الزومبي أو “Zombie”، شاهدنا هذا الكائن كثيراً في العقود القليلة الماضية، سواء من خلال الأفلام، أو رسوم الكرتون، أو حتى في وسائل الإعلام وغيرها، وهو تلك الجثة المتحركة التي تتطابق مع وصف الشخص فاقد للوعي الذاتي. والذي ظهر في آواخر القرن ال19، وقد اكتسبت شخصية الزومبي شعبية ملحوظة، خاصة في أمريكا الشمالية والفولكلور الأوروبي، في العصر الحديث. تم تطبيق مصطلح “الزومبي” على الموتى الأحياء في أفلام الخيال المرعب. وتم تصوير أول فيلم يمثلهم سنة 1968 م من إخراج جورج روميرو و اسمه ليلة الحي الميت.
ولكن جميعنا لاحظ من خلال شخصية الزمبي أنه يحاول أكل أدمغة البشر الأحياء، فما هو السر وراء هذه الفكرة؟
هذه الكائنات تكون جائعة بشكل كبير، وعلى الرغم من أن لحوم البشر هي الأكثر وضوحاً، إلا أن الزومبي تستهدف أدمغة البشر. في الواقع فإن المخرج روميرو ليس لديه فكرة من أين جاءت فكرة أكل أدمغة البشر، ففي مقابلة عام 2010 مع مجلة “فانيت فير”، عندما سُئل عن الصلة بين الزومبي والعقول، أوضح روميرو :” في كل مرة يسألونني عن هذا العمل “أكل الأدمغة”، وأنا لا أفهم ماذا يعني ذلك حقيقاً”.
الزومبي في المعتقدات الأخرى
شخصية الزومبي في مجتمعات جنوب أفريقيا المحلية، هو شخص ميت في غيبوبة، وتداولت وسائل الاعلام مؤخراً بأن الاعتقاد السائد عن الزومبي في جنوب أفريقيا، هو ذلك الشخص الذي يأتي تحت تأثير خلطة عشبية تؤدي إلى فقدان الشخص لجميع أعماله الحيوية وتوقف عملياته الفسيولوجية في جميع خلاياه، بحيث يعتبر شبه ميت لبعض الوقت وربما لساعات وأيام ومن الممكن لسنوات، فيتم دفنه في زنزانة ومن ثم يظهر لهم حي بعد حين لكنه يفتقد للكثير من الادراكات الذهنية. ويعتبر أن السحرة وراء هذا العمل في أفريقيا.
السبب وراء أكل الزومبي للدماغ
ولكن في وقت متأخر توصل الجميع إلى شرح رسمي مقتبس من فيلم “عودة الأحياء الميتون” للمخرج “دان أوبانون”، الذي اقترح من خلاله أن الزومبي يشعر بالحاجة لأكل أدمغة البشر، لأنها بطريقة ما تجعلهم يشعرون بالرضى عن طريق تخفيف آلامهم. وقد حاول بعض الأشخاص التوسع في هذا المنطق بشكل أكبر، فتوصلوا إلى أن الزومبي يأكل أدمغة الأشخاص الذين يتحلون بالشجاعة، وذلك لارتفاع مستويات السيروتونين التي تحتويها أدمغتهم (السيروتونين، هي أحد الناقلات العصبية وتلعب هذه المادة دورا مهما في تنظيم مزاج الأنسان ” يسمى أيضاً بهرمون السعادة”).
وقال المصمم والمنتج لأفلام الزومبي “وليام ستاوت” : ” أن فكرة تناول العقول بطريقة أو بأخرى هي تخفيف الألم في الغيبوبة”.
الزومبي والسينما
عالم السينما مليء بالأشياء الغير واقعية والخدع البصرية والكثير من العروض التي ليس لها أي صلة بالواقع، وكان الزومبي واحداً من أكثر عناوين الأفلام والمسلسلات وحتى البرامج الوثائقة تداولاً في السنوات الأخيرة، فقد ظهرت إلينا مجموعة كبيرة من الأعمال السينمائية التي تختص بهذا النوع. وتصنف هذه الأفلام في مجموعة أفلام الرعب والجريمة في الغالب، وهناك بعض الأعمال التي القليلة التي تربط الزومبي بالكومبيديا أو حتى بالدراما.
فقد شهدت السينما على مرة التاريخ اصدار أكثر من 120 عمل سينمائي رسمي للزومبي. ويعتبر مسلسل The Walking Dead الذي تم اصدار الجزء الأول منه في عام 2010، هو الأفضل في تاريخ الأعمال السينمائية حول الزومبي، فقد حصل على تقيم 8.7\10 على موقع IMDB، في حين جاء فيلم The Returned في المركز الثاني بتقييم 8.3\10 .