مقال – استغلال الفتاة ، الغلاء ، مراكزنا الصحية

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله .. والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد ..
.
بداية
.
.
(( اللهم ادفع عنا الغلاء .. اللهم ادفع عنا الغلاء .. اللهم ادفع عنا الغلاء .. ))
.
.
كلمة .. تحمل دعوة غالية ..
كلمة .. كنا نستعملها كثيراً .. بل أصبحت في دعواتنا ..
دعوة .. كررناها كثيراً .. بل .. ها نحن نعيدها في هذا الوقت ..
كنا قديما ً نسمعها في خطبة الجمعة .. وفي المحاضرات ..
كنا .. نكررها .. ولكن لم نلامسها حقيقة ..
ولم نعي معناها بالحرف .. وها نحن نكاد نحترق منها ..
بل تكاد تمحونا من الوجود ..
في هذا الوقت الذي تزيد السلعة أضعاف الأضعاف بل زيادتها في اللحظة ..
.
.
فقبل شهر اشتريت حليباً بـ (( 18 )) ريال .. وها هو يتعدى الـ (( 23 )) ريال ..
البيض كان بـ (( 9 )) وأصبح بـ (( 15 )) ريال ..
زيت السيارة كان بــ (( 8 )) والآن بـ (( 14 )) ريال ..
.
ولن أبتعد بعيداً فزيت السيارة عند محلات الزيوت الآن بـــ 8 ريال ..
وقد سعر بـ (( 14 )) .. !!
الحديد من (( 1200 )) إلى (( 3000)) ريال ..
.
أعلم يقيناً .. أن هذا الموضوع أشبع إعلامياً .. ولكن هل استفدنا من ذلك .. أم لا….
نحن لم نستفيد .. وهنا مربط الفرس .
فادعوا بهذا الدعاء ..
لعل هذه الدعوة تجد باباً مفتوحاً ….
.
.
نهاية
.
جاءني يتكلم عن حاله .. ويذكر لي أنه قد عجز عن سداد أجار بيته ..
لماذا .. !! لأن المالك قد رفع الآجار ..
ولأن .. (( العين بصيرة .. واليد قصيرة ))
.
إنني هنا أتحدث عن محدودي الدخل..
فضلاً عن من لا دخل له ..

اللهم ارزقني ولا تفتني ..


الفتاة .. إستغلال لأبعد الحدود

في أحد الايام .. رن هاتفي المحمول .. رفعت السماعة ..
فتحت الخط .. إذا بالمتكلم (( فتاة )) .. !!
وكانت تخبرني بأن الإشتراك بأحد القنوات .. انتهى .. !!
وإذا اردت أن التجديد .. فما عليك سوى أن تزور أقرب فرع في مدينتك .. !!
.
وبعدها بعدة أيام .. جاءني اتصال آخر من رقم غريب وكان المتصل أيضاً (( فتاة )) .. !!
نحن شركة . أو مؤسسة .. كذا .. للتدريب الفني .. !!
.
ثم اتاني اتصال ثالث .. !! نحن قناة .. كذا .. عندنا مسابقة .. هل تريد الاشتراك .. !!
.
.
هنا .. سأتجاوز .. من أين لهم الرقم .. !! وسأتجاوز .. أنهم اتصلو بأكثر أفراد عائلتي .. !!

وسأحدد المسألة بـ هذه الاستغلالية .. !!

استغلال المرأة ..
.
هنا أصابني الإحباط .. وأصابت قواي الترهل .. !!
وأصبحت أخشى حتى من الرد على هاتفي .. !!
.
.
ليس مهماً مالشركة ومالقناة .. !!

ولكن المهم .. من المتصل .. !! ولماذا استخدم هذا العنصر .. !! في هذه المهمة .. !!

وهل أصبحت فتياتنا مصدر رزق لهذه المؤسسات .. !!

غير مبالية بما تجره تلك المهنة .. !!

وقد كنا إلى وقت قريب نستنكر هذه الأعمال في الدول الغربية ..
وهاهي تطبق عندنا بحذافيرها .. !!
.
طبعاً حالي مع تلك الاتصالات .. هو الرفض .. ولا شيء سواه ..
والسبب .. أن فيها من الاستغلال الغير مشروع .. ولكيان لايقوم المجتمع من دونه .. !!
إنه الفتاة .. بشكل خاص .. والمرأة بشكل عام .. !!
.
هنا .. تأخذني العبره .. وتشق في صميم فؤادي طريقاً ..

هنا .. أكتب وكلي أسى .. وخوفي من غداً .. يلملم أضلاعي .. !!
.
.
وقــفــــة
.
الحياة بدون المرأة حنواً وحناناً .. كهف مظلم ..

والوجود عندما يخلو من المرأة يضحى أرضاً جرداء لا عبق ولا زهر ولا ماء فيها ..
.
حفظ الله المرأة نهر حنان ونهار جمال .. وكوثر إيحاء ..


مراكزنا الصحية إلى أين !!؟

بعد يوم طويل وشاق .. ذهب جله في تلك الغرفة التي ما إن تتم الساعة الثامنة صباحاً (( 8:00 ص))
إلا وتجدني موجوداً خلف تلك الطاولة التي تغص بالأوراق وبين فكي تلك الأدراج والرفوف التي تعج بالملفات ..
وبعد أن توكلت على رب البرية وذهبت إلى البيت ..
وجدت أنه من الضروري أن أذهب إلى المركز الصحي للحي (( المستوصف )) ..
مشاهد من تلك الزيارة الغير مرغوب بها لذلك المركز ..
إنني وبعد أن وصلت رأيت الأفواج تغص بهم تلك (( الفتحة الصغيرة )) في ذلك الجدار الألمنيوم ..
لأخــذ الملف الخاص بهم ..
طرى لي أن أذهب إلى مستوصف آخر ..
ولكن كيف سيكون حاله .. فقد يكون أشد كثافة من سابقه ..
فقررت الجلوس وانتظار دوري ..
ولكن حينما ينفذ الصبر ويحل الغضب مكان الحلم ..
تفاجأت بأن من يسبقني لا يعلم ولا يستطيع أن يتذكر رقم ملفه الصحي !!؟؟
فكانت على رأس ذلك المسكين (( موظف الملفات ))
كيف له أن يستطيع أن يخرج ملفه ..
لأنه لا تخلو هذه الغرفة من مكان ليس فيه ملف ..
وبعــد تجاوز تلك الصدمة والمفاجأة الغير سارة ..
بدأ بالتخمين : (( 35/6.. 25/3 )) ولكن كلما قال رقم يتضح أنه لعائلة أخرى ..
وفي الأخير اكتفى بورقة (( الوصفة الطبية ))
مشهد آخر
(( ينم عن قلة وعي وعدم إحساس ))
بينما كنا جالسين بانتظار دورنا .. جاء الدور على أحد الجالسين ..
وكان ــ سامحه الله ــ قد بدأ بسالفة وقصص بينه وبين من يجلس بجوارة ..
فنادته الممرضة .. ولكن دون جدوى .. يريد أن يكمل حديثه قبل الذهاب إلى الدكتور ..
لا أعلم هل نسي أو تناسى من يجلسون على دكة الانتظار وعلى قائمة السراء ..

أخيراً ..
• أليس من السهل إدخال تلك الملفات في الحاسب الآلي !؟؟
• أليس في وجه ــ المذكور آنفاً ــ دم حينما كان يكمل حديثه (( الخالي من الفائدة )) !؟؟

شاكراً لكم حسن مروركم …

ولكم تحية : حمد بن عبدالله .. الصحفي بيك ..

Exit mobile version