رسائل المجموعة

مشروع العرائس المستعملة !!

على إثر تداعيات مقالة المنشود الإنسانية (أريد عروثة) التي أثارت تفاعلاً في الرأي
العام،وألهبت شجونا في النفوس السوية الرقيقة، وصلتني رسائل عديدة تؤيد الفكرة المطروحة وهي شراء عرائس لأبناء الفقراء وعدم الاكتفاء بتوفير المسكن والمأكل والكساء برغم أهميتها للمحتاجين، بيد أن هناك أمورا ربما لا تقل عنها أهمية،لاسيما في مرحلة الطفولة،حيث أن الألعاب بلا شك تساهم في الاستقرار النفسي كما يساعد الطعام والكساء على الاستقرار الصحي. والجميل أن عددا كبيرا من القراء تفاعلوا مع الفكرة وأضافوا لها أفكارا ذات أبعاد إنسانية بالغة الشفافية!!

ولعلي أطرح الفكرة الرائدة التي ضمنها الدكتور محمد عبد العزيز الشريم المهتم بالشؤون الإعلامية والإنسانية رسالته للمنشود وهي حث الناس والجمعيات الخيرية على حد سواء بالاهتمام بمشروع ضخم ومتكامل لجمع اللعب المستخدمة ليتم توزيعها على الفقراء إما بحالتها إن كانت مناسبة،أو بإصلاحها أسوة بالأثاث المستعمل الذي يتصدق به أصحابه.

وهنا يرتقي مفهوم الصدقة ويصبح أكثر نضجا مما هو معروف،كمشروع الحقائب المدرسية لإعانة أبناء الفقراء على التعليم،وكذلك برامج الأسر المنتجة من خلال تدريبها وتأهيلها بدلا من تقديم الإعانة لها.

وكما يلحظ الجميع أن اللعب القديمة في بيوتنا أصبحت مشكلة،بل تشكل عبئا ثقيلا حين يملها أطفالنا وهي بحالة جيدة ليست تالفة لترمى ونتخلص منها بينما يرغب أبناؤنا الجديد والغريب دوما! واستحداث فكرة الاستفادة يريحنا من الحرج المتمثل برميها أو أو عبء الاحتفاظ بها ويفتح مخارج جميلة وإيجابية كالتصدق بها وإدخال السرور على أطفال الفقراء،فلا تكون حينئذ الحاجة قائمة لتخزينها بكميات كبيرة،ويصبح من المنطقي توفير الجديد لأطفال المقتدرين والاستفادة من التقنيات الحديثة في هذا المجال. وإن كانت سترفع مستوى الاستهلاك لدى الأسرة إلا أنها ليست الدمى والألعاب وحدها التي ستزيد من الاستهلاك ! ولكن لا بأس في ذلك مادام الأطفال الفقراء سيجدون لعبا كافية ومناسبة مع التحفظ على هذه التسمية حيث كل الأطفال أغنياء ببراءتهم وصدقهم وابتساماتهم.

وإن كنت أتمنى أن أجمع كل الدمى والعرائس والمراجيح والألعاب الناطقة والصامتة وأوزعها على أطفال غزة الذين مرَّ عليهم عيدان في هذه السنة دون أن يلعبوا ويمرحوا ويرتدوا الملابس الزاهية مثلهم مثل أي أطفال في العالم يرفلون بالأمن والاستقرار والرفاهية والرخاء. حتى تحول الأطفال هناك إلى أطفال فقراء فعلا من كل شيء حتى ابتسامتهم التي أصبحت جامدة بل باهتة !
فمن خطف ابتسامة هؤلاء الأطفال ومن أحالها إلى اكفهرار وشحوب وعبوس؟!

دعوا أطفال غزة يمارسون لهوهم ولعبهم وشقاوتهم ، دعوهم.. لا تمسوهم بسوء! فيمسكم الله بغضبه!ويعاملكم بعدله! ويأخذكم بذنب هؤلاء الصغار!
أي قسوة يمارسها المحتل وهو يحكم قبضته على الشعب الضعيف؟
وأي صمت مطبق يلف العالم وهو يرى اللوعة والغصة تغتال براءة أطفال غزة ؟!

* نشرت في صحيفة الجزيرة في زاوية المنشود

 

مقالات ذات صلة

‫8 تعليقات

  1. السلام عليكم مقال رائع .. وأتمنى تنفيذ هذا المشروع في دولنا العربيه لكن الأفضل من هذا هوو تعليم ابنائنا اهميه مالديهم والأكتفاء به لكي لايشعر بأنهم اعلى من نظراءهم الفقراء شاكرة لك اختي مجهودك المميز 🙂

  2. لو كان هناك شركات تتبنى مشروع الألعاب للاطفال بسعر مناسب وتكون جديدة تكون أفضل وذلك لفرحة الأطفال بالشي الجديد

  3. كلااااام منطقي ورائع على كثر ما احزنني اطفال الفقراء على كثر ما افرحني تنبيهك الى العامل النفسي فعلن يجب ان نضع في الحسبان هذا الشي فامثلاًَ عند ارسال معونه غذاء او ملابس الى الفقراء توضع معها العاب بسيطه لاطفالهم ترسم ابتسمه على ووجيههم وتفرح قلوبهم ولا تاخذ منك الكثير مشكوره اختي على مجهودك الرائع وتنبيهك الهادف

  4. يعطيك العافيه على التفاعل واكيداطفال الفقراء مثل اطفال الاغنياء يحتاجون للعب بشكل أو بآخر فليست ثمة طفله تملك 30 دميه مثل اخرى فقيرة لا تملك سوى ملاية سرير أو مفرش طفل قامت بلفه على أنه إبنته لها؟!! دمتي اختي الكريمة وكثر الله من امثالك…………

  5. مهما كان فينا خير بس نحتاج للتذكير فعلا نسينا حب اطفال الفقراء للالعاب وحتياجهم النفسي لها سيرو والله يرعاكم ونحن معكم

  6. كثير من الاسر تعاني من التراكم الكثير للالعاب في المنزل ولاتعلم ماذا تصنع فيها …فهذه فكره ممتازه للتكافل الاجتماعي والعطاء للاطفال المحرومين .فالالعاب جزء من حياة الطفوله فكيف نحرمهم من هذه الحياه جزء الله خير صاحب الفكره ..وجعلها الله في ميزان حسناته مدونة بوح القلم

  7. فيه موقع امريكي اتمنى انك تتطلع عليه وهو عن نفس الفكره اللي تتكلم عنها بس ألعاب جديده مو قديمه. http://www.toysfortots.org انا رايي ليس العاب قديمه بل العاب جديده وليه حنا دايم نجعل فرق بي الغني والفقير. نقدر نجمع تبرعات ونشتري فيها العاب ونوزعها على الفقراء في ايام العيد وحتى لما ينجحوا من الدراسه.

  8. بعد مقالك أستاذتي الفاضلة((أريد عروثة)) أيقضتي الهمم ,وبدأت أن وإحدى الصدقيات تبني مشروع صغير لعدد من الاسر المتعففة,ومازلنا في طور اكمال النواقص ,فكانت فكرة مشروعنا ملابس شتوية ومؤونه في هذا البرد القارس مع العرائس للبنات وكور للأولاد,والحمدلله وجدنا تعاون من المحلات عندما ذكرنا لهم المشروع وعملو لنا خصومات رائعة وبإذن الله ستكون الرحلة لهؤلاء الفقراء يوم الأحد وأن سمحو لنا بالتصوير ,سأنزل تقرير عن هذه التجربة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى