مقالات

لماذا يكره أبناؤنا المدرسة ؟‎

بسم الله الرحمن الرحيم .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , وأهلا بكم ..

الموضوع مؤلم ..!
وكل واحد منا يستطيع أن يعبر عن الكثير من الأسباب وأن يذكر الكثير من الحلول ..
وهنا أحببت أن أوضح بعض الأسباب الجوهرية والأساسية ..
لنجيب على السؤال الذي يطرح دائما ً ..

( 1 )
لماذا يكره أبناؤنا المدرسة ؟

ولماذا في الخارج يحب الطلاب مدارسهم , ولايغيبون عنها مهما كان ,
ويشتاقون إليها مع أنهم لا يخرجون إلا في وقت متأخر ..!

بينما يتذمر طلابنا عند الحضور , ويتململون خلال الحصص ,
فذاك نائم , وذاك يرسم على الطاولة ,
وذاك فوق الجدار يحاول (يهج) !
وأصوات واحد يفحط خارج المدرسة !
ويتفاخر بعضهم بالهروب وكأنه غنيمة .
ويفرح الآخر لأنه غاب يومين متتالين أو ثلاثة ..

وتضج الشوارع والأسواق حينما يعلن عن هدية إجازة يوم واحد !

( 2 )
هناك يعاقبونهم بالحرمان من الذهاب إلى المدرسة !
ويعدونه درساً قاسياً ربما أشد من الضرب والتوبيخ !

وهنا .. شيء مؤسف أن يكون الغياب في بلادنا عرسا يفرح به الجميع !
مع أننا قادرون بإذن الله أن نجعل مدارسنا أفضل من مدارسهم وأكثر جمالا .. !
ونستطيع بتوفيق الله أن نجعل منها مكاناً محبوباً مرغوباً ..

– لم َ لا !
الأمر سهل ,
فالمال فائض , والأفكار موجودة , والأدوات والوسائل متوفرة !
والمهندسون وأصحاب الخطط ينتظرون الإشارة .

( 3 )
ختاما ً تريدون الزبدة ؟
– أبناؤنا لايحبون المدرسة !
– أبناؤنا يفرحون إذا غابوا !
– أبناؤنا يتملمون عند الصباح !
لماذا ؟

– لأنه لاشيء يحمسك للحضور ,
ولاشيء يدفعك للمجيء بحيوية ونشاط !
– لأن كل شيء هناك غير مناسب !
لا المكان ولا الطعام ولا الشراب ولا الوسائل ولا الأسلوب !
ولا الأدوات ولا المعمل ولا الملعب ولا الطاولة ولا الكرسي .

– دورات مياه مقرفة جدا ً , بعض الطلاب والطالبات يظل طوال الصباح وحتى الظهر متحملاً لكي لايدخلها ..
– ملاعب صحراوية , نصفها حصى ونصفها تراب !
– قوائم حديدة بلا عوازل اسفنجية , وكل يوم يصطدم فيها طالب ! وعند اللعب فالحارس لابد أن يتصادم معها .

بعد كل هذا , كيف تريدون الإقبال ؟ وكيف تطمحون في زرع حب المدرسة في نفوس الطلاب !

لاتقل لي : الشكليات ليست مهمة ,
بل مهمة ومهمة جدا ً .. خاصة أنك تتعامل مع أطفال وصغار .. يهتمون بذلك الشيء ..
ونحن نريد أن نجذبهم بكل الوسائل ..

( 4 )
أيها الأعزاء .. أيتها الوزارة الموقرة ..
– لنجعل المدرسة مكانا محبوبا أولا , لنوفر لهم مبان مناسبة ,
– لنضع لهم خططا مدورسة بعناية ,
– لنهتم بما يهمهم : ( ملاعب , ترفيه , معامل , تقنيات .. )
– عندها سيُقبلون .. لأنهم سيعرفون أن هناك أشياء حلوة وجديدة وممتعة ,
هناك أشياء مختلفة ومكان رائع وأجواء حماسية ..
– هل عرفتم ؟ هل زال العجب !

فاصلة :
– يتحمل الأهل جزء كبيراً من المسؤولية , فإن الابن سيكبر على ماتربى عليه صغيرا ً ,
ولذا لابد للأهل أن يزرعوا فيه حب العلم والمدرسة .. ويشجعوه على ذلك .

– ولثقافة المجتمع دور في ذلك .. فإن كان المجتمع يقدر المدرسة ويساهم في رقيها ,
فحتما ً ستختلف النظرة .

– ويبقى الدور الأساسي والأكبر على وزارة التربية , فهي قادرة بإذن الله أن تغير هذا الحال .
ببرامج وأفكار وأنشطة ومبان وخطط وغيرها ,

– فاصلة :
– تعليم مطور , نظام مقررات , تطوير العلوم والرياضيات , دمج بعض المناهج .
أصبح الطلاب حقول تجارب لكل فكرة لدى الوزارة !
وبالتالي هم الضحية !

– فاصلة :
نحن بحاجة إلى مشروع عاجل لانتشال مدارسنا قبل أن تموت ..
نريد شركة إنقاذ للوضع المأساوي فيها ..
لا نريد تطوير بقدر مانريد (إنقاذ) .. فهل تعي الوزارة ذلك ؟

فاصلة :
– إذا أردنا جيلاً عظيماً ..
فلنهيء له مبان ٍ عظيمة , وبيئة عظيمة من جميع النواحي .

فاصلة :
– قلت في البداية بأن الموضوع مؤلم !
لكن .. يزداد الألم .. حينما ترى أن الوزارة قادرة , والمال بفضل الله فائض ..
و الأوضاع تسمح وتشجع على التميز الإبداع في كل شيء ..
ثم لاتراه واقعا ً .. ! ولاترى تطورا فعلياً ..
::

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أخوكم : السياسي ,
mohd242@hotmail.com

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. لا حياة لمن تنادي …..اصلا غالبية من يعملون في الوزارات أبنائهم يرسون في الخارج …لذلك لا يهمهم الامر على الاطلاق !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى