لا أحد يموت قبل يومه ..

/

نحبس أنفسنا ونكبلها بأغلال غلاظ في سجون الماضي في همومه في حطامه في ذكرياته الأليمة ونعيش أيامنا على أمل عودة ما قد ذهب في أدراج الزمن …
ونحن نعرف ونوقن وبشدة أنه لن يعود ولكن نخدع أنفسنا ونجبرها على أن ترضخ لذلك السجن الرهيب وترضى به ..
مات وفي قبره توسد التراب .. عاشت على ذكراه معتزلة الحياة وكأنها هي من ماتت والعكس هو كذلك ماتت وظل حبيس الماضي وأنهى حياته بيديه
نقتل أنفسنا قبل حلول أجلها والله كان بنا رحيماً .. أبقانا إلى الآن لكي نزيد في الطاعات وندعو لمن رحل منا بالمغفرة والرحمة
ولكن نرفض ذلك ونسير على الأرض أجساد ميتة متطلعة أن تدثر بالتراب في تلك الحفرة الصغيرة .. القبر
صحيح أننا بفقدان غالي نتألم ونحزن ونشعر بالوحدة وعدم الانسجام مع العالم وخاصة عندما نقفل قلوبنا أمام كل شيء وننفي غصباً وإجباراً ذلك القلب المسكين لعالم الهلاك ..
رحل ولكنه بالقلب باقي ولا يأتي على بالنا أو نعتقد أنه يريدنا أن نتألم ونعيش ما تبقى من عمرنا بحزن وهموم ..
ارحل محلق في سماء الحياة تحت أضواء شمس الحقيقة ..
عاشوا وعشنا معهم ورحلوا وبقينا نكمل مسيرة الحياة الرائعة ونذكرهم بذكرياتنا الجميلة والتي تجعلنا أناس متفائلين وفي أصعب الصعاب
مبتسمين .. مهاجمين جيوش الأحزان بابتسامة براقة تدمر تلك الجيوش ..
قمة التفاؤل وأنت في صحراء جرداء وتوشك على الهلاك تتفاءل أن بعد ذلك الكثيب واحة
وتسعى لها بكل ما تبقى لديك من قوة ..
أعزائي لا أحد يموت قبل يومه .

الكاتب : خالد علي حنشل

Exit mobile version