمي سيبويه لأن وجنتيه كانتا كالتفاحتين ، بديع الحسن
– بلغ من إجلال القوم أن اقتصروا في تسميته كتابه الشهير ب( الكتاب ) فإذا أطلق هذا اللفظ عند النحاة لا ينصرف إلا إليه
– لما آنس سيبوية من نفسه التفوق في النحو وفد إلى بغداد وقصد البرامكة والكسائي يومئذ بها يعلم الأمين بن الرشيد فجمع بين الرجلين يحيى بن خالد ، فتناظرا في مجلس أعد لذلك . فكان من أسئلة الكسائي لسيبويه قوله :
ما تقول في قول العرب : كنت أظن العقرب أشد لسعة من الزنور فإذا هو إياه .
فقال سيبويه : فإذا هو هي ، ولا يجوز النصب .
فقال الكسائي : بل العرب ترفع ذلك وتنصبه .
فلما اشتد الخلاف بينهما تحاكما إلى أعرابي خالص اللهجة ، فصوب كلام سيبويه ولكن الأمين تعصب للكسائي لأنه معلمه ولأنه كوفي ، فأراد الأعرابي على أن يقول بمقالة الكسائي . فلما أحس سيبويه تحامل الأمراء عليه وقصدهم بالسوء إليه غادر بغداد وارتد مغموماً إلى قرية من قرى شيراز تعرف بالبيضاء ، حيث توفي بالغاً من العمر أربعين سنة ونيف .
وقال العيشي كنا نجلس مع سيبويه في المسجد ، وكان شابا جميلا نظيفا ، قد تعلق من كل علم بسبب ، وضرب بسهم في كل أدب مع حداثة سنِّه .
وقال ( أبوعثمان المازني ( من أراد أن يعمل كتاباً كبيراً في النحو بعد سيبويه فليستح .
مؤلفاته : الكتاب
وفاته :
قيل توفي بشيراز سنة 177 هـ وقيل سنة 180 هـ ( وهو الأرجح ) وقيل سنة 188هـ
من أقوال يحيى البر مكي
إذا أقبلت الدنيا فأنفق فإنها لا تفنى، وإذا أدبرت فأنفق فإنها لا تبقى.
***
ذكر النعمة من المنعم تكدير، ونسيان المنعم عليه كفر وتقصير .
***
النية الحسنة مع العذر الصادق يقومان مقام النجح.
***
إذا أدبر الأمر كان العطب في الحيلة.
***
البلاغة أن تُكلّم كلّ قوم بما يفهمون
وقال الأصمعي: دخلت على يحيى يوماً فقال: يا أصمعي، هل لك زوجة؟ فقلت: لا، فقال: فجارية؟ فقلت: لكم منة، فأمر بإخراج جارية غاية في الحسن والجمال والظروف، فقال لها قد وهبتك لهذا، وقال: يا أصمعي، خذها فشكرته ودعوت له، فلما رأت الجارية ذلك بكت وقالت: يا سيدي، تدفعني إلى هذا، فما ترى سماجته وقبحه؟ فقال لي: هل لك أن أعوضك عنها ألفي دينار؟ قلت: ما أكره ذلك، ودخلت الجارية إلى داره فقال لي: أنكرت على هذه الجارية أمراً فأردت أن أعاقبها بك ثم رحمتها، فقلت له: هلا أعلمتني حتى كنت لحق بالباب على صورتي الأصلية من غير أن أسرح لحيتي وأصلح عمتي وأتطيب وأتجمل، فضحك، وأمر لي بألف دينار أخرى.
رسالة ابن العميد إلى القاضي ابن خلاد
وصل كتابك الذي وصلت جناحه بفنون صلاتك وتفقدك ، وضروب برك وتعهدك ، فارتحت لكل ما أوليت ، وابتهجت بجميع ما أهديت وأضفت إحسانك في كل فضل نظائره التي وكلت بها ذكرى ، ووقفت عليها شكري . وتأملت النظم فملكني العجب به ، وبهرني التعجب منه . وقد رمت أن أجري على العادة في تشبيهه بمستحسن من زهر جَنَى ، وحُللٍ وحلُيٍ ، وشُذور الفوائد في نُحور الخرائد :
كالعذارى غدون في الحُللِ البيض …. وقد رحن في الخطوط السود
فلم أرى لشيء عدلاً ، ولا أرضى ما عددته له مثلاً . والله يزيدك من فضله ولا يخليك من فضله ولا يخليك من إحسانه ، ويُلهمك من بر إخوانك ما تُتَمم به صنيعك لديهم ويَرُب معه إحسانك إليهم .
من شعر أبو هلال العسكري
قال أبو هلال في الشكوى من الدهر والناس :
جلوسي في سوق أبيع وأشتري …. دليل على أن الأنام قرود
ولا خيـر في قـوم تـذل كرامهم …. ويعظـم فيهم نذلهم ويسود
ويهجوهـم عني رثاثـة كسوتـي …. هجاءً قبيحاً ما عليه مزيد
وقال في الغزل
يا هلالاً من القصـور تـدلى ….. صام وجهـي لمقلتـه وصلى
لست أدري أطال ليلي أم لا …… كيف يدري بذاك من يتقلى
وكان يفضل البرد عن الحر
ان روح الشتاء خلص روحي ….. من حرور تشوي الوجوه وتكوي
لسـت أنسـى منـه دمـاثـة دجـن ….. ثــم مـن بـعـده نــضـارة صـحـو
وجـنوباً تبشـر الأرض بـالقـطـر …. كــمـا بُـشـــر الــعــلـيـل بـبـرو
هذا وأعتذر لكم عن الاطاله في الموضوع أخيكم / سلطان أبو سعود
للتعليق أو النقد
تابع جديد رسائل المجموعة على تويتر