رسائل المجموعة

ماذا تريد المرأة من الرجل


/

كثير ما يتردد على لسان الرجال أن المرأة التي تتبعهم تحت بند زوجة أو أخت مع أن الأخيرة كثيراً ما تعاني من الإهمال إلى أن تحمل في روحها استقلالية مؤقتة وربما تدوم في أسوأ الحالات .
أنها كثيرة المطالب ولا يستطاع إرضائها مهما فعل الزوج ، وأنها مزاجية وغير مفهومة الحاجيات ، وصاحبة نفس غيورة بغير تفكير ولا وعي فلربما تغار من أخته أو أمه !
شكاوي وجمل تقليدية نسمعها من ذو نعومة أظفارنا ولربما رددناها في مرحلة من مراحل حياتنا ، وهي ليست خاصة بفئة معينة بل يرددها معظم الرجال بمختلف ثقافاتهم وأعمارهم ، لهذا كان من المستوجب التوقف قليلاً وسؤال أنفسنا .
ماذا تريد المرأة من الرجل لكي تكون في أكمل عطائها الأنثوي وعطاء الأمومة باتجاه زوجها ؟
وربما يستنكر البعض أنه يكون بحاجة لعطاء الأمومة من ناحية زوجته لكن إذا أيقنا وعرفنا أن في كل نفس بشرية طفل لا يكبر أبداً ويعيش مراحل عمرنا إلى أن يتغلب علينا في الشيخوخة ونعود كالأطفال وربما هذا يفسر تصرفات كبار السن وربما أيضاً يفسر بعض الحركات والأمور الطفولية التي نحدثها بين الفينة والفينة وخاصة في الفرح الشديد والحزن الشديد .
ماذا تريد المرأة من الرجل لكي تكون في أكمل عطائها الأنثوي وعطاء الأمومة باتجاه زوجها ؟
الحب ، والعطف ، والثقة ، والحماية ، والأمان ، والاحترام .
حينها تهب المرأة كمال عطائها للرجل دون منة ولا تقصير ، وقتها مهما أخطأ الرجل أو قصر لسبب ما كان نسياناً أو عدم رغبته في فعل ذلك فإنها تغفر له وإن أبدت انزعاجاً لكن ما هي إلا لحظات وسرعان ما تهدأ وتعود المياه لمجاريها .
ربما يفهم البعض من كلامي أنه سوف يقدم ما ذكر آنفاً وبعدها يبدأ بالتقصير والتعذر بأعذار سخيفة حينها أقول له أنت تدخل في بند عدم الاحترام لأنك لم تحترم رغباتها .
المرأة مخلوق سهل جداً وواضح وصريح لكننا بتفكيرنا وبمعاملتنا السيئة لها نجعلها تنغلق على نفسها ، وسوف أمثلها بالوردة البيضاء التي أغلقت ورقاتها غضباً لعدم اكتراث من تهتم بأمره لجمالها وعطرها ، وقتها لا نحن رأينا جمالها ولا شممنا رائحة شذاها العطرة ولكننا إن غيرنا طريقة معاملتنا لها بالرعاية وقتها تتفتح ورقاتها وتظهر لنا جمالها ونشتم عطرها في جميع نواحي حياتنا .
نحن معشر الرجال غامضين ومتكتمين حتى في مشاعرنا لكن المرأة على عكس ذلك تماماً فحينها نسأل أنفسنا من هو الصعب ؟
وبلا شك أنه الرجل فلو لم يكن كذلك لما استطاع الجنس البشري من البقاء فالحياة ، لأنه لو تغلبت عليه المشاعر وصار يتحدث عن مشاكله في كل وقت فحينها سوف تضعف همته ويبدأ بالشكوى والتذمر وطبيعته التي خلق عليها ترفض ذلك لأنه لو انتهج هذا المنهج أصبح حقيراً في نظر المرأة لأنها لن تجد منه المرجو لكنها سوف تجد طفلاً كبيراً في كل أوقات يومه يرهقها ويضعفها أكثر فلا حماية ولا عطف ولا ثقة ولا حب ولا احترام ، فالطفل مزاجي ويفعل ما يراه مناسباً هو ولا على حساب غيره ، وربما المرأة أنانية في موضوع البوح عن المشاعر والشكوى لأنها تحب دوماً أن تلعب دور الأم خاصة عندما يأتي زوجها أو أخوها شاكياً لها عندها تتقبله كطفل تحاول تهدءته وبحث الحلول له كما تفعل الأم لطفلها .

 

البقاء في هذه الحياة فيه أمور مشتركة تكمل بعضها بعضاً ، فالرجل ناقص تكمله المرأة والمرأة ناقصة يكملها الرجل ، بهذا الاندماج يصبح الانسجام ونسمو للكمال ، ونعود للأصل الإنساني الأول .


الكاتب : خالد علي حنشل

مقالات ذات صلة

‫5 تعليقات

  1. مقال رائع أحسنت أخوي خالد بارك الله فيك اتفق معاك في كثير مما كتبت

  2. كتبت فأجدت فعلا هذي الامور التي تحتاجها المرأه من الرجل لكن اين هم الرجال ليقرأو قلمك تقبل مروري ننتظر جديدك

  3. كلمات رائعة تعبر عن رايك وراي الكثير من الناس تحياتي لك عزيزي الكاتب ,,,,,,,

  4. ما شاء الله عليك اخوي خالد كلمات رائعه واسلوب جميل بالعاده ما احب اقرى بس شدني اسلوبك بكتابة الموضوع سلمت يداك على ما كتبت اختك ندى الفجر

  5. الصراحه مقريت نص الموضوع لان كنت مشغول جدا بس الصراحه الموضوع رائع جدا وشكرا الكم جميعا شبكة ابو نواف مع تحياتي اخوكم محمد الدفاعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى