رسائل المجموعة

(لماذا .؟!)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لمَ يجبر على فعل ما لا يريد .. أم أنه حكم القوي على الضعيف؟!


(لماذا .؟!)
لقد نامت أخيرًا، إذن أتسلل بهدوء وأغادر البيت، لكن قبل ذلك يجب أن آخذ أخي معي، سرتُ على أطراف أصابعي، رفعتُ عنه الصحون والقدور .. وسحبتهُ بهدوء، كنت أخشى أن تستيقظ .. لكنها لم تفعل، فتسللت وغادرت البيت، ومن شدة توتري وخوفي أن تستيقظ في أي لحظة، بدأت بالجري بأقصى سرعة.!! .. ركضت وركضت .. ولم أتوقف إلا عندما تعثرت بحجر في الطريق ووقعت أرضًا، زحفت إلى أقرب حائط وبيدي أخي الصغير أضمه إلى صدري، لهثت بقوة .. أخذت أعب الهواء عبًّا، وتلفت حولي أتأكد من أنها لم تلحق بي، وانكمشت في مكاني محاولاً الاختباء، ولما كانت الطريق خاوية بدأت أشعر بالطمأنينة والفرح؛ أخيرًا استطعت الهرب منها، نهضت ونفضت الغبار عن ثوبي المرقع، وسرت وأنا أشد على يد أخي ألتمس منه القوة، والآن .. إلى أين أذهب..؟!، يجب أن أختار مكانًا لا تعرفه..! لكن أين هذا المكان ..؟!، المخبأ السري.! .. أجل .. سأذهب إلى هناك ..!، أسرعت في مشيتي.. دخلت منعطفات عدة قبل أن أصل أخيرًا إلى مخبئي السري، إنه منزل كبير لم ينتهوا من بنائه، ولن تفكر بالبحث عني هنا.
جلست وأخي في زاوية بعيدة نتحدث، فقد مضت فترة طويلة منذ أن حبسته تحت الصحون، وكان لدي الكثير لأقوله .. لذا جلست في مقابله وقلت:-
-" هل أنت سعيد الآن ..؟!.. لن تحبسك أمي بعد اليوم .. ولن أضطر للعمل.. أجل العمل ..! هي تجبرني على الخروج معها في الصباح لأعمل معها.. ولا نعود إلا في المساء.. أنا لا أحب ذلك العمل.. هل تحبه أنت ..؟!.. تذكرت .. أنت لا تعرفه .. حسنٌ .. سأخبرك .. توقظني في الصباح .. نتناول بعض الخبز.. بعدها نخرج ونذهب إلى الحي المجاور .. هناك نمر على البيوت وندق الأبواب.. وتطلب مني أن أقول لهم: (( مسكين !)) .. أنا لا أحب هذا .. وأمس قالت أنني لا أعمل جيدًا .. لذا ستجعلني أضع يدي في خرقة تربطها إلى عنقي .. وأنا لا أريد .. ولماذا يجب أن نفعل هذا كل يوم ؟!.. تعبت من السير في الشمس .. لكن بعد أن هربنا .. لن يجبرنا أحد على فعل ذلك.. لا.. لا تخف .. لن تجدنا هنا..".
وانحنيت أقبله ليطمئن أننا بخير هنا، لكن فجأة .. شعرت بيد قوية تمسك بي، وترفعني من على الأرض، لقد كانت هي .. أمي .. لكن .. كيف وجدتني هنا.!!، لابد أنها غاضبة ..
-" ماذا تفعل هنا أيها الشقي .. كيف تخرج من البيت دون إذني .. سوف تعاقب على فعلتك تلك".
انهمرت دموعي خوفًا وأنا أقول:-
-" لا أريد أن أعود .. لا أريد ..".
زادها ذلك غضبًا، وهزتني بين يديها بقوة ازداد معها نحيبي وبكائي، فصاحت بي قائلة:-
-" إن لم تكف عن البكاء سأرمي بهذه الدمية الغبية بعيدًا .. أتفهم ! ".
لا .. إلا أخي .. فتوقفت عن الصياح واكتفيت بالدموع كسبيل أخير للتعبير عن رفضي، فجرتني خلفها وهي تقول:-
-" لقد تأخرنا بسببك أيها الشقي .. سترتدي الخرقة حول عنقك .. عسى أن يستدر هذا عطف الناس.. فقلوبهم باتت قاسية هذه الأيام .".


أختكم/ يراع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى