مقال: إمنحني ثقتك‎

مقال: إمنحني ثقتك‎

كلما منحت نفسك الشعور بالطمأنينة ، والثقة بالله أولا ثم بمقدار درجة احترامك لذاتك في تعاملها مع الآخرين ، وجدت نفسك أكثر قدرة على أن يشار لك من قبل الآخرين بأنك إنسان موثوق به ، ويستطيع المقربون منك ، وكذلك من لهم علاقة مباشرة معك أن يمنحوك هذه الثقة ، مما ينعكس إيجابا على تصرفاتك و أمانتك وصدق تعاملك .

 

أرى أن الثقة ممنوحة على الإطلاق ما لم يظهر نقيضها في السلوك والتصرفات ، وأقرب مثال لذلك الأبناء :

 

امنحه الثقة في اتخاذ قراره الأكاديمي ، وابتعد عن قولبته بما لايتفق وطموحه ورؤيته لنفسه ، لاتسلب منه قراره فتعرضه للتبعية ومن ثم تناقص الثقة في رؤيته لنفسه ، ويصبح القرار خارجيا ، وقد يتجنى الآباء كثيرا في أن يحتلوا مكان أبنائهم في تحديد مساراتهم الحياتية ، وهذا كله من المحبة والحرص على الأبناء وحمايتهم من تجارب سابقة مر بها الأبوان .

 

والمسار الاجتماعي ليس بعيدا عن موضوع الثقة ، فكل وزير يأتي يمنح الثقة من قبل ولاة الأمر في أن يكون قادرا على تقديم الخدمة لمجتمعه ، وسرعان ما تتلاشى هذه الثقة من الأشخاص عندما يطلق أحدهم وعودا ولكنها تصبح حبيسة أدراج النسيان ، مما ينعكس سلبا على مشاعر المواطنين الطالبين لهذه الخدمة ، وبالتالي تنعدم ثقتهم في تحقيق ما يسعدهم ويريحهم .

 

المعلم يجب أن يضع ثقته في طالبه ، ويساعده على بنائها بشكل متبادل يؤدي لسلوك توافقي متزن ، يفتح النافذة له ليرى عالمه وطموحه ، وكلما وثق الطالب في معلمه وجدته يأخذ منه كل سلوك يراه لثقته به ، وقد ينفذ أمرا يحتاجه حتى لو كان الرأي مخالفا لوالديه .

 

يجب أن تكون ثقتنا بأنفسنا عالية ، فكلما فتحنا نافذة ضوء لحياتنا ، يعززها ثقتنا بقدراتنا والتعامل مع منغصات حياتنا بهدوء وثقة ، يجعلنا أكثر قوة وصلابة في وجه الظروف والمتغيرات الحياتية والمجتمعية .

 

ثقوا بأنفسكم وارسموا ملامح الثقة على من ترونهم ، فهو يعزز التواصل الإيجابي فيما بيننا ، لأن الثقة والمحبة بوابتان مضيئتان للحوار والتقارب والتقبل .

 

نافذة :

 

الثقة بالنفس والمهارة … جيش لا يقهر ( روجر فريتس )

 

 

خالد بن محمد الأسمري

مدرب ومستشار أسري/ مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني

تويتر

khalid_m_asmari@

Exit mobile version